الأردن … السفارة الإيرانية في عمان تحتفل بيوم ” القدس العالمي “

37

أقامت السفارة الإيرانية وبمقرها في عمان ( أمس الخميس )، الإحتفال السنوي ليوم القدس العالمي، والذي أطلق مفجر الثورة الإسلامية عام 1979 صيحته لإحياء والإحتفال بيوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شھر رمضان المبارك، حيث يحتفل بهذا اليوم العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث تخرج المسيرات المناصرة للقضية الفلسطينية وشعبها المظلوم في طهران وكافة المحافظات الإيرانية وبالعديد من العواصم العربية والإسلامية، واستقبل سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عمان الأستاذ / علي أصغر ناصري وأعضاء السفارة الحضور، حيث حضر الحفل بعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الأردن العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية.

وكان لحضور سفيرة جمهورية ” جنوب أفريقيا ” السيدة ( تسيلاني مو كوينا) رونق خاص للموقف العظيم الذي نقدره عاليا لجمهورية جنوب أفريقيا التي أقامت دعوى لدى محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني وحربه ضد أهلنا في قطاع غزة.

وألقى سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عمان الأستاذ / علي أصغر ناصري كلمة بمناسبة ذكرى يوم القدس العالمي  وتاليا نص الكلمة

أيها الإخوة والأخوات و الحضور الأعزاء؛

اليوم، وبمناسبة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، نتجمع مرة أخرى لنؤكد بقوة أن قضية فلسطين والقدس الشريف تظل القضية الأساسية والحيوية التي تجمع الأمة الإسلامية. الانتصار الباهر للثورة الإسلامية في إيران في عام 1979، وتكريم الإمام الخميني لآخر جمعة من شهر رمضان المبارك بتسميتها يوم القدس العالمي، أثار حافزًا جديدًا للمقاتلين والمجاهدين الفلسطينيين. الآن، نشهد احتفالات بهذا اليوم في أكثر من ثمانين دولة مسلمة وغير مسلمة حول العالم، مما يعكس التضامن العالمي مع قضية فلسطين.

الحضور الكرام

في هذا العام، يأتي يوم القدس في ظل ظروف استثنائية، حيث تلقى النظام الصهيوني أكبر هزيمة أمنية وعسكرية وسياسية وإعلامية وقانونية في تاريخه خلال عملية “طوفان الأقصى”. من جهة أخرى، أضاف النظام صفحة مظلمة أخرى إلى سجل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، من خلال الدمار الشامل الذي ألحقه بقطاع غزة، والأعداد الهائلة من الشهداء والجرحى المدنيين، بالإضافة إلى اعتقال الآلاف وقتل مئات الأشخاص في الضفة الغربية. بالإضافة إلى جرائمه في غزة، يواصل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي الضم غير القانوني للأراضي المحتلة وبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشريف، وتعلن سلطات النظام بتهور تام عن تطلعاتها لتحقيق الدمار الكامل للشعب الفلسطيني. بعد 75 عامًا من الفصل العنصري والاحتلال وقرابة 17 عامًا من الحصار على قطاع غزة، أصبح الوضع كارثة إنسانية مروعة. وبالإضافة إلى جميع جرائم النظام الإسرائيلي، فقد فشلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى في أداء واجبهم تجاه الشعب الفلسطيني المضطهد. وقد دعمت الولايات المتحدة الحرب على غزة و الشعب الفلسطيني بشكل كامل في جميع أبعادها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية والإعلامية، لذا تعتبر الشريكة الرئيسية في جرائم الصهيونية. إن المقاومة الشجاعة لشعب غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية أدت إلى انقسام واضح في الجبهة الغربية وداخل الاتحاد الأوروبي، وهو أمر يكاد يكون غير مسبوق في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة المستمرة منذ 75 عامًا. والآن، وافقت بعض الدول الأوروبية على الاعتراف الكامل بفلسطين، على عكس ممارساتها السابقة.

أيها الإخوة والأخوات

خلال الأشهر الستة الماضية، لاحظنا أن الرأي العام العالمي استفاق بشكل غير مسبوق، رغم كل الرقابة الإخبارية التي تلاحق جرائم النظام الإسرائيلي. وقد أظهر الناس في جميع أنحاء العالم اشمئزازهم من إسرائيل من خلال احتجاجات شعبية واسعة النطاق في جميع القارات وفي الغالبية العظمى من الدول، ومن المتوقع أن تستمر مسيرات الدعم في الارتفاع. ومع ذلك، على الرغم من فعالية هذه الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الصهيوني، فإنها لم تؤد بعد إلى ضغوط كافية على الحكومات لاتخاذ قرارات تدعم فلسطين.
وقد شهدنا، للمرة الأولى، توافقًا غير مسبوق في وجهات النظر بين الدول الإسلامية بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالحرب في غزة. وتشمل هذه القضايا الحاجة إلى وقف الحرب فورًا، ورفع الحصار، وإرسال المساعدات الإنسانية الدولية، ومنع التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، ودعم الإجراءات القانونية الدولية ضد النظام الصهيوني، مثل محكمة العدل الدولية. ويجب استغلال هذه الفرصة بأفضل طريقة ممكنة.
ومع ذلك، لم تصل مفاوضات وقف إطلاق النار إلى نتيجة حتى الآن بسبب تعنت الصهاينة والدعم الشامل من الولايات المتحدة. و لهذا لا يوجد أفق واضح في الوقت الحالي و لكن وضع المقاومة الفلسطينية جيد، ولديها القدرة على مواصلة القتال. وقد وجهت خلال الأشهر الستة الماضية ضربات موجعة لآلة الحرب وقوات الجيش الإسرائيلي في غزة. معاناة الناس والأسر تؤلمهم كثيرًا بالطبع.
أظهرت عملية “طوفان الأقصى” أن فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة قد اصطفت على مستوى عالٍ جدًا. وأثبتت عملية السابع من أكتوبر أن وحدة الميادين ودعم فصائل المقاومة في المنطقة من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن إلى المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني هي نقاط مهمة ومؤثرة في المعركة الحالية.

الحضور الكرام

يمكننا القول بثقة أن يوم القدس هذا العام يعد الأهم في العقود الأخيرة، نظرًا لأن هناك حربًا حاسمة تجري حاليًا في فلسطين، والتي ستحدد بلا شك مستقبل المنطقة. وبالنظر إلى أن الاحتلال يشكل جوهر نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، و بما أن إسرائيل أثبتت أنها لا تؤمن بحل الدولتين، فإن الحل الوحيد لإنقاذ فلسطين في الوقت الحالي يكمن في التمسك بالمقاومة ودعم نضالات الشعب الفلسطيني.
و اخيرا و ليس أخرًا نود أن نعبر عن بالغ الشكر والتقدير للملك عبد الله الثاني والحكومة الأردنية على الدعم الكبير الذي قدموه لغزة خلال الهجمات الإسرائيلية. إن مساعداتكم الإنسانية والمادية كانت شعاعًا من الأمل في تلك الأوقات الصعبة. نحن نقدر بصدق التزامكم بالعدالة والسلام، ونأمل في مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للجميع.

شكراً لكم.

كما ألقى السفير الفلسطيني المتقاعد فاروق العزة كلمة نيابة عن عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح / مفوض العلاقات العربية والصين

smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart