“ الجِنرال ” صلاح قائد معركة جيش الرّجل الواحد أربك نُظراءه في كيان الاحتِلال وهزمهم

382

مدارات عربية – الثلاثاء 6/6/2023 م …

نعم.. “الجِنرال” صلاح قائد معركة جيش الرّجل الواحد أربك نُظراءه في كيان الاحتِلال وهزمهم.. وهذه أدلّتنا “العمليّاتيّة” الستّة.. لماذا من حقّ تل أبيب أن تقلق من واقعة “العوجة” وتداعياتها العسكريّة والأمنيّة وأخطارها النفسيّة؟

لنَترُك العاطفة جانبًا، ونلجأ إلى التّحليل السّياسي لعمليّة العوجة الفدائيّة التي نفّذها الشّهيد محمد صلاح وأدّت إلى مقتل ثلاثة جُنود إسرائيليين، واصابة اثنين آخرين، وأحدثت هزّة حقيقيّة في دولة الاحتِلال الإسرائيلي، أربكت جِنرالاتها التي تزدحم صُدورهم بالنّياشين وأكتافهم بالنّجوم.

هُناك عدّة نقاط لا بُدّ من استِعراضها وتأمُّل معانيها، قبل الانتقال إلى النتائج التي يُمكن أن تترتّب على هذه العمليّة الشّجاعة:

  • أوّلًا: الشّهيد ابن مِصر البار الذي لا يزيد عُمره عن 22 عامًا خطّط جيّدًا لهذا العمليّة، أيّ أنها لم تكن وليدة السّاعة، وجرى العُثور في حوزته على مقصّاتٍ، وخمسة خزائن رصاص، وسكاكين عسكريّة، وقُرآن كريم، وقطع سبعة كيلومترات من مُعسكره سيْرًا على الأقدام حتّى وصل إلى السّياج الحُدودي مع فِلسطين المُحتلّة، واستخدم المقصّات والسّكاكين لخلقِ ثغرةٍ فيه.

  • ثانيًا: جميع القتلى والمُصابين (3 قتلى وجريحان) كانوا من الجُنود الإسرائيليين، وبملابسهم العسكريّة، وكان هو كذلك، أيّ أنه لم يقتل مدنيين مُستوطنين، مثلما يفعل جُنود الاحتِلال الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة والقِطاع الذين كان آخِر ضحاياهم طِفلًا رضيعًا.

  • ثالثًا: اختِراقه الحاجز الأمني الشّائك، والمُزوّد بكاميرات مُراقبة دقيقة، والذي بلغت تكلفة إقامته أكثر من مِليار دولار، سواءً عبر الثّغرة التي صنعها، أو عبر ممر الطّوارئ المُكبّل بالأصفاد، ممّا يُؤكّد أنّه، أيّ الشّهيد محمد صلاح، يتمتّع بذكاءٍ خارق، وإرادة قويّة، وتصميم على الشّهادة.

  • رابعًا: تُؤكّد هذه العمليّة، والاختِراق الأمني والعسكري الكبيرين المُترتّبين عليها، أن الجيش الإسرائيلي لا يعيش حالة من “الهرم” فقط، وإنّما يُواجه أيضًا جيلًا مُقاومًا مُختلفًا، ومُتقدّمًا، عِلميًّا وعَملياتيًّا، ومهما حاول الجِنرالات اليهود مُعالجة هذه الثّغرات، فإنّ الغلبة ستكون لهذا الجيل الجديد من المُقاومين العرب والمُسلمين ذو الذّكاء الفِطري وقريبًا الاصطناعي.

  • خامسًا: هُناك إرثٌ قِتاليٌّ عظيم يستند إليه، ويهتدي بتجاربه المُشرّفة في المُقاومة الشّهيد محمد صلاح، أوّلها الهُجوم الذي شنّه الشّهيد سليمان خاطر على جُنود ومُستوطنين إسرائيليين في سيناء عام 1985، وأسفر عن مقتل سبعة منهم، وثانيها إطلاق الشّهيد أيمن محمد حسين الذي عبر الحُدود بزيّ الجيش المِصري العظيم الذي ينخرط في صُفوفه، النّار على سيّارات إسرائيليّة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1990 وقتل 5 إسرائيليين وأصاب 27 منهم.

  • سادسًا: رُغم المُسيّرات والكاميرات، والدوريّات الرّاجلة والمُدرّعة، لم يعلم الجِنرالات الإسرائيليين بالعمليّة الهُجوميّة يوم أمس الأوّل إلا بعد خمس ساعات من حُدوثها، فهل هذا هو الجيش الذي لا يُقهَر؟

ما نُريد أن نصل إليه بعد هذا العرض، هو الجزم بأنّ الآثار النفسيّة والمعنويّة التي ألحقها الشّهيد محمد صلاح بالمُؤسّستين العسكريّة والسياسيّة الإسرائيليّتين من خِلال معركة “جيش الرّجل الواحد” التي خاضها، أضعاف أضعاف الخسائر البشريّة (3 جُنود) فهاتان المُؤسّستان تلقّتا صفعتين قويّتين في أقل من ثلاثة أشهر واحدة في الشّمال عندما اقتحم مُقاتل الحُدود قادمًا من لبنان، وفجّر قنبلة في دوّار مجيدو في الجليل أصابت عدّة أشخاص في آذار (مارس) الماضي، والثانية على يد الشّهيد صلاح في الجنوب، ويعلم الله متى سيأتي الهُجوم من الشّرق أيّ الجبهة الثالثة، أو عبر البحر الجبهة الرّابعة، فالتّحضيرات جاريةٌ على قدمٍ وساق.

الأسيجة المُكهربة، أو الشّائكة، أو الإسمنتيّة لن تحمي دولة الاحتِلال ومُستوطنيها، فرِجال المُقاومة قادرون على اختِراقها، سواءً بفتحِ ثغراتٍ فيها، أو بالصّواريخ في الجو، والأنفاق تحت الأرض.

باختِصارٍ شديد نختم بالتّوصيف الدّقيق لـ”السيّد” الذي قال فيه إنهم “أوهنُ من بيتِ العنكبوت” وكُل ما يتطلّبه الأمر، هُنا من عندنا، وجود رجال في عزيمةٍ وإرادةِ إيمان الشّهيد محمد صلاح، وهُناك مِئات الآلاف مِثله في الشّقيقة مِصر، الفخورة وشعبها به، وجميع الدّول العربيّة والإسلاميّة الأخرى، وما علينا إلّا الصّبر والتحلّي بالنّفَس الطّويل.