” الشهيد الحيّ ” قاسم سليماني : ” الشهادة تزهو بأمثالك” / موسى عباس

622
موسى عبّاس ( لبنان ) – السبت 4/1/2020 م …
“الشهيد الحيّ “
-اللواء قاسم سليماني يَقُض مضاجع الأمريكيين والصهاينة .
في 26 تشرين الأوّل من العام 2011  وأمام اللجنة الفرعية  للأمن  القومي الأمريكية أعلن الجنرال المتقاعد “جون جاك كين”النائب السابق لرئيس هيئة الأركان للجيوش الأمريكية وأثناء إدلائه بشهادته ، أعلن بصراحة قائلاً :
” لماذا لا نقتلهم؟” نحن نقتل الآخرين الذين يديرون منظّمات”إرهابيّة” مُعادية للولايات المتحدة الأمريكية.
عن من كان يتحدّث ذلك الجنرال المعروف بتاريخه الإجرامي هو وجيشه على الأقل في أفغانستان والعراق وفي كلّ مكان تواجدوا  فيه في أنحاء العالم؟
في نفس اليوم وأثناء إدلائه بشهادته أمام نفس اللجنة أوضح عميل المخابرات المركزية الأمريكية ” مارك رويل جرشت ” والذي كان قد عمل طويلاً في الشرق الأوسط  أوضح من كان يقصد الجنرال “جون كين” حينما قال:
“لا أظن أنّكم سوف ترهبون هؤلاء الأشخاص حقّاً ما لم تشُدوا انتباهم ما لم تقتلوا أحداً ، يجب أن تُحمّلوا “قاسم سليماني” المسؤولية، هو يسافر كثيراً أقتلوه أو إعتقلوه”.
نشرت له صحيفة  “Newsweek”الأمريكية على غلافها صورة بعنوان:
” بدأ بمحاربة أمريكا والآن يسحق داعش”.
– لماذا هذا الحقد على الجنرال قاسم سُليماني؟
– أذاقهم (للجيوش الأمريكية وجنرالاتها الذين احتلوا العراق عام 2003) مُرّ الهزيمة   ومرّغ أموالهم بوحل الهزائم من خلال ملاحقتهم في جميع أماكن تواجدهم وإلحاق الخسائر الفادحة بقواتهم مما اضطرّهم  إلى طلب  التوسُّط لدى طهران للسماح لهم بالإنسحاب دون أن تلاحقهم العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، وكانوا واثقين من أن ّ القائد سُليماني هو المسؤول الإوّل عن إدارة المعركة في العراق ضدّهم .
– في العام 2008 وأثناء احتدام المعركة بين قوّات المُحتل الأمريكي للعراق والمقاومة العراقية ونقلاً عن الإعلام الأمريكي تسلّم الجنرال “بتروريوس”قائد جيوش الإحتلال الأمريكي في العراق هاتفاً خليويّاً يحمل رسالة موجّهة له من الجنرال سليماني تقول:
“الجنرال بتريورس ، يجب أن تعرف أنني قاسم سليماني، أتحكّم بسياسة إيران تجاه العراق ، لبنان وغزّة وأفغانستان وأنّ السفير الإيراني في بغداد (حسن كاظمي قُمّي ) عضو بفيلق القدس وأنّ الشخص الذي سيَحُل محلّه (حسن دنفر) عضو  أيضاً بفيلق القدس”.
كان اللواء سليماني يريد أن يوصل رسالة للجنرال الأمريكي مفادها : ” أنني أنا الشخص الذي يُرهبكم والذي يجب أن تتعاملوا معه”.
– قاد وخطّط للعديد  من العمليات العسكرية بنفسه ضد المنظمات الإرهابية الحليفة للأمريكيين والصهاينة في سوريّا والعراق .
– إنّه المقاتل البطل الذي يقتحم ساحات المعارك الطاحنة ويواجه بنفسه ولا يهتم بالإعلام ولا بالظهور المُزيّف على الشاشات.
