“اسرائيل” دولة ارهابية بقنبلة نووية وملفها النووي المسكوت عنه الاكبر! / نواف الزرو

332

نواف الزرو ( الأردن ) – الثلاثاء 07/11/2023 م …

في الوقت الذي تحرص فيه المؤسسة الامنية والسياسية الصهيونية على الحفاظ على حالة الغموض فيما يتعلق بمخزونها من الاسلحة النووية، يطل علينا وزير التراث الصهيوني اميحاي الياهو وعضو الكنيست تالي غوتليف ليطالبا بمحو غزة عن وجه الارض باستخدام قنبلة نووية ضدها، وليكشفا بذلك عن الوجه النووي الصهيوني الاجرامي البشع، وليعززا بذلك ايضا موقف افيغدور ليبرمان حينما دعا بدوره الى القاء قنبلة نووية على غزة ومحوها عن وجه الارض/الصحف العبرية /الثلاثاء-2009/1/13″.
وفي الملف النووي الاسرائيلي يذكر ان”اسرائيل” ترفض الكشف عن ترسانتها النووية، كما ترفض التعليق على التقارير الدولية التي تؤكد امتلاكها للأسلحة النووية، وهو ما أكدته الدراسات المختلفة التي أشارت إلى “أن إسرائيل تنتهج “سياسة طويلة الأمد، بعدم التعليق على ترسانتها النووية”.
وتحظى”اسرائيل” في هذا الملف ايضا بحماية الولايات المتحدة الكاملة التي تدافع عنها في كل المنابر والمعاهد والجمعيات الدولية التي تتجرأ على محاولة فتح الملف النووي الاسرائيلي.

