فلسطين … وفاة المناضلة الكبيرة ” فاطمة برناوي ” أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية

1٬058
مدارات عربية – الخميس 3/11/2022 م …

توفيت اليوم الخميس المناضلة الكبيرة فاطمة برناوي في مستشفى فلسطين بالقاهرة.

والراحلة هي أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية، حيث تم اعتقالها بتاريخ 19/ 10/ 1967
فاطمة محمد برناوي، هي من أوائل الفلسطينيات اللواتي خضن العمل الفدائي المسلح منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي فجرَّت شرارتها الأولى حركة فتح في الأول من كانون ثاني / يناير عام 1965، وهي أول فتاة فلسطينية يتم اعتقالها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.

البرناوي من مواليد مدينة القدس عام 1939 وتنحدر من عائلة مناضلة تفخر بتاريخها ، وانتمت لفلسطين الوطن والقضية قبل أن تنتمي لحركة فتح وللثورة المسلحة ، وقبل أن تؤسر ويزج بها في غياهب السجون، واعتقلت والدتها وشقيقتها في أعقاب تنفيذها للعملية الفدائية، لتمضي الأولى مدة شهر في السجن، فيما شقيقتها أمضت سنة كاملة في سجون الاحتلال، فذقن آلام القيد ومرارة السجان بجانب آلام الفراق والحرمان .

أعتقلت في التاسع عشر من أكتوبر عام 1967 بعد وضعها قنبلة في سينما صهيون في مدينة القدس، وحكم عليها آنذاك بالسجن المؤبد « مدى الحياة » ، لكنها لم تمضِ في الأسر سوى عشر سنوات ونيف، حيث أطلق سراحها في الحادي عشر من نوفمبر عام 1977 ، كإجراء وصفته إدارة السجون آنذاك بأنه بادرة « حسن نية » تجاه الشقيقة « مصر » قبيل زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للقدس في التاسع عشر من الشهر ذاته ، وهي الزيارة التي مهدت فيما بعد لتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ولكنها أبعدت إلى خارج الوطن لتواصل نضالها ضمن صفوف حركة فتح وقواتها المسلحة ، وتزوجت الأسير المحرر « فوزي نمر » وهو من مدينة عكا احدى المدن الفلسطينية التي أحتلت عام 1948 بعد تحرره في اطار صفقة التبادل التي جرت في مايو 1985 .

وبعد قيام السلطة الفلسطينية 1994، كانت المؤسس للشرطة النسائية الفلسطينية بعد عودتها للوطن وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994.

وقد منحها الرئيس محمود عباس، وسام نجمة الشرف العسكري، للمناضلة فاطمة برناوي، تقديرا لدورها النضالي الريادي وتضحياتها من أجل وطنها وشعبها وثورته، واستعدادها للبذل والعطاء منذ البدايات الأولى.

 

سفارة فلسطين بالقاهرة: سيتم نقل جثمان المناضلة الكبيرة فاطمة برناوي إلى قطاع غزة

وقد أفادت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية مساء اليوم الخميس، بأنه بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، وبناء على طلب ذوي الفقيدة المناضلة الوطنية الكبيرة فاطمة برناوي، فقد أوعز سفير فلسطين بالقاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح بنقل جثمان المناضلة برناوي إلى قطاع غزة، ليوارى جسدها الطاهر ثرى الوطن.

وأشارت السفارة إلى إنه تم إنجاز كافة الترتيبات اللوجستية وإنهاء الإجراءات بالتنسيق مع الجهات المصرية المختصة لنقل جثمان الفقيدة عبر منفذ رفح البري، مضيفة أنه سيتم الإعلان في وقت لاحق عن موعد وصول الجثمان إلى القطاع.

وبينت أنه سيقام بيت عزاء للمناضلة برناوي يوم الأحد المقبل للرجال والسيدات عقب صلاة المغرب في قاعة الفردوس بمسجد القوات المسلحة.

ولدت المناضلة برناوي في القدس عام 1939 لأب من أصل نيجيري ولأم أردنية فلسطينية، وشارك والدها في ثورة عام 1936، وعادت عائلتها إلى القدس عام 1960 واستقرت في حي الجالية الأفريقية، وما أن بلغت الثامنة عشرة حتى التحقت في صفوف حركة “فتح”، وكانت أولى أسيرات الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأمضت 10 سنوات في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنها وإبعادها للخارج في 11/11/1979، ثم عادت إلى قطاع غزة عام 1994، وتولت قيادة الشرطة النسائية، ومنحها الرئيس محمود عباس وسام نجمة الشرف العسكري عام 2005.