رسائل المقاومة اليمنية تصل إسرائيل وقواعدها بمرمى الهدف / د. خيام الزعبي

317

د. خيام الزعبي ( سورية ) – السبت 18/11/2023 م …

عيون صنعاء مفتوحة تراقب معركة “طوفان الأقصى” بإهتمام شديد وتراقب أدق تفاصيلها وهي مستعدة للتقدم في حال لزم الأمر، رافضة بذلك تكريس معادلة تقول أن الضربات الإسرائيلية يمكن أن تمرّ مرور الكرام دون ردّ، فارضةً في المقابل معادلة من نوع آخر، معادلة عنوانها “من يعتدي على المقاومة سنحرقه ونجعل منه عبرة للعالم”،

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تصاعد موقف المقاومة اليمنية تجاه ما يحدث في فلسطين حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من مشاركة مباشرة في المعركة من خلال تنفيذها عمليات نوعية مستمرة بالصواريخ الباليستية المجنحة والطائرات المسيرة ضد أهداف عدة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، لتشكل تهديداً وضغطاً إضافياً أقلق وأربك العدو الصهيوني بالتزامن ما يتلقاه من ضربات موجعة من حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله في الجبهة الشمالية.

إن دور المقاومة اليمنية ومحورها الثابت يتعزز ويتطور يوماً بعد أخر في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة لذلك اتخذت اليمن غزة شعاراً لمرحلتها القادمة وجعلتها القضية المركزية لها على الرغم من البعد الجغرافي.

الدعم اليمني في الحرب على “إسرائيل” جاهز والمتمثل بقصف أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب تحديداً وما يحاذي المياه الاقليمية اليمينة حتى توقف الحرب على غزة ، فإغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية، فرض معادلة استراتيجية جديدة ستكون لها تأثيراتها الكبيرة على المعركة المشتعلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وقد تشكل ضغطاً كبيراً على القوى العالمية المؤثرة باتجاه تصحيح موقفها المنحاز لإسرائيل في حربها العبثية غير المسبوقة على قطاع غزة، كما ستشكل ورطة كبيرة واستنزافاً للولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الطرف الأخر، إن إعلان انصار الله دخول الحرب رسمياً يعزز مكانة الحركة اليمنية كعضو في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران وسورية، و من ناحية أخرى، فإن التواجد العسكري الأميركي في المنطقة، واليمن تحديداً بات يشكل قلقاً ويلقى صدى واسعاً في أزقة البيت الأبيض، تتزايد وتيرته مع ارتفاع عدد هجمات المقاومة.

تكمن أهمية معركة ” طوفان الأقصى” في أنها حركت المياه الراكدة وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حاولت الإدارة الأمريكية تغييبها منذ العام 2011م بإشغال البلدان العربية بأحدث ما سمي بالربيع العربي، وما تلاه من اتفاقيات تطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة مقابل التنازل عن القضية الفلسطينية ونسيان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

أن الشعب اليمني أرسل رسالته اليوم بشكل معلن ولسان حاله يقول :”إننا جزء من محور المقاومة ولن يعيقنا البعد الجغرافي عن فلسطين، وسنبذل كل جهدنا في نصرة إخواننا وأهلنا في غزة بكل ما نملك” ، وبالتالي إن انضمام اليمن إلى المعركة رسالة للعالم مفادها أن فلسطين لم تعد بمفردها، وإنما أصبح لديها أخوة قادرون على دك العدو الصهيوني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة فتكاتف فصائل المقاومة في هي بمثابة سدّ منيع في مواجهة تنفيذ مخططات الكيان الإسرائيلي المشؤومة.

التعليقات مغلقة.