فتصوروا…؟
وكانت الإدارة الأميركية اشترطت مثلا”مناقشة نزع أسلحة إسرائيل النووية باعتراف كل دول الشرق الأوسط بـ”شرعيتها وحقها في الوجود كدولة سيادية-وكالات-2018-2-5-“، بينما كانت تجري في جنيف محادثات تمهيدية لمؤتمر بشأن منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) والذي سيعقد خلال العام 2020 كما هو مبرمج، علما أنه يعقد مرة كل خمس سنوات، ويتناول فحص انتشار الأسلحة النووية ومنع انتشارها. (ويشار في هذا السياق إلى أن إسرائيل لم توقع على الميثاق، بينما تنشط مصر منذ سنوات في كافة الهيئات الدولية لاتخاذ قرار يطالب بمناقشة الترسانة النووية لإسرائيل).
وفي الملف النووي الاسرائيلي—وهوالمسكوت عنه الاكبر في المنابر العربية والدولية-الى جانب الارهاب الصهيوني المفتوح ضد الشعب الفلسطيني- مفيد ان نعود ونستحضر هنا السياسات الاسرائيلية حول هذا الملف…
فالاجماع السياسي الامني هناك في”اسرائيل”في مسالة النووي الاسرائيلي على سياسة الضبابية وعدم الاعلان او الاعتراف بحيازة”اسرائيل” للسلاح النووي، لا يلغي الحقيقة السافرة بان تلك الدولة تمتلك هذا السلاح منذ عقود طويلة، فكما هو معروف تعتبر المؤسسة الامنية /السياسية الاسرائيلية الغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي رادعا بحد ذاته، ورغم أن الصحافة الغربية أعدت عشرات التقارير خلال العقود الماضية عن برنامج “إسرائيل” وقدرتها النووية إلا أن “إسرائيل” الرسمية لم تعترف بذلك، وفضلت الصمت وعدم الاعتراف بشكل علني وإتباع سياسة الغموض، وأصبحت هذه السياسة تقليدا إسرائيليا توارثته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتقيدت به، وأصبح الحديث به من المحرمات، ولا تزال “إسرائيل” تتبع ذات السياسة الضبابية حيال امتلاكها السلاح النووي.
لم تتوقف الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة عن اعلانها تمسك”اسرائيل” بسياسة الغموض النووي اذ أعلنت احتفاظها بسياسة الغموض حيال ترسانتها النووية، فهم يعلنون دائما:” إن إسرائيل ستبقي، بدعم الولايات المتحدة، على سياسة الغموض بشأن مسألة السلاح النووي”، و”أن سياسة الغموض هذه تشكل أحد أسس الأمن القومي الإسرائيلي وتعتبرها الولايات المتحدة بالغة الأهمية، ما من سبب يدعو الأمريكيين إلى تغيير موقفهم أو يستدعي تغيير الموقف “الإسرائيلي”.
وسياسة الغموض هذه ليست اسرائيلية القرار فقط، وانما بالتفاهم والتنسيق مع الادارة الامريكية، فكشف المحلل الوف بن في –هآرتس،عن ذلك في مقال نشره تحت عنوان:” بطاقة عضوية في النادي..” جاء فيه:”كلما تقدمت اسرائيل في مشروعها النووي باتت امريكا تميل لها أكثر وتوافق على مساعدتها بالسلاح، بالمال وبالدعم السياسي، وبالمقابل، تعهدت اسرائيل منذ 1969 “بالغموض” وعدم كشف قدراتها وعدم اجراء تجربة نووي،. وقد ولدت هذه السياسة من قبل، وهي اليوم تقبع في أساس علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة”.
ورغم سياسة “الضبابية النووية” التي تنتهجها “إسرائيل”، الا انه بين الفترة والأخرى تنتشر في العالم ترجيحات حول الترسانة النووية الإسرائيلية من أبرزها ما جاء في كتاب الصحفي الأميركي “رؤوبين سكارابورو” الذي كشف “أن تل أبيب تمتلك 80 رأسا نوويا، كما قدرت وسائل إعلام غربية حيازتها لـ200 قنبلة نووية”.
الى ذلك، هناك، بعض”زلات اللسان” الإسرائيلية كما يطلقون عليها، التي كانت قد بددت جزئيا هذه الضبابية حتى باتت بمثابة أمر ذائع، فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أولمرت “زل لسانه” في عهده حول امتلاك”اسرائيل” للنووي، اذ هدد ايران بمحوها عن وجه الارض، فتوالت التصريحات الإسرائيلية المنتقدة والغاضبة..فقال:”زلة اللسان التعيسة في ألمانيا تمس 50 عاما من سياسة الغموض في إسرائيل”، وقال عضو الكنيست أرييه إلدار-إيحود ليئومي- مهددا: ” إذا كانت أقوال أولمرت تعبر عن تغيير في السياسة وليست زلة لسان يتعين عليه أن يوجه رسالة واضحة إلى العالم الحر: إذا لم توقفوا إيران، نحن سنوقفها بأي ثمن”، وقال شمعون بيريز، في سياق تعقيبه امام النادي الاقتصادي في تل ابيب على ما اعتبره زلة لسان أولمرت حول السلاح النووي الإسرائيلي: ” ينبغي أن نبني قوتنا دون أن نهدد أحدا، أنا مع الغموض، وأنا الذي صغته، يعتقدون أن لدينا قنبلة فليعتقدوا “.
ولكن- تعزيزا ل”زلة لسان”اولمرت النووية كشفت مجلة عسكرية اسرائيلية النقاب عن “أن خبراء ذرة في دولة”اسرائيل” اعترفوا بأن تل أبيب تملك من 150-200 رأس نووي متفجر”، ونشرت المجلة الشهرية العسكرية “جينز” أن خبراء بالذرة قالوا “إن إسرائيل تملك من 150 – 200 رأس متفجر نووي”.
والحقيقة الكبيرة هنا في قصة “زلة لسان اولمرت النووية”انها لم تكن الا “زلة مخططة مقصودة” سقطت وفق حسابات واعتبارات اسرائيلية –امريكية تتعلق عمليا بالتطورات الاستراتيجية في المنطقة، وتتعلق على نحو خاص ومحدد بالتهديدات الايرانية الابادية الصريحة للوجود الاسرائيلي …
وفي هذا الصدد تحديدا، ربما يكون المؤرخ إلاسرائيلي “امنون راز” ادق من تحدث عن الطبيعة الاجرامية الارهابية ل”اسرائيل” كماهي عليه اليوم، حين وصفها قائلا:”أن إسرائيل مملكة صليبية جديدة مختلفة عن الممالك الصليبية التاريخية بحيازتها قنبلة نووية”، ودعا إلى “تفكيكها بأساليب ذكية”.
وفي مسالة التفكيك ربما تكون هنا مصداقية الامم والمنظمة الدولية للطاقة النووية على المحك بشأن النووي الاسرائيلي: فعلى الامم المتحدة والمنظمة الاممية أن تتعامل مع الملف النووي الإسرائيلي، كما تتعامل مع الملفات المشابهة في دول اخرى، ف”إسرائيل” دولة غير مسؤولة، والحكومة الاسرائيلية القائمة، من أكثر حكومات العالم تحريضا على إشعال نيران الحروب، وهي الأكثر استعداداً لشنّ مثل هذه الحروب في المنطقة.
فهل يا ترى ل “اسرائيل” الحق في أن تمتلك الأسلحة النووية والكيماوية والجرثومية، وأن تتزود بكل أنواع الأسلحة المتطورة في العالم، الجوية والبرية والبحرية، وأن تكون متفوقة على 22 دولة عربية مجتمعة وفق المخطط الاسرائيلي، بل على دول المنطقة كافة، ولا يحق للعرب أولأحد أياً كان، ومهما كان أن يسأل لماذا “إسرائيل” لها وحدها هذا الحق دون غيرها؟.
و لكن- تبقى الكرة هنا في مسالة “النووي الاسرائيلي” في الملعب العربي اولا قبل الاممي، فعلى العرب ان يراجعوا استراتيجياتهم النووية والصراعية والتفاوضية في مواجهة العجرفة والعدوانية الإسرائيلية..!.