الصناعات السوريّة تُنتِج صواريخ M600 وإيران تنقلها لحزب الله بعد تركيب منظوماتٍ عليها تجعلها دقيقةً لضرب أهدافٍ نوعيّةٍ بإسرائيل بالمُواجهة القريبة.. الإنتاج تحت الأرض لإفشال الاعتداءات الإسرائيليّة

536

 مدارات عربية – الخميس 22/9/2022 م …

من زهير أندراوس:

تُواصِل إسرائيل اهتمامها بكلّ تحرّك لإيران في الشرق الأوسط، باعتبرها تهديدًا إستراتيجيًا على كيان الاحتلال، وفي هذا السياق، نقل محلل الشؤون العسكريّة، يوآف ليمور، عن مصادر أمنيّةٍ مطلعةٍ جدًا في تل أبيب قولها إنّ طهران تستخدم منشآت صناعة السلاح السورية (سيريس) لإنتاج الصواريخ، على حدّ تعبيرها.

ليمور تابع في تحليلٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) إنّ “(سيريس) هي الصناعة العسكرية الوطنية السورية، المسؤولة عن إنتاج عموم الوسائل القتالية، من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية بأنواع مختلفة عبر الوسائل القتالية للجيش البري وسلاح الجو (وكذا منتجات التكنولوجيا الدنيا مثل الخوذات والسترات الواقية)، وحتى السلاح الكيماويّ”

وأوضح المحلل نقلاً عن ذات المصادر أنّ “منشآتها منتشرة في كل أرجاء سورية، المركزي بينها هو القطاع 4 المسؤول عن إنتاج الصواريخ والمقذوفات الصاروخية والذي يجرى في معهد 4000. ويقف على رأس القطاع 4 عاصف دياب، وضابط الأمان الرئيس لديه هو حيدر حمدان. الاثنان على اتصال وثيق مع مسؤولي (فيلق القدس) في الحرس الثوري، بل ويتلقيان منهم دفعات في صالح إنتاج عشرات الصواريخ في السنة، بخاصة للإيرانيين”، وفق المصادر في تل أبيب.

وشدّدّت المصادر على أنّ “الحديث يدور عن صواريخ من طراز M600، والتي تنقلها إيران إلى (حزب الله)، وتركب عليها منظومات تنتج في إيران بهدف جعلها دقيقة كي تتمكن من ضرب أهداف نوعية في إسرائيل في المعركة التالية”

المصادر عينها لفتت، بحسب المحلل ليمور، إلى أنّه “في الماضي أنتجت إيران أيضًا الصواريخ بنفسها، ولكن سلسلة هجمات سلاح الجو دفعتها لتغيير السياسة وتنتقل إلى الإنتاج في سوريّة. يتم الإنتاج أساسًا بمنشأة في مصياف شمال غرب سوريّة، والتي تحولت في السنة الأخيرة لتصبح الهدف الرئيس لهجمات سلاح الجو. ونتيجة ذلك، بدأ الإيرانيون في مشروع طموح لنقل الإنتاج إلى منشآت تحت أرضية في مصياف في محاولة لحمايتها، وسبق لإسرائيل أنْ أوضحت بأنها ستواصل الهجمات، حتى بثمن مصابين وأضرار جمة”.

المحلل أضاف أنّ “مَنْ كان مسؤولاً في الماضي عن هذه العلاقة من الجانب الإيراني هو عزيز اصبر، الذي صفي في 2018. أمّا اليوم فيقوده ضمن آخرين عليّ نوروزي، الذي يعمل كرئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيك في الحرس الثوري، وأبو علي مسعود. والاثنان على اتصال مباشر مع باسم مرهج حسن، مستشار الأسد القريب، لكنهما يديران الخيار العسكري مباشرة مع مسؤولين كبار من القطاع 4 في (سيريس)، على حدّ قوله.

وزعم  المقدم نيتسان، رئيس شعبة الشمال في ساحة الاستخبارات التكنولوجية في دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات (أمان) زعم أنّه “توجد مجموعة غير صغيرة من المدراء والمهندسين في (سيريس) يعملون بتوجيهٍ إيرانيٍّ، وأنّ هذه مبادرة محلية داخل قطاع 4 يتم دون إذن من فوق”.

“المُقدم دياب يُعطي التعليمات لرجاله، وهم ينفذون، بعضهم يعرف ما يحصل وبعضهم مخدوعون. بالإجمال، نتحدث عن بضع عشرات الأشخاص الذين يعملون مع الإيرانيين، خصوصًا مهندسين، ومستشارين عسكريين بمعظمهم، ممن يبحثون عن دخلٍ إضافيّ”، على حدّ زعمه.

وبحسب مصدرٍ أمنيٍّ كبيرٍ، فإنّ إسرائيل تلعب على الوقت، وأضاف:”لن ننجح في تأجيل كل شيء إلى الأبد، ولكن يدنا هي العليا حاليًا، ودورنا أنْ نتأكد بأنْ يبقى الأمر على ما هو مستقبلاً أيضًا، على حدّ زعمه.

أمّا الضابطة ماي، رئيسة خلية أهداف صواريخ أرض- أرض في سوريّة في الوحدة العسكرية، فقالت للصحيفة العبريّة إنّ “المشاريع تقطع في وسطها، وأعمال تتوقف بسبب ماكينات أو أناس أصيبوا. يضطرون للعمل هناك في ظروف من انعدام اليقين، الناس يأتون صباحًا، فلا يجدون المكتب أو المختبر الذي يعملون فيه. والجودة تضررت حتى في الحالات التي يتمكنون من العمل والإنتاج فيها، ويضطرون أحيانًا كثيرة لتدوير الزوايا كي يتمكنوا من الإيفاء بالعقود مع الإيرانيين وإنجاز الصاروخ في الوقت المحدد، فيوفرون وسائل قتالية أقل نجاحًا”، وفق ادعاءاتها.