مختارات ممّا كتب الدكتور بهجت سليمان

684
لِنَسْتَعِدّ لمواجهةِ تَحَدِّيَاتِ العَشْرِيَّة الجديدة / د . بهجت ...

  كتب  د . بهجت سليمان * ( سورية ) – الجمعة 3/4/2020 م … 

* السفير السوري السابق في الأردن

[  السطو والنهب الأمريكي المتوحش و المزمن  ]

1▪ إذا لم يجر وضع حد للتغول المالي الأمريكي على العالم ، فسوف تنتقل جميع دول العالم ، بين آونة وأخرى ، من أزمة إلى أخرى ، أسوأ من سابقاتها .

     ناهيك عن التغول الأمريكي ، العسكري والأمني والاقتصادي.

2▪ خاصة و أنّ واشنطن تستطيع طباعة الكمية التي تريدها من الدولارات ، وتأخذ من العالم ، بدلاً منها، بضائعَ وسلعاً وخدمات .؟

3▪ و كُلّ ” 2000 ” دولار ، تُكَلِّفُ طباعَتُها دولاراً واحداً ، لأنّ كلفة طباعة ال 100 دولار ، هي 5 سنتات فقط .

4▪ حتى أنّ ” ديغول ” وصف هذه العملية التي تقوم بها واشنطن ، لجهة طباعة ما تريد من الدولارات ، بدون أي تغطية ، وسَمّاها ” سرقة مكشوفة ” .

5▪ و بناءً على عملية النهب والسلب المفضوحة هذه ، بلغ حجم الناتج الوطني الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية ، بلغ العام الناضي : ” 21 ” تريليون دولار ..

     وبلغ حجم مديونيتها : ” 22 ” تريليون دولار ..

6▪ و أما حجمَ ما يُسَمّى في علم الاقتصاد بِـ ” الموجودات السّامّة ” الموجودة في الاقتصاد الأمريكي ، فقد بلغت رقما فلكيا يزيد عن ( كواديريليون $ )

           الكوادريليون : عدد يساوي مليون مليار . و يكتب الكوادريليون كما يلي: 000 000 000 000 000 1 ( واحد عن يمينه خمسة عشر صفرا .). .

7▪ وهذا ما يُعادل خوالي ” 13 ” ثلاثة عشر ضعف حجم النّاتج الإجمالي العالمي البالغ ” 80 ” تريليون $ ..

     وما يُعادل ” 50 ” خمسين ضعف حجم الناتج الإجمالي الأمريكي …

ولذلك ، فَالانهيار الاقتصادي الأمريكي والعالمي ، قادِمٌ حُكْماً ..

8▪ و تحمي ” واشنطن عملية السطو والنهب والاحتيال والتزوير المهولة هذه :

     ○  ب القوة العسكرية ،

     ○  وب ” 17 ” جهاز أمني ،

     ○  وب التكنولوجيا المتطورة ،

     ○  وب ” الميديا ” الحديثة ،

     ○  و ب المؤسسات الدولية، المالية والاقتصادية والسياسية .

9▪ ورغم ذلك ، لا يعرف أحد ، متى ستنفجر هذه ” الفقاعة ” بالاقتصاد الأمريكي ، ومن ثم بالاقتصاد العالمي .. والتي سيكون مفعول انفجارها أقوى من مفعول انفجار القنبلة الهيدروجينية ، بما يودي بقلعة الرأسمالية المتوحشة التي لا تعرف حدودا للشراهة المادية والشبق المالي .▪

10▪ وهنا نتذكر المؤرخ البربطاني العالمي الراحل ( رنولد توينبي ) الذي تحدث عن مظاهر الانهيار الحضاري الثلاثة وهي :

     ○  تخلخل وحدة المجتمع الداخلية و

     ○  تراجع الطاقة الإبداعية و

     ○   انهيار ثقة أغلبية المجتمع بالأوليغاشية المالية الحاكمة..

     ●   وهذه العوامل الثلاثة ، تنطبق على بلاد العم سام حاليا .

                                       – 2 –

                [  الديمقراطية المزيّفة.. والشّعْوذة الديمقراطيّة  ]

يحلو لبعض المثقّفين العرب أو ” المتثاقفين ” أو ” العَلَّاكين ” أو ” المُتْرَفِين ” أن يُنَظِّروا في الديمقراطية ، وكأنّ الديمقراطية ترفٌ فكري أو ثقافي أو ” مثقّفاتي ” تتحقق بمجرّد أن ” يُعَلِّك ” أحدهم وهو يحتسي الكاس والطّاس ، ويهيم في عالم الأوهام والأحلام ..

     وخاصّةً أولئك القابعون منهم في أحضان نواطير الغاز والكاز ، أو في مواخير المخابرات الأطلسية ، وبشكل خاصّ ” الشيوعيّون السابقون ” الذين ” تلَبْرَلُوا ” لاحقاً ، والتحقوا بمحور أعداء العرب وأذنابِهِم البترو-دولاريين.

الديمقراطية ، يا ” سادة ” ، كالبيت الذي يُبْنَى ، فإذا بُنِيَ بدون أساس ، في الهواء أو على الأرض ، سَتَذْرُوهُ الرياح، عند أوّل هبّة ، إذا لم تتوافر له ، موادّ بناء الأساس….

وأسُس الديمقراطية متعدّدة ، وأهمّها :

       ○  إصلاح ديني حقيقي ، شبيه بالإصلاح الذي حدث في أوربا ، عَبْرَ القرون الماضية ، وأدّى إلى الفَصْل بين الدين والدولة ، وليس الفَصْل بين الدين والشعب.

       ○  بنية اقتصادية إنتاجية متطوّرة ، قادرة على إفراز بنية سياسية متطوّرة.

