آخر تطورات زلزال المغرب.. 2122 قتيلا وآلاف الإصابات ومئات العالقين تحت الأنقاض يستغيثون والناجون يبيتون بالعراء.. الملك يُصدر قرارات عاجلة وحداد لـ3 أيام والدمار بكل مكان وحملة تضامن وإغاثة عربية ودولية كبيرة.. (صور/ فيديوهات)

376

مدارات عربية – الأحد 10/9/2023 م …

أعلن المغرب، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة مدن بالمملكة، إلى 2122 وفاة، وفق حصيلة غير نهائية.
وذكرت وزارة الداخلية، في بيان، أنه “في حصيلة محدثة بلغ عدد ضحايا الزلزال 2122 وفاة و2421 جريحا”، حتى الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (15:00 تغ) من مساء الأحد.
وأفادت الوزارة، بأن الوفيات سجلت بتسعة أقاليم، بواقع “1351 وفاة بإقليم الحوز (شمال)، و492 بإقليم تارودانت (وسط)، و201 بإقليم شيشاوة (شمال)، و41 بإقليم ورزازات (شمال)، و17 بعمالة (محافظة) مراكش (شمال)، و11 بإقليم أزيلال (شمال)”.
كما تم رصد “5 وفيات بعمالة أغادير وإداوتنان (وسط)، و3 بالدار البيضاء الكبرى (شمال)، ووفاة واحدة بإقليم اليوسفية (شمال)، ومثلها بإقليم تنغير (جنوب)”، وفق البيان ذاته.
وأوضحت الوزارة، أن “السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة”.
ومساء الجمعة، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر مركزه منطقة الحوز، عدة مدن مغربية مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن البلاد) ومكناس وفاس ومراكش، وأغادير وتارودانت، وفق المعهد الوطني للجيوفيزياء.

وتجمع ناجون من الزلزال الذي ضرب المغرب لقضاء ليلتهم في عراء منطقة جبال الأطلس الكبير اليوم السبت بعد يوم من وقوع أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من ستة عقود والذي أودى بحياة أكثر من 2012 شخص وألحق الدمار بعدد من القرى.

ولا يزال السكان يبحثون عن ناجين تحت أنقاض بيوتهم التي بنوها على المنحدرات من الطوب اللبن والحجارة والأخشاب الخشنة قبل أن يطيح بها الزلزال الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة وأدى لسقوط مآذن عدة مساجد وألحق بمدينة مراكش القديمة التاريخية أضرارا جسيمة.

وفي قرية أمزميز القريبة من مركز الزلزال، رفع عمال الإنقاذ الأنقاض بأياديهم العارية. وملأت الحجارة المتساقطة الشوارع الضيقة. وخارج أحد المستشفيات رقدت نحو 10 جثث مغطاة بالبطانيات بينما وقف أقارب الضحايا على مقربة.

وقال ساكن يدعى محمد أزاو “عندما شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي وبالمنزل يميل، أسرعت لإخراج أطفالي. لكن جيراني لم يتمكنوا من ذلك”.

وأضاف “للأسف لم يُعثر على أحد على قيد الحياة في تلك العائلة. تم العثور على الأب والابن ميتين ولا يزالون يبحثون عن الأم والابنة”.

ووقف رجال الإنقاذ فوق أنقاض منزل في أمزميز بينما برزت قطع السجاد والأثاث من فجوات بين الأرضيات الخرسانية المنهارة.

وتشكل صف طويل من السكان خارج المتجر الوحيد المفتوح للحصول على الإمدادات. وسدت صخور متساقطة طريقا يربط أمزميز بقرية مجاورة، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ.

وتضررت جميع المنازل تقريبا في منطقة أسني، التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي مراكش، ويستعد القرويون لقضاء الليل في العراء. وقال قروي يدعى محمد أوعمو إن هناك نقصا في إمدادات الغذاء بسبب انهيار أسطح المطابخ.

وقال منتصر إتري أحد سكان أسنى إن البحث جار عن ناجين.

وأضاف “جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية”.

وكانت قرية تنصغارت، الواقعة على جانب واد يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير، هي الأكثر تضررا من أي قرية أخرى وصل إليها صحفيو رويترز حتى الآن في المناطق الريفية جنوبي مراكش.

المنازل التي كانت ذات يوم جميلة وتقع على تلال شديدة الانحدار، تصدعت نتيجة الزلزال. وتعرض ما صمد منها لدمار جزئي. وسقطت مئذنتا مسجدين بينما انهارت العديد من البيوت التقليدية.

واستلقى عبد اللطيف آيت بيلا على الأرض في تنصغارت، بالكاد قادر على الحركة أو الكلام، وكانت رأسه مغطاة بالضمادات من الجروح التي أصيب بها من الحطام المتساقط خلال الزلزال الذي دمر منزله.

وأثر الزلزال، الذي وقع حوالي الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت جرينتش)، على مساحة كبيرة في منطقة جبال الأطلس الكبير. وشعر سكان في مدينتي ولبة وجيان في إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا بالهزات.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف شخص تضرروا من الزلزال في مراكش والمناطق المحيطة بها.

