قسطرة أمريكية لنفايات الإرهاب في العالم من جديد … وفجأة ظهر مدير السي أي ايه وليام في ليبيا – لماذا؟ / المحامي محمد احمد الروسان

655

 

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – الأحد 22/1/2023 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

من أدوار عسكرية لأفريكوم، تتهندس من ليبيا، بالتعاون مع إيطاليا، وبعد زيارة مدير وكالة المخابرات الامريكية وليام بيرنز الأخيرة لطرابلس، ولقائه عبد الحميد الدبيبه وغيره من الأدوات الليبية المتخارجة، لضرب النفوذ الروسي العائد والمتصاعد في شمال أفريقيا، وشطب أو اضعاف العلاقات الجزائرية الروسية، ومفاعيل وتفاعلات الأزمة البرازيلية الأخيرة، وكذلك المسألة الفنزويلية، وهي انعكاس للصراع الروسي الأمريكي بكل بساطة، حيث لا عفوية بالعمل السياسي، حيث جلّ المنطقة بنكهة الأيرنة والروسنة والصيننة والأتركة، الى حالة صحيان متأخر للرجل العربي المريض، على ايقاعات الناتو السنّي، والفكفكة واعادة التركيب والزحف على البطن والشفاه، في رمال صحراء التيه والتوهان.

 

وفجأةً ظهر رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السيد وليام بيرنز في ليبيا، كون واشنطن تشن حملة شاملة ضد شركة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة، لا بل ووضعتها واعتبرتها كمنظمة ارهابية.

 

ووصل وليام بيرنز إلى ليبيا في زيارة مفاجئة، فمنذ أن أصبح جوزيف بايدن رئيسًا للولايات المتحدة في الشهر الأول من عام 2021 م، هذا أهم مسؤول أمريكي يزور ليبيا، وهذه الزيارة لم يُعلن عنها مسبقا، وعدم نشر معلومات حول زيارات رؤساء أجهزة المخابرات أمر مفهوم، فعادة ما تكون رحلاتهم محاطة بهالة من السرية، وقد ناقش بيرنز مع الليبيين، قضايا مكافحة الإرهاب، وإنتاج النفط والغاز، وكذلك العلاقات مع روسيا وأنشطة شركة فاغنر الروسية في ليبيا، وقد التقى  خليفة حفتر في روما سراً.

 

الأمريكيون يتخوفون من فاغنر، بشكل جدي، بعد معارك سوليدار،  وهذا هو السبب الرئيس وراء رغبة الغرب في إلحاق الضرر بهذه الشركة العسكرية الخاصة، انطلاقا من بيان مستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت، الذي سافر إلى صربيا، بالتزامن مع زيارة وليام بيرنز، يتضح أن واشنطن تشن حملة واسعة النطاق ضد فاغنر، وعلى العموم، كثف الأمريكيون جمع البيانات حول أنشطة الشركة العسكرية الخاصة الروسية في صربيا، ودول أخرى خارج أوكرانيا.

 لا بل كثفوا الحملة باستخدام منظمات حقوق الإنسان التي تتهم مقاتلي فاغنر بأعمال إرهابية، وتعذيب مدنيين وجرائم أخرى، وهذه المهام تتوافق مع زيارة مسؤول مثل وليام بيرنز.

 

بالإضافة إلى ذلك، فقد قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات إضافية لمنع الشركة العسكرية الخاصة فاغنر من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية ومصنعي الأسلحة.

 

وتحت مظلة السابق ذكره كعناوين، تتفاعل حرب الظلال العسكرية والمخابراتية عبر الوكلاء، والادارة من الخلف والفعل كذلك، على طول خطوط العلاقات الأمريكية البريطانية، في كل ساحة ومساحة من جغرافية العالم والشرق الأوسط وغرب أسيا.