       ○  أرضيّة ثقافية وتربوية وتعليمية ، عصرية حضارية متينة ، تنقل أفراد المجتمع من الانتماءات دون الوطنية إلى الانتماءات الوطنية وما فوق الوطنية.

       ○  وفي حال عدم توافر هذه المقوّمات الثلاثة ، فإنّ أيّ تطبيق للديمقراطية ، سوف يكون شَكْلانياً وواجِهياً واستعراضياً ، بل ومُزَيَّفاً ، لا بل ليس إلّا شَعْوذة ديمقراطية..

ولا يعني – في مثل هذه الحالة – إلّا تحقيق حرية الاستغلال والتحكّم لشريحة محدودة من مواطني الدولة ، يدّعون تمثيل المجتمع ، وهم لا يمثّلون إلّا أنفسهم والمستفيدين منهم ، مع نسبة تمثيل عالية لمصالح القوى الخارجية على حساب الداخل .

ومَنْ يريدون الديمقراطية حقيقةً ، عليهم أن يَنْذُروا أنفسهم لبناء وتأمين البُنى الأساسية المذكورة ، تمهيداً لإقامة الديمقراطية المنشودة.

وماعدا ذلك ، فهو دجل ونفاق ومزايدة وانتهازية ومراهنة وارتهان وشعوذة ” ديمقراطية .. وضحك على اللحى .

 

                                  – 3 –

ما دامت الشمس تشرق كل صباح ، سنكمل المسيرة

○  منذ ثلاثين عاما .. سأل ﺻﺤﻔﻲ ﺭﻭﺳﻲ , ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻻﺳﺪ :

ما ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻋﻨﺼﺮ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭية ﻋﻦ ﻛﻞ أﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ؟

○  فأﺟﺎب ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ :

    ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺳﻮﺭية ، ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻟﺠﻨﻮﺩ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻣﻮﺯﻋﻴﻦ ﻓﻲ كل مكان من الربوع السورية .

○  فسأله اﻟﺼﺤﻔﻲ :

ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺜﻖ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻚ ؟

○  فابتسم ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭ أجاب :

ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺸﺮﻕ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺛﻖ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ .

                                   – 4 –

     ● وأمّا أسد بلاد الشام : الرئيس بشّار الأسد، فلسوف يفرد له تاريخ العرب والإسلام ، مكاناً في تاريخ هذا العالم ، لم يسبقه إليه أحد ..

     لأنّه كان أسطورة الصمود وأيقونة الشجاعة ورمز التحدي وقاسيون التصدي ومنبع الحكمة وخزان الحنكة .

     و أسَدُ بلادِ الشّام : الرّئيس بشّار الأسد ، لم يعد رئيساً

للجمهورية العربية السورية فقط .. بل بات فوقَ ذلك ، قائداً عربياً تاريخياً ، وبطلاً عالمياً أسطورياً .

                                 – 5 –

خرج آل ” بوربون ” من الحكم في فرنسا ، إثر ” الثورة الفرنسية عام “1789”..

     ولكن وزير خارجيتهم الشهير ” تاليران ” لم يخرج معهم ، بل وضع نفسه بخدمة القادمين الجدد ..

     وعندما هزم نابليون في ” واترلو ” ، وعاد ” آل بوربون ” إلى الحكم ، في عام “1815”، عاد ” تاليران ” إليهم ، وقال فيهم قولته الشهيرة ) :

       (  عاد آل بوربون إلى الحكم، ولكنهم خلال ربع قرن، لم ينسوا شيئاً، ولم يتعلموا شيئاً. )

                               – 6 –

       ○  الصهاينة يُفُكّرون

       ○  والأمريكان يَصيغون

       ○  والأوربّيون يُنفّذون

       ○  والأعراب يُمَوّلون

       ○  والعرب يدفعون الثمنَ غالياً ..

       ○  وأمّا العثمانية الإخونجية الجديدة ، فهي إحدى أدوات الصهيونية .

                                 – 7 –

ليس فقط تجار الأزمات وسماسرة الحروب ؛ هم مَن منحوا أنفسهم حق إصدار وتوزيع شهادات الوطنية ..

     تماماً كالحق الذي منحه التكفيريون لأنفسهم ؛ بتحديد من هو المؤمن ومن هو الكافر ، وحق إقامة الحد…

     بل كذلك المهرجون والندماء ” والفسافيس ” ولاعقو الأحذية والقوادون والدواويث؛ منحوا أنفسهم حق تحديد من هو الوطني ومن هو غير الوطني ؛ سواء داخل الوطن أو خارجه !!! .

                               – 8 –

● السبب الأساسي لاستمرار الحرب الإرهابية والاقتصادية والمالية .. الصهيو/ أطلسية / الأعرابية على سورية، هو :

     ○  إصرار واشنطن على وضع اليد على سورية ، وتحويل الشعب السوري والجيش السوري والدولة السورية ، إلى جرم يدور في فلك ” إسرائيل ” ويعمل في خدمتها ..

     ○  إصرار واشنطن على الانفراد بالقطبية الأحادية في هذا العالم ..

     ○  والباقي تفاصيل .

                                 –  9 –

● كل الحقائق الكبرى تبدأ بحلم بعيد المنال ، ويقترب الحلم شيئاً فشيئاً ، حتى يصبح حقيقة..

● بشرط أن تكون هناك إرادة الرجال وعقولهم وسواعدهم واستعدادهم للتضحية في سبيل تحقيق الحلم .

                               – 10 –

 [  لا تسأل : ماذا قدم لي الوطن؟ .. بل إسأل نفسك : ماذا قدمت للوطن؟ وما الذي يجب علي أن أقدمه ، لكي أكون جديرا بهذا الوطن ؟ ]

 

التعليقات مغلقة.