* البحث عن ملاذ آمن

أظهرت مقاطع التقطتها كاميرات بالشوارع في مراكش اللحظة التي بدأت فيها الأرض تهتز حين نظر رجال فجأة حولهم وهبوا من أماكنهم، بينما ركض آخرون للاحتماء في أحد الأزقة ثم فروا بعد أن تساقط الغبار والحطام حولهم.

وسقطت مئذنة مسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.

وأعلن الديوان الملكي في بيان صدر مساء اليوم الحداد لثلاثة أيام، مضيفا أنه سيتم تنكيس العلم الوطني في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف البيان أن القوات المسلحة المغربية ستنشر فرق إنقاذ لتزويد المناطق المتضررة بمياه الشرب النظيفة والإمدادات الغذائية والخيام والبطانيات.

وقال إن القيادة العليا للقوات المسلحة نشرت “وسائل بشرية ولوجيستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني”.

وذكر الديوان الملكي المغربي، في بيان، أنّ الملك أعطى تعليماته منذ اللحظات الأولى لتعزيز الوسائل وفرق الإنقاذ من أجل تسريع عملية إنقاذ الجرحى وإجلائهم”، وأمر بالتكفل بضحايا الزلزال وفتح حساب لتلقي المساهمات التضامنية.

وعرض التلفزيون المحلي صورا لانتشار قوات للمساعدة في جهود الإنقاذ.

كما أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أنه “ستقام بعد صلاة ظهر غد الأحد بجميع مساجد المملكة صلاة الغائب وذلك ترحما على أرواح شهداء الزلزال”.

وقالت نجية العمراوي مديرة (المركز الوطني لتحاقن الدم) بالمغرب لرويترز إن الوضع تحت السيطرة على الصعيد الوطني و”قَدِم عدد كبير من المواطنين للتبرع بالدم”.

وأضافت “نحن ننظم عملية التبرع… مدينة مراكش كان فيها ما يكفي من احتياطي الدم وبعثنا لهم أيضا كميات من الرباط، نتمنى أن يحافظ المواطنون على تبرعاتهم”.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من منطقة مولاي إبراهيم، التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي مراكش، عشرات المنازل التي انهارت عند سفح جبل وسكان يحفرون قبورا بينما وقفت مجموعات من النساء في الشارع.

وعبرت حكومات حول العالم عن تضامنها وعرضت المساعدة.

أعلنت تركيا، التي تعرضت بدورها لزلزال قوي في فبراير شباط أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، أنها مستعدة لتقديم المساعدة.

وقالت الجزائر، التي قطعت علاقاتها مع المغرب العام الماضي، إنها ستفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الرئيس محمود عباس وجه رئيس الوزراء محمد اشتية بإرسال فرق إنقاذ وإغاثة للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ وتقديم المساعدة لضحايا الزلزال.

وقالت وزارة الخارجية إنها بدأت، عبر الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي (بيكا)، تجهيز فريق للتدخل والاستجابة العاجلة كما حدث مع زلزال تركيا وسوريا.

وعبر اليمن عن تعازيه للمغرب. وأكدت وزارة الخارجية في بيان صحفي “تضامن الجمهورية اليمنية مع المملكة المغربية في هذا المصاب الأليم”.

ودعت سفارة اليمن في الرباط الجالية اليمنية للتعاون مع فرق الإغاثة المغربية والتبرع بالدم.

وقع الزلزال على عمق 18.5 كيلومتر لذا فهو أكثر تدميرا من الزلازل التي تكون بالقوة نفسها لكن مركزها يكون على مسافة أكثر عمقا.

وهذا الزلزال هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما وقع زلزال وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وقال محمد كاشاني، الأستاذ المساعد في الهندسة الإنشائية وهندسة الزلازل بجامعة ساوثهامبتون “عادة ما تكون الزلازل السطحية أكثر تدميرا”.

وقارن مشاهد ما بعد الزلزال بالصور التي التُقطت في تركيا في فبراير شباط قائلا “المنطقة مليئة بالمباني القديمة والتاريخية المبنية بالأساس من الحجارة. وهياكل الخرسانة المسلحة المنهارة التي رأيتها… كانت إما قديمة أو دون المعايير المطلوبة”.

ومن المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين مطلع أكتوبر تشرين الأول.

وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي عند سؤاله عن الاجتماعات “تركيزنا الوحيد في هذا الوقت هو على الشعب المغربي والسلطات التي تتعامل مع هذه المأساة”.

* الأضرار في مراكش

في مراكش، حيث تناثر الحطام في الشوارع، وصف السكان مشاهد مأساوية لفارين يبحثون عن ملاذ آمن.

وقال جوهري محمد أحد سكان المدينة القديمة “ما زلت لا أستطيع النوم في المنزل بسبب الصدمة وأيضا لأن البلدة القديمة تتألف من منازل قديمة. إذا سقط أحدها فسيتسبب في انهيار غيره”.

ذكر أحد سكان مراكش ويدعى إد واعزيز أن بعض المنازل في المدينة القديمة المزدحمة انهارت ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بأيديهم بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة.