 

التوظيف والتوليف الانجليزي بلؤم، للملفات المزدوجة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية والموساد، وتقاطعاتها مع مخابرات الساحات الأدوات في المنطقة، جليّة بشكل لا غموض استراتيجي فيها، لمن يفهم ويعرف كيف يعمل الانجليز وكارتل حكمهم مجلس اللوردات من خلال الام أي سكس، صاحبة استراتيجية البقرة في الهند، والتي طبقتها في العراق بين السنّة والشيعة وما زالت، والعامود الفقري للمخابرات البريطانية، هم أبناء الريف الانجليزي المتعلمون والمثقفون، والذين يمتازون بالذكاء والخبث المتفاقم والقدرة على اجتراحات الحلول، وكيفية استثمار الحدث.

 

الأمريكي ما زال يؤمن أن الانتشار الأفقي للفكر الجهادي والمحافظة على سمته في كل الأزمنة والأمكنة، هو السبيل الوحيد لأسقاط أي نظام لا يتفق ويتساوق مع رؤى الأمريكان، ويريد هذا الكابوي الأمريكي للفاشية الدينية أن تسود ليس في سورية والعراق فحسب، بل في أوكرانيا وفي جلّ ساحات الشرق الأوسط وأسيا الوسطى وفي الداخل الصيني أيضاً عبر أقلية الإيغور المسلمة، والتي تتجاوز عشرين مليون ايغوري مسلم، لذا يصر الروسي على رفض الإرهاب والاستثمار فيه وفي منحنياته لأسقاط الأنظمة المعارضة أو التي لا تتفق وتتساوق مع الكابوي الأمريكي بأي صورة من الصور.

 

 ويعتقد أنّ واشنطن دي سي سوف تستخدم هذا العامل السابق ذكره، في اسقاط أنظمة حلفائها عندما تغدو عبء على نفسها وعلى مجتمعاتها وبلا شك على أمريكا، لذلك أن تكون معادياً لواشنطن فيه خطورة، ولكنّ أن تكون حليفاً لها أشد خطورة من العداء لها.

 

ويمتد الفعل الانجليزي وحرب الظلال مع الأمريكي، وأيضاً يشتبك بحذر مع الروسي، الى ساحات ومساحات دول البلقان كحيّز جغرافي استراتيجي بنكهة تماثل ديكتاتورية الجغرافيا السورية والأوكرانية، في قلب أوروبا، بمثابة بريد سياسي وعسكري واقتصادي تجاري، يوصل جلّ الرسائل المتتالية للفدرالية الروسية عبر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتادت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بدفع بريطاني، على هذا الاستخدام والتوظيف الشامل لساحات ومساحات دول البلقان، عندّ كل مفصل قاطع ومرحلة مفصلية من مراحل خطوط العلاقات الروسيّة الأمريكية المتأرجحة، تبعاً لمحطات الصراع وقت الحرب الباردة، وما بعدها وحتّى اللحظة الراهنة، بعد الفشل الأمريكي في الحدث السوري.

 

زيارات قادة وكوادر وعناصر وأدوات مجتمع المخابرات الأمريكية المتعددة للبلقان مع زملائهم الإنجليز(حيث بريطانيا تستخدم أمريكا)، لم تتوقف يوماً ان لجهة السريّة منها، وان لجهة العلنيّة أيضاً، فصراع الأدمغة حاضر مع مجتمع المخابرات الروسي، ومجتمع المخابرات التركي، فالأخير يعتبر البلقان مناطق امتداد جغرافي لتركيا، في أحشاء جغرافية القارة العجوز أوروبا.

 

عولمة المعولم من الإرهاب عبر الإنجليزي والناتو، وثمة خوف مركب لدى الأوروبي من عودة ساحات القارة العجوز ساحات صراع أمريكي روسي عميق بالمعنى العرضي والرأسي، حيث واشنطن فشلت في التحكم ومراقبة أزمات المنطقة، فزّجت بورقة الإرهاب عبر القاعدة ومشتقاتها وداعش ونسله، كون أن التطورات والنتائج في محصلتها لم تصب في صالحها، بل في صالح طرف آخر هو طرف خط المقاومة في المنطقة وحلفائه على الساحة الدولية، فتدخلت بريطانيا من جديد ووجدت فرصتها سانحة ومواتية لاستعادة بعض مناطق النفوذ التي خسرتها في السابق، فكان الانشقاق الأولي في داعش من قبل الانجليز في عهد ديفيد كامرون في بدايات المؤامرة والحرب على سوريانا، ثم ظهر داعش ولاية خراسان بفعل بريطاني واضح مؤخراً، حيث داتا الشيفرة والمعلومات لدى الأم أي سكس المخابرات الخارجية البريطانية في أفغانستان، وسنرى استثماراتها وتوظيفاتها وتوليفاتها لداعش المتحور – كفايروس كورونا لاحقاً في أي قمة للناتو مستقبلاً.

