انقسام العالم لناهب ، ومنهوب / العميد ناجي الزعبي
العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) – الأحد 27/11/2022 م …
ينقسم العالم لناهب ومنهوب ، والناهب من قسّمه لمسيحي ومسلم ويهودي وبوذي وملحد ومؤمن ، وشمالي وجنوبي ، واسود وابيض و و … الخ .
من البديهي أن العالم الراسمالي وسيدته ورأس حربته اميركا معقل الرأس مالية المالية الامبريالية ، والرأس مال المالي هو اتحاد رأس المال البنكي ، والصناعي وتشكيل الكتلة المالية الاعظم في التاريخ .
كما أن اميركا هي سيدة الاحتكارات الكبرى ، والشركات متعدية الجنسيات التي تحتكر المعرفة ، والتقنية ، والبحث العلمي ، والتصنيع ، والزراعة ، والنهوض والصحة والعلاج ، والتنمية ، وألأنتاج ، ويحرّمونها على دول وشعوب الارض ، وعلى الوطن العربي على وجه الخصوص للمحافظة على تفوق العدو الصهيوني ، وأمنه وبالتالي المحافظة على الهيمنة الامبريالية ومصالح منظومة النهب الدولية ، وتقسيم العالم لناهب ، ومنهوب .
إن أمتلاك أي قطر من اقطار الوطن العربي لأي مرفق تنموي يضعه في دائرة الاستهداف الصهيو اميركي بشتى الوسائل والسبل .
ومن هنا اتى العدوان الاميركي على العراق ، والمقاومة اللبنانية ، وسورية ، وايران ، لكونها جزء لا يتجزأ من محور المقاومة ، وتقدمها وازدهارها يشكل خطراً على الوجود الاميركي ، وعلى العدو الصهيوني .
وبحرمانها من امتلاك البحث العلمي يجعلها ترسف في اغلال الجهل والتخلف .
هذا سبب الاستهداف الاميركي المستمر لايران ، وحصارها الاقتصادي ، ومحاولات منعها من امتلاك المعرفة ، والتقنية والتقدم ، وامتلاك الطاقة النووية ، في الوقت الذي تحمي به امتلاك العدو للطاقة ، النووية وتزوده باحدث ترسانات الاسلحة في العالم .
كما أن استهداف علمائها يأتي في سياق المعركة المفتوحة ، وتكرار لاغتيال الشهداء كسليماني ، والمهندس ورفاقهم ، الذي استوجب الرد باستهداف قاعدة عين الاسد التي اعترف ترامب باستهدافها ،وإسقاط الطائرة الاميركية بافغانستان” والتي كانت تقل عدداً كبيراً من الضباط الاميركيين وطائرة ألإستطلاع الاميركية المسيرة ” القلوبال هوك ” ، وقاعدة الاحتلال الاميركي للعراق عين الاسد ، ولازال استهداف الوجود الاميركي العسكري بالعراق ، والرد الايراني على عمليات الاغتيال قائماً ومستمراً وسيكون قاسياً ورادعاً .
إن اسباب العدوان على ايران بهذه الكيفية والاساليب بسبب العجز عن القيام بعدوان عسكري مباشر ، وتدمير المنشئات النووية وتفكيك الدولة الايرانية والاطاحة بها .
في المعارك المحتدمة تقع الخسائر والدمار ، والقتل والاغتيال والحرب النفسية مهما كانت الوسائل الدفاعية والتحوطات والحرص .
إن ما يحدث هو بلطجة اميركية موصوفة وضرب بعرض الحائط بالقوانين والاتفاقيات والهيئات والاعراف الدولية ، واغتيال العلماء كالعالم النووي الايراني الذي اغتالته اميركا العام الماضي والذي كان مساعد لوزير الدفاع الايراني هو اعتداء على موظف رسمي لدولة ذات سيادة ، والمجاهرة بالاغتيالات والعمليات الارهابية وتفجير الجبهات الداخلية للدول بلطجة ووقاحة غير مسبوقة .
إن عمليات الاغتيال والتخريب والتدمير والتفجيرات واثارة القلاقل والفتن كانت ولا زالت خياراً منتظراً بسبب انحسار الخيار العسكري .
وكما كان على ترامب ونتن ياهو تقديم انجازات من اي نوع ممكن للداخل الاميركي والصهيوني
على بايدن وبينيت تقديم الشئ نفسه ومواصلة سياسات البلطجة والاغتيال والقتل والعبث بالبنى الاجتماعية للدول كما يحصل بالباكستان لعمران خان ، وارسال رسائل طمأنة وابتزاز لمحميات الخليج ، وللارهابيين ، والعملاء العرب .
لكن حسم الحروب بتراكم الانتصارات الميدانية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية ، وامتلاك الحق وارادة الصمود والانتصار للمنتصر النهائي .
وتراكم اضطراد التطور الكمي يؤدي بالضرورة لتحول تفوق نوعي ، وهي معركة مواجهة مستمرة لن تحسم بالضربة القاضية بل بالنفس الكفاحي الطويل وبالنقاط ، ومن يضحك اخيراً يضحك كثيراً .
التعليقات مغلقة.