محاولات امريكية فاشلة لتحويل حرب اوكرانيا حربا بالنيابة / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 16/9/2022 م …
يتضح يوما بعد اخر ان الولايات المتحدة تراهن في اوكرانيا على تكرار النموذج الفيتنامي “في حرب فيتنام ” وتعميمها على روسيا هذه المرة ظنا منها ان هزيمة مشابهه لهزيمتها في تلك الحرب التي اندلعت عام 1955 خلال فترة ما كان يطلقون عليها ” الحرب الباردة ” بمشاركة استراليا وكوريا الجنوبية وتايلند وانتهت حتى عام 1975 بهزيمتها وهزيمة حلفائها وسقوط سايغون بيد الجيش الشعبي الفيتنامي المدعوم من قبل الاتحاد السوفيتي انذاك.
تلك الحرب الى خسرت فيها الولايات المتحدة وحدها وفق تصريحات ماكنمارا وزير الدفاع الامريكي التي اطلق الاعلام عليها تسمية حربا بالوكالة نحو ” 58″ الف عسكري ومرتزق امريكي فضلا عن الخسائر العسكرية والمادية الهائلة.
واشنطن ايضا تسعى من خلال دعمها السخي لاوكرانيا الى اطالة امد الحرب وتحويلها الى ” حرب بالوكالة” لعلها تحظى بهزيمة روسية على شاكلة هزيمتها في فيتنام لكنها لم تلتفت الى ذلك كما يبدوا رغم الهزائم المذلة هي وحلفائها في افغانستان بعد 20 عاما من الاحتلال وهي تكرار لهزائم واشنطن وحلفائها في ” ناتو” وتاريخهم الاسود من الذين يواصلون اللعب بالنار في اوكرانيا ظنا منهم ان موسكو سوف تذعن يوما ما لاساليبهم الرخيصة التي وصلت الى جانب الحرب الاقتصادية والسياسية حد رفض منح تاشيرات دخول الى دول الغرب الاستعماري للمواطن الروسي وحجب الاعلام الروسي عن المواطن وهي وسيلة مبتذلة ورخيصة ردت عليها موسكو بفتح روسيا مدنها امام مواطني دول الاتحاد الاوربي وحتى الدول التي اعتبرتها عدوة في اطار تسميتها الاخيرة.
ان حلم محاولة تعميم هزائم ” ماما امريكا ” في فيتنام وافغانستان ليشمل روسيا في اوكرانيا لن يحدث لاسباب منها ان روسيا دخلت الحرب لحماية مواطنيها في الداخل الاوكراني وهناك من يقاتل سلطة المتصهين ” زيلنيسكي” الى جانب الجيش الروسي في دونباس وغيرها بينما كانت واشنطن وحلفائها يفتقدون الى ذلك وان جل اعتمادهم على المرتزقة والعملاء سواء في فيتنام او افغانستان وان هزيمة محققة سوف تلحق بالامريكيين في منطقتنا ايضا رغم محاولات واشنطن التشبث بالارض في سورية والعراق اعتمادا على العملاء ايضا والمرتزقة لنهب وسرقة المزيد من النفط السوري خاصة ان الشهر الحالي يشهد مفاوضات غير مباشرة بين لبنان و” الكيان الصهيوني” حول ترسيم الحدود البحرية هذه المرة لاسيما وجود الغاز الذي قد يشعل حربا في المنطقة خاصة وان واشنطن كانت ولاتزال وسيطا غير نزيه في المفاوضات بعد ان تردد عن مسعى بوجود قوات دولية في البحر شبيهة بالقوات الموجودة حاليا على حدود لبنان مع فلسطين المحتلىة قد يتكرر وهي لعبة لن توافق عليها المقاومة اللبنانية بكل فصائلها وتقف الى جانب الحكومة في موقفها المفاوض الذي تصر فيه على عدم التفريط بثروات لبنان .
عندما نتحدث عن هزائم لاحقة تنتظر الولايات المتحدة في منطقتنا لم نتحدث عن ذلك بطريقة ” الاحلام” الامريكية التي تراودها في اوكرانيا ومحاولة اطالة امد الحرب لترى هزيمة روسية شبيهة بهزائمها في فيتنام وافغانستان وحتى منطقتنا التي باتت تغلي الان بعد الاصرار على حصول لبنان على حقوقه كاملة غير منقوصة في ثرواته من الغاز في المياه اللبنانية التي تحاول تل ابيب استثمارها خلافا للاعراف والمواثيق الدولية لكن ذلك لن يحصل بوجود ارادة مقاومة تقف الى جانب حكومة لبنان وشعبها وجيشها.
ان احلام واشنطن لن تتحقق في اوكرانيا حتى لو استطاعت ان تطيل امد الحرب لان روسيا عازمة على تحقيق اهدافها كاملة غير منقوصة في ” دونباس” .
اما الحديث عن اختراق عسكري اوكراني هنا واختراق هناك ومحاولة تهويله والنفخ فيه على انه” انتصار” بفضل اسلحة الغرب الاستعماري سوف لن يحسم الحرب دون ان تتحقق اهداف العملية العسكرية سواء عبرالعملية المحدودة حتى لو توسعت او المفاوضات .
هذا موقف مبدئي لموسكو لن تتنازل عنه مهما تمادت واشنطن وحليفاتها الغربيات في اتخاذ المزيد من القرارات بضخ الاسلحة على كييف والتي تعود سلبا على مطلقيها وشعوبهم وهو ما تشهده الان حالة الارباك والتظاهرات الاحتجاجية التي تعم عواصم ومدن دول اوربا الغربية التي ينتظر معظم شعوبها شتاء قارص وربما شحة في المواد الغذائية وارتفاع في الاسعار لاطاقة على البعض تحمله .
التعليقات مغلقة.