 

 المنظومة التي تسعى أمريكا لخلقها وتخليقها، ليس لمواجهة أو احتواء ايران، بل لتقسيم مملكات القلق العربي وكل ساحة وحيّ وزنقه، بحجة فوبيا ايران، وحجج أخرى مساندة لفوبيا ايران، في طور الخلق والتخليق مخابراتيّاً، وتوريط هذه المملكات العربية القلقة، مع سعي بريطاني عبر المحافظين الجدد في مفاصل مؤسسات وكارتلات الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، الى أسرلة السياسة الخارجية الامريكية، لا بل تعمل بريطانيا على تضخيم الرؤى الأمريكية، عبر دعم واشنطن في رؤيتها المتمثلة، في عولمة مبادئها السياسية وقيمها ونماذجها الاقتصادية، كحل فاعل متفاعل للمشاكل الدولية، انّها صناعة الوهم والنفخ في النموذج الأمريكي من قبل لندن، انتقاماً واستعادةً لمناطق نفوذها التي خسرتها بعد بالطا 1 التي أنهت الحرب العالمية الثانية.

 

خصوم الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا والعالم يدركون، أنّ معضلة اليانكي الأمريكي في جانب منها تتموضع في التالي: كيف انتقلت دبلوماسية أمريكا من الأدمغة البشرية، الى الأدمغة الإلكترونية، فبانت عورتها(مفاوضات السداسية الدولية مع ايران في حينها، خير دليل على ذلك، فكان الأتفاق النووي الذي تم اقراره عام 2015 م، والذي هندسه وليام بيرنز مدير السي أي ايه الحالي وقت باراك أوباما – ثم انسحب منه ترامب، بتحفيز إسرائيلي وضغط من بيبي – نتنياهو – فوقع الخطأ الاستراتيجي القاتل من جانب الأمريكي، وأداته الكيان الصهيوني المؤقت)، بعكس حلفائها من بعض عرب وبعض غرب، الذين لا يفكرون الاّ في كيفية ملىء البطون والجيوب، واشباع ما بين الأرجل، حتّى ولو كان بين الأصول سفاحاً، دون ضمانات صحية.

 

 انّ التطورات الميدانية المتسارعة، على ريتم زمجرة الجيش العربي السوري، وانجازاته العسكرية المركّبة لشقه الاستخباري العسكري والمخابراتي الأمني، والقوّات الرديفة والحليفة، أصابت جلّ المحور الخصم للدولة الوطنية السورية، بتلبك معوي عميق، تبعه اسهال سياسي حاد، استوجب من الجميع استخدام، لمناديل ورقية من نوع ذو الأجنحة وسكر بنات، لأزالة كل القذارة المتراكمة على مؤخرة هذا المحور الخصم، كعوالق وطفيليات، آرادت دعماً لمشروعها في الداخل السوري المستهدف.

 

وهناك بون شاسع بين الممكن والمتاح، وهو المسؤول عن تموضع الشكل والجوهر الذي ينتهي اليه مسرح العمليات، حيث تضيق الخيارات كل الخيارات، وزمن المتاح بدأ يتلاشى، قبل الكارثة القادمة التي ستمزّق المنطقة، وعبر حرب العرب بالعرب، حيث العرب ما زالوا يمارسون استراتيجية اللهاث وراء ايران، والأخيرة توظف وتستثمر في الأيديولوجيا، لأحداث اختراقات جيواستراتيجية تخدم مصالحها، في حين أنّ العرب، الأيديولوجيا عندهم تستخدم لحماية الأنظمة، حتّى ولو قادت الى تفتيت المجتمعات أو حتّى الغائها.