– أنّه القائد الذي لم يكن راتبه ما يُعادل 1250دولاراً .
-قال عنه “هادي العامري” وزير الاتصالات العراقي السابق وأحد قادة الحشد الشعبي العراقي مُبرزاً دوره في الحرب ضد الإرهاب في العراق:
” لولا قاسم سليماني لكانت حكومة “حيدر العبادي” في المنفى ولما كان هناك عراق”.
– كذلك كان له الدور الفعّال في هزيمة الصهاينة في لبنان لا سيّما في حرب 2006 و في غزّة تسليحاً وتخطيطاً في حروب الصهاينة المتلاحقة ضدّها والتي كان آخرها في العام المُنصرم بعد إغتيال القائد الجهادي العسكري ل”الجهاد الإسلامي”.
-كانت  المخابرات الأمريكية اتهمته  بأنّه المخطّط لعملية تفجير “أبراج الخًُبَر” في المملكة العربية السعودية عام1996 والتي قتل فيها 19 جندياً أمريكياً .
-بعد ان اجتاحت القوات الأمريكية أفغانستان عام 2001 تصاعدت عمليات الدعم من الحرس الثوري لمقاتلي “الحلف الشمالي الأفغاني” ضد الإحتلال الأمريكي.
قاسم سليماني أو “حج قاسم سليماني “كما يطلق عليه الإعلام الإيراني المولود عام 1958 لعائلة  فلاحية فقيرة جدّاً كانت تقيم في قرية لم تكن معروفة اسمها”ريبورد” من مقاطعة كرمان الجنوبية الشرقية، عمل في بداية حياته  كعامل بناء لمساعدة عائلته التي كانت تعاني من ضيق شديد.
بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979  انضم سليماني الى الحرس الثوري الذي تمّ إنشاؤه للدّفاع عن الثورة وسُرعان ما أثبت  تميّزه مما أتاح له سرعة التقدّم والترقّي في الرُّتب داخل الحرس .
بعد تشكيل فيلق القدس التابع للحرس الثوري رسمياً عام 1985 اصبح سليماني احد ابرز قياداته ورُقّي الى رتبة “عميد “.
كان له دور فعّل في مساعدة ودعم القائد الأفغاني “أحمد شاه مسعود” في عملياته العسكريّة ضد قوّات الإحتلال السوفياتي لأفغانستان.
قال عنه من رافقه في العديد من العمليات العسكرية على العديد من الجبهات :
“إنه أشهر وأشجع المحاربين على الجبهات يقود العديد من العمليّات بنفسه ويخاطر بحياته غير آبهٍ إلا بالهدف الذي في مواجهته”.
إنّه القائد الذي عُرف بشدّة تواضعه وإثاره وبمقارعته للظلم وبأنّه مثال للتضحية والفداء.
اللواء قاسم سليماني كان يتمنى الشهادة ويخشى أن لا  تتحقّق أمنيته ولكن الله أبى أن يخيِّب عبده  فحقق له أمنيته مع إطلالة يوم جُمعةٍ مباركة لتكون شهادته ومن استشهد معه شهادة عظيمة مباركة  كعظمة يوم الجمعة .
من المؤكد أنّ :
” ما بعد استشهاد اللواء سليماني ليس كما قبله”.
“وإذا اعتقد الصهاينة  والأمريكيون بأنّهم حققوا نصراً استرتيجياً باغتيالهم المجاهد سُليماني فهم واهمون، وستثبت الأيام القادمة أنّ ظنّهم قد خاب لأنّ عدوّهم اللدود ترك خلفه الآلاف المؤلّفة ممن لن يتركوا أعداء الإنسانيّة  الإرهابيون الأوائل ورُعاة الإرهاب يرتاحون وإن تحرير فلسطين أصبح قاب قوسين أو أدنى”.

التعليقات مغلقة.