وفي الرباط، على بعد حوالي 350 كيلومترا شمالي إيغيل، وفي بلدة إمسوان الساحلية، على بعد حوالي 180 كيلومترا غربا، فر السكان من منازلهم أيضا خوفا من حدوث زلزال أقوى.

وفي الدار البيضاء التي تبعد نحو 250 كيلومترا إلى الشمال من إيغيل، كان الناس الذين أمضوا الليل في الشوارع خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم.

وقال ساكن يدعى محمد تقافي “المنزل اهتز بشدة وكان الجميع خائفين”.

 

 

 

 

 

 

وأعربت دول عربية، السبت عن تضامنها وتعازيها مع في ضحايا الزلزال “المدمر” الذي ضرب عددا من المدن المغربية مساء الجمعة وتسبب في وفاة 1000 شخص ومئات المصابين وفق حصيلة أولية.

جاء ذلك في بيانات رسمية من مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن وليبيا.

وقالت الخارجية المصرية في بيان إن “مصر تعرب عن خالص تعازيها للمملكة المغربية الشقيقة في ضحايا الزلزال المدمر وتضامنها الكامل معها

وأضاف البيان: “أكدت مصر على تضامنها الكامل مع المملكة المغربية، حكومةً وشعباً، في مواجهة الآثار المدمرة لهذا الحادث المروع والمصاب الأليم”.

من جانبها، أعربت السعودية عن “صادق مواساتها لحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة، جراء سلسلة الزلازل التي ضربت البلاد”.

وعبرت المملكة في بيان للخارجية عن “وقوفها وتضامنها مع المغرب وشعبها الشقيق في هذا المصاب الجلل،”.

وقال رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: “أعزي أخي الملك محمد السادس والشعب المغربي في ضحايا الزلزال. لقد تألمنا لهذا الحادث”، في منشور السبت، عبر منصة “إكس”.

وأضاف: “نقف إلى جانب إخواننا في المغرب الشقيق ونتضامن معهم في هذه الأوقات الصعبة. حفظ الله المغرب من كل شر”.

من جانبه، قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني : “خالص التعازي لأخي الملك محمد السادس ولشعب المغرب في ضحايا الزلزال الذي ضرب مدنا مختلفة من البلاد”.

وذكر في منشور على “إكس”: “أدعو الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويمن على المصابين بالشفاء العاجل حفظ الله المغرب وشعبه من كل مكروه”.

ووفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية، بعث أمير البلاد، برقية تعزية إلى ملك المغرب.

كما أعربت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، عن “تعاطف مملكة البحرين وتضامنها مع المغرب في ضحايا الزلزال المدمر”، مقدمة التعازي والمواساة إلى الحكومة والشعب وذوي الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وفي الأردن، أعربت الخارجية، في بيان، عن “أحر التعازي وصادق المواساة لحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة بضحايا الزلزال”، مؤكدة “التضامن مع المملكة المغربية الشقيقة، في هذا المصاب الأليم”.

من جانبه، قال رئيس الحكومة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، في منشور على “إكس”: “أعزّي الشعب المغربي وأخي الملك محمد السادس في ضحايا الزلزال”، قائلا: “تضامننا الكامل مع أسر الضحايا، وندعو الله عز وجل أن يحفظ المغرب”.

وقال ناصر جابور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، لوكالة الأنباء الرسمية ببلاده إنها “المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب”.

ومساء الجمعة، ضرب المغرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أسفر عن وفاة 1000 شخصا وإصابة 329 آخرين بجروح، بجانب انهيار عدد من المباني”، وفق تقديرات أولية أعلنتها وزارة الداخلية.

 

من جهتها، أعربت الجزائر، السبت عن “صادق تعازيها” للمغرب في ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق بالمملكة وخلف مئات القتلى والجرحى.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “الجزائر تُعرب عن صادق تعازيها للشعب المغربي الشقيق في ضحايا الزلزال”.
وأضافت أن “الجزائر تتابع ببالغ الأسى والحزن تداعيات الزلزال العنيف الذي أصاب عدّة مناطق بالمملكة المغربية”.
وتقدّم البيان “بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وللشعب المغربي الشقيق مع خالص التمنّيات بالشفاء العاجل للمصابين”.
ومساء الجمعة، ضرب المغرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أسفر عن “وفاة 820 شخصا وإصابة 672 آخرين بجروح، بجانب انهيار عدد من المباني”، وفق تقديرات أولية أعلنتها وزارة الداخلية، السبت.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت الحماية المدنية في الجزائر، عدم تسجيل ضحايا أو خسائر جراء الهزة الأرضية التي شعر بها سكان ولايات غربي البلاد.
وذكر بيان لإدارة الدفاع المدني أنه “على إثر الهزة الأرضية التي شعر بها سكان بعض ولايات غرب البلاد، قامت فرقنا بعمليات استطلاع بكل من ولايات تندوف وبني عباس وتيميمون وبشار والنعامة (جمول غرب) وتلمسان وسيدي بلعباس (غرب) ولم تسجل أي خسائر”.

التعليقات مغلقة.