 

الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة، لأرباك الجميع بالجميع، للوصول الى العميق من أهدافها،  فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج، كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل اعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك، مع اعادة بناء وتفعيل، لشبكات العمليات الاستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض أي فراغات في تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الاستدارة، نحو جلّ جغرافية غرب أسيا، ومحاولة اضعاف الفدرالية الروسية، عبر ادارتها للحرب الحالية من الخلف، عبر عروق الجغرافيا الأوكرانية المتقيحة بالإرهاب والنازية والفاشية، وكذلك الاستدارة نحو الصين وايران، ودول أمريكا اللاتينية، ان في البرازيل، وان في فنزويلا، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفيه لها هناك، وأي ادارة أمريكية حاكمة، ان جمهورية، وان ديمقراطية، في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل.

 

و واشنطن لا تدعم منطقة آمنة في سورية خوفاً من أن يستفيد منها الرئيس أردوغان، في تقوية نفوذه في الداخل التركي والداخل السوري، وان كان الرئيس أردوغان مسيطراً على القضاء والشرطة والمخابرات والجيش التركي الى حد ما(الدستور التركي عمليّاً يتجه نحو الدستور الديني، وان كان شكلاً علماني، وبقيت أي كلمات أو عبارات علمانيه تشير الى ذلك، والديمقراطية التركية تتجه نحو ديكتاتورية الديمقراطية)، وعندما تصرّح كارتلات الحكم الأمريكية: أنّ بوتين يعتبر أوروبا الموحدة تهديد لروسيّا، فهذا يعني وحسب ما أرى وأفهم هي تريد أن تقول لبوتين: هذا قاسم مشترك بين موسكو وواشنطن، نسعى معاً الى تقسيم أوروبا، واضعاف أقوى اقتصاداتها(ألمانيا) بطريقة مخادعة، حيث ترى واشنطن أنّ أوكرانيا قويّة، خطوة لجعلها تغزو أوروبا – لشطبها، ومن هنا الأوروبيون يرون، أنّ أوكرانيا قويّة عسكرياً يعني أوكرانيا تغزوهم – لذلك تم ما تم حتّى اللحظة عبر أوكرانيا، من مواجهة روسية أطلسية – وفي النهاية واشنطن لا يعنيها انتصار أوكرانيا بل احتواء روسيا، عبر اضعافها، في استراتيجية غير ظاهرة مستترة، والروس يعلمون ذلك ويفعلون الشيء الكثير، لإفشال هذه الاستراتيجيات الأمريكية الصامتة، ذات الغموض الاستراتيجي السلبي المقصود.

 

المسألة تحتاج الى بعض الأيضاحات وعبر التساؤلات المختلفة في سياسات عواصم القرار، أو ان شئت عواصم المؤامرة على الشرقين الأوسط والأدنى، وفي ظل تداخلات الحسابات بين الساحات والمساحات، ان لجهة الساخنة(القويّة والضعيفة)وان لجهة الباردة(تجميد الحلول فيها وعليها، كونها خارج الحسابات التكتيكية مرحلياً، ويتم تأهيلها كساحات مخرجات).

 

عقيدة الأمن القومي لنواة مفاصل مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية، والتي صاغ مفاصلها وتمفصلاتها وتحوصلاتها الأممية، أعضاء الحكومة العالمية  في  البلدربيرغ الأمريكي، والفرنسي والبريطاني والصهيوني أعضاء فيها بجانب آخرين، عبر مجموعات من أمراء ليل وشركات سلاح، والتي عبّر عنها الناطق الرسمي باسم حكومة البلدربيرغ الأمريكي، الرئيس جو بايدن، حيث تم الإيعاز الى المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي لتنفيذها وتوسيعها، فتشمل الآن المواجهة الروسية الأطلسية، والحرب على اليمن، وقد تمتد الى الجزائر والمغرب – العملية الشهيرة قبل سنوات، في احتجاز الرهائن في الفندق في باماكو العاصمة المالية، وتدخل قوات خاصة أمريكية وفرنسية لتحريرهم وقتل من قتل، تفكير وتمنهج في مسار تفجير الجزائر، لاحقاً لفك ارتباطها كدولة اقليمية مع روسيّا، عبر تفعيل وتنشيط القاعدة العسكرية الأستخباراتية في جنوب بلاد المغرب العربي، كغرفة عمليات خاصة للبلدربيرغ الأمريكي، كما أشرنا في أكثر من قراءة سابقة، وفي أكثر من تحليل لنا في أكثر من مكان ومناسبة، وعبر الفضائيات ووسائل الميديا المختلفة وعبر مواقع التواصل الأجتماعي، وستضرب في قلب القارة الأفريقية، حيث الصراع مع الصين وبريطانيا وفرنسا وايران وحزب الله هناك.

 

الأمريكي يتموضع بسياسة قديمة جديدة ازاء القارة الأوروبية، من حيث دفع الأوروبي لكي يتحمل جزء وازن ومهم، من عبئ إقرار الأمن الدولي، ازاء الإرهاب المصطنع أمريكاً، الذي ارتد في الماضي القريب، وصار يرتد الى الدواخل الأوروبية، ضمن مسارات هندسية، قيد التشكل والتشكيل عبر الأمريكي، بفعل الحدث السوري والحدث الأوكراني، وبفعل العبث بدماء الجغرافيا السورية ودماء الجغرافيا الأوكرانية وديكتاتوريتهما، عبر فعل المزيد في مواجهته، وخاصةً تنظيم داعش الإرهابي، وجلّ الجماعات الإرهابية وعلى رأسها أجناد القوقاز، التي تم اخراج بعضها من الشمال السوري الى أوكرانيا، حيث يصار الان الى اجراء عملية قسطرة للإرهاب المعولم في الداخل الأوكراني عبر الأمريكي والإنجليزي.

 

قام الأمريكي ببناء العديد من القواعد العسكرية في الشمال السوري، والشمال الشرقي وفي دير الزور والرقة، لغايات سرقة النفط والغاز والأثار السورية الحضارية، وتوظيفات لعمق ديمغرافية سورية، التي استوطنت هذه الجغرافيا من جلّ الأراضي، بينهم أفراد من القوات الخاصة، وبحجة المساعدة في محاربة التنظيم المتطرف الذي يتم احيائه، ويصب في الإطار ذاته، للفخ المراد نصبه لأوروبا أمريكيّاً، بعد فخ أوكرانيا،  لكي تستمر في توظيفها في الصراع مع روسيا حالياً، ولاحقا مع الصين، حيث يمثل هذا الأرسال والبناء العسكري المحدود النوعي، حافزاً جديداً للزج بأوروبا في تعميق ارتباطها بالأمريكي وتبعيتها له، وبالتحالف الدولي – تحالف البرغر كنج .

 

كما أمر جو بايدن وبتوجيه سري وشفوي رئيسة جهاز المخابرات القومية، لفتح ملفّات داعش في القارة العجوز بدءً من باريس وصولاً إلى تفجيرات بروكسل، وحديث الأخير عن وجود خلايا سرية لتنظيم داعش في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، لتصب في اتجاه الفخ الأمريكي ازاء أوروبا، فما قالته التقارير الصادرة عن مكتب المخابرات القومية ليس جديداً، لكنّ الجديد هو أن تقول ذلك الان.

 

 ما هي مكونات سلّة الاهداف الأمريكية، من وراء الزج بأوروبا في القتال ضد التنظيم الإرهابي من جديد، وفي نفس الوقت دفعها للدول الأوروبية، للتصعيد ضد روسيا، والضغط على المانيا تحديداً، لأرسال الدبابات الثقيلة من نوع ليوبارد وامتناعها لواشنطن، على ارسال دبابات ابرامايز المتطورة، بحجة أنّها معقدة التقنيات، وتحتاج الى تدريب معقد وكثف للجنود الاوكرانيين؟.

 

 يهدف الأمريكي بقوّة للعمل جنباً إلى جنب مع الأوروبي الجمعي في أوكرانيا، وكذلك: في منطقة غرب آسيا تحت عنوان مكافحة الإرهاب، الذي عانت منه القارة الأوروبية في الفترة الأخيرة، ووجود مئات الألاف من اللاجئين الذين قد يتضمنون خلايا نائمة، تابعة للجماعات الإرهابية، وفق العديد من المصادر الأمنية الأوروبية، يتسبب في الرد الإيجابي على الطلب الأمريكي.

 

 ويرى الأمريكي الساعي الى توظيف الأوروبي، وشيطانه الأرهابي لخدمة مصالحه، أنّه عبر التعاون الأوروبي الأمريكي بشكل أكبر في المنطقة، يخفّف من حدّة تداعيات أي ضربة عسكرية واسعة، توجّهها واشنطن في منطقتي غرب آسيا وشمال أفريقيا على الرأيين العالمي والأوروبي.

 

كما يرى الأمريكي، أنّ دخول أوروبا بشكل واسع إلى جانب واشنطن يقطع الطريق على أي إرتدادات “خطيرة” للرأي العام الأوروبي، بتحميل واشنطن التي تنوي ليس القضاء على التنظيم الإرهابي بقدر اضعافه واعادة هيكلته وتوجيه من جديد، كما هو حاصل الان في أوكرانيا،  ونحو أسيا ضمن استراتيجيات الأستدارة الأمريكية، بعد عودة العراق أولوية أولى في الأمن القومي الأمريكي ازاء ايران، مسؤولية التفجيرات التي سينفّذها التنظيم في أوروبا على شاكلة باريس وبروكسل، بإعتبار أن الوصول إلى القارة الأمريكية أصعب بكثير على هذه الجماعات، من العمل داخل أوروبا، حيث توجد بيئة حاضنة وخلايا نائمة منذ سنوات.

 

هذا وتسعى واشنطن، من خلال فخها هذا للأوروبي، بجانب الفخ الاوكراني، عبر دعوته لمزيد من الأنخراط، الى الوصول الى حالة، من مظلة تمديد فترة الإعتماد الأمني الأوروبي على أمريكا، وذلك في إطار الإبقاء على “القطب الواحد” من ناحية، وجذبها بشكل أكبر في مواجهة واشنطن الحاصلة الان، مع كل من الصين وتحديداً روسيا من ناحية آخر.

 

 وإذا كان التدخل الأوروبي اليوم إلى جانب أمريكا، يعد تحدياً مباشراً أو غير مباشر لروسيّا، فمن غير المستبعد أن تلجأ واشنطن للخطوة نفسها، في أي مواجهة مقبلة مع الصين، لاسيّما في ظل التوترات الحالية في بحر الصين الجنوبي.

 

قد يكون حديث تلك التقارير الأستخبارية الصادرة عن مكتب المخابرات القومية الأمريكية الآن، تجيء بسياقات إستعراض واشنطن قدراتها الأمنية، في ظل الظروف الحالية التي تعاني منها أوروبا ازاء الأخيرة، وبلا شك خسرت واشنطن كثيراً بعد خروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي، وأمّا السؤال هنا لماذا هذا الأنتقاء النقي للمخابرات القومية الأمريكية في دول محدد بدقة متناهية؟

 

هي انتقت بريطانيا، بسبب الإنفصال عن أوروبا من ناحية، والعلاقة التاريخية، إضافةً إلى تجاربها السابقة في أفغانستان والعراق، وأما ألمانيا بسبب عدد اللاجئين الذي إستقبلته خلال الفترة الماضية، في حين أن إختيار إيطاليا يتعلّق بالعملية العسكرية المرتقبة ضد تنظيم داعش في ليبيا، حيث واشنطن تعمل على احيائه لضرب مجموعة فاغنر الروسية، باعتبار أن روما تولي هذه المنطقة من شمال أفريقيا أهميّة خاصّة – تداعيات زيارة مدير الاستخبارات الامريكية وليام بيرنز لليبيا، ولقائه دبيبه وآخرين، ثم اللقاء الليبي في القاهرة برعاية المخابرات المصرية.

حالة عدم الأستقرار هي ما تعانيه منطقتنا الشرق الأوسطية، ومع ذلك جاءت تركيا وبنت منذ سنوات، قاعدة عسكرية في قطر، وتحت عنوان الشراكات مع الدوحة، تفعيلاً لأتفاق عسكري مسبق بينهما، يفيد بتمركز قوات تركية عبر استجلاب ثلاثة آلاف جندي تركي، من القوّات البريّة ووحدات جويّة وبحرية ومدربين عسكريين، وقوّات عمليات خاصة، وهي أول منشأة عسكرية تركية في الشرق الأوسط، وأحسب أنّ هذه القاعدة العسكرية التركية في قطر ليست في وارد حماية الدوحة، بسبب التواجد العسكري الأمريكي، وتهدف الى مزيد من عسكرة المنطقة، ويريد الرئيس التركي أن يقول للجميع، أنّ تركيا هنا وفي كل ما يجري من تطورات اقليمية، كحال واشنطن وموسكو وباريس ولندن، وها أنا أبني قاعدة عسكرية في الصومال عبر تدريب عشرة آلاف جندي صومالي، وسأكون في أريتريا عسكريّاً، حيث ايران لها تواجد عسكري في جزيرة مستأجرة هناك، تقابلها جزيرة اسرائيلية وتواجد عسكري فيها، مقابل جزيرة تستأجرها الأمارات مع تواجد عسكري، وسيطرة اماراتية على ميناء عصب، منذ بدء العدوان البعض العربي على اليمن، لمنافسة الرياض على السيطرة على باب المندب، حيث 10% من التجارة العالمية تمر عبره.

 

الولايات المتحدة الأمريكية عسكريّاً ومخابراتيّاً واقتصاديّاً لم تغادر العراق الذي احتلته لكي تعود اليه من جديد أصلاً وكما أسلفنا، فهي تملك أكبر سفارة في الشرق الأوسط والعالم فيه، ولها قواعد عسكرية ذات حواضن في أحشاء الجغرافيا والديمغرافيا العراقية، وهي عملت على هندرة وجودها الشامل فيه عبر الأتفاقية الأمنية الموقعة في العام 2008م. أمريكا صنعت الأرهاب وأحياناً تحاربه تكتيكيّاً وأحياناً كثيرة تتحالف معه وتوظفه وتولفه خدمةً لمصالحها ورؤيتها، صنعت القاعدة بالتعاون مع السعودية في أفغانستان، وفيما بعد حاربتها ثم تحالفت معها وما زالت في الحدث السوري والحدث العراقي والحدث اليمني، والأخير كفخ أمريكي لأستنزاف السعودية مالياً وسياسياً وللسلاح المخزون لديها على مدار سنوات خلت، وهناك صفقة من السلاح الأمريكي للسعودية يتم ترتيبها الان، من أجل حربها وعدوانها على اليمن، نطاق مؤشر لذلك، وكرد فعل فوري على تصنيع فوبيا ايران، وصنعت واشنطن داعش عبر استثماراتها بفكر ابن تيميه ونتاجاته من أصوليه وهابية مغرقه بالتطرف، وأحسنت وتحسن توظيف نفايات الأرهاب في الداخل العراقي والسوري واليمني واللبناني، وبالتنسيق والتعاون مع استخبارات البعض العربي، والبعض الأقليمي كجزء من الطرف الثالث فيما يجري في منطقتنا، والتي أشار لها الحسن بن طلال صراحةً في أكثر من مكان ومناسبة، انطلاقاً من استغلال الساحة العراقية والسورية واللبنانية للضغط ومزيد من الضغط على ايران، لتقديم تنازلات في موضوعة المسار السياسي في ساحات النفوذ الأيراني في المنطقه، ان لجهة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وان لجهة لبنان، وان لجهة سورية، وان لجهة العراق، وان لجهة أسيا الوسطى، ثم لأستخدامه(أي سلّة نفايات الأرهاب)لاحقاً لأستنزاف ايران نفسها عسكريّاً، وكذلك لأضعاف تركيا لاحقاً كملف ثان.

 

 والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر الحكومة التركية لأستهداف الدولة الوطنية السورية.

 

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل: عمّان : 5345541    

خلوي: 0795615721

سما الروسان في 22 – 1 – 2023 م.