رسالة الى الرئيس الروسي فلايمير بوتين / كاظم نوري

371

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 12/8/2022 م …

لاشك انا  لست من يعرف دهاليز الغرب الاستعماري وسبر غورها اكثر من سيادتك لانك خضت غمار الحرب الباردة في الحقبة السوفيتية ولسنوات  وكنت في موقع متقدم  يؤهلك بان تتتبع دقائق الامور منذ كنت في ” المانيا الديمقراطية” قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي وجدار برلين  حتى وصولك الى قيادة روسيا الاتحادية بعد انهيار عام 1991 بسنوات.

ومنذ تسلمكم قيادة روسيا الاتحادية  في فترة كانت عصيبة  لقد  اتجهت  بصمت وهدوء الى بناء ركائز الدولة الفتية التي كانت محاطة بمخاطر جمة   وعملت على  ترميم  الشرخ الذي اصاب بنيتها الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وكنت صادقا في التعامل مع الازمات الدولية انطلاقا من روح هيئة الامم المتحدة التي اعتبرتها منبرا حقيقيا يتم من خلاله معالجة الازمات.

 لكن وبمرور الزمن اخذت تشعر ان منبر الامم المتحدة يجري استغلاله من قبل دول كبرى شاركت الى جانب الاتحاد السوفيتي السابق  في تاسيس ” عصبة الامم” ثم الامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وفي المقدمة الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات ” بريطانيا وفرنسا” فحصلت عملية تمزيق وحدة يوغسلافيا من قبل الغرب الاستعماري ” وحلف ناتو”  وغزو العراق وتدمير ليبيا وكانت موسكو في حينها تلملم جراح انهيار عام 1991.

مع كل ذلك كانت روسيا السباقة في احترام قرارات الامم المتحدة خلافا للدول الاخرى وكانت تحافظ على وحدة اعضاء دول مجلس الامن الخمس دائمة العضوية في المجلس  من منطلق الحرص ولن تستخدم  موسكو حق  النقض ” الفيتو” الا بعد الاستهتار والاستخفاف الامريكي بالدول الاخرى وبالامم المتحدة نفسها  .

  وكانت موسكو تطلق على الاخرين مسمى ” شركاء” وهو مسمى لاتستحقه واشنطن وعواصم الغرب الاستعماري الاخرى لان روسيا ليست شريكا في سياسات الاخرين  المتعالية  والعدوانية  والتي تتسم باللصوصية ونهب ثروات الشعوب واستعمارها  ثم تدحرج المسمى الى ” اصدقاء” ثم ” جرى تصنيف الدول الى ” اصدقاء واعداء “.

وكان الوصف  الاخير مناسبا وهوماكشفته الازمة الاوكرانية وتحول ” الغرب” كل الغرب الى ” ارض الكراهية”.

 وقد تجسد ذلك في الاجراءات غير الشرعية والممارسات المنافية حتى للاخلاق ضد روسيا وشعبها وتحول اسم” بوتين” مجرد ذكره اشبه بالبعبع الذي يخيف الغرب كل الغرب وسيدة ” عفوا “وسيئة عالم الحر” قائدة ناتو العدواني.

لست هنا بصدد ابداء النصح  لسيادتكم بشان الازمة الاوكرانية بعد ان اخذت الكرة تكبر وتتدحرج لان الغرب الاستعماري لايريد خيرا لا لروسيا وشعبها ولا للشعب الاوكراني بعد ان وجد ضالته في القزم  المتصهين” زيلنسكي لانكم ادرى بكل خفايا  الدول الاستعمارية الغربية التي  وصفتها في احدى المرات بدول الاكذوبة الديمقراطية.

انا لست من عاشقي الحروب ولكني اؤمن بان اخر العلاج الكي وان السرطان الذي وجده الغرب في جوار روسيا لايمكن معالجته الا  بطريقة واحدة الا وهي  الاستئصال وهناك تجربة فلسطين التي كما ترونها بوجود كيان صهيوني مشابه للكيان المجاور الى روسيا بالرغم من اطلاق تسمية” النازيون الجدد على الاشرار الذين يقاتلون دفاعا عن نظام المتصهين زيلنسكي الذي هب الغرب بالدفاع عنه لا عن شعب اوكرانيا.

ولابد وانكم ترون كيف يسعى  حاكم كييف بالحصول على مبتغاه حتى على حساب شعب اوكرانيا وشعوب المنطقة بتشجيع من الولايات المتحدة  وحلفائها الغربيين.

لقد قدمت روسيا تضحيات جسيمة من اجل وجود عالم خال من القطبية الاحادية وان هذه التضحيات لم تكتمل بالنتائج المرجوة دون التخلص من صهيوني يتربع على ارض شعب اوكرانيا شقيق الشعب  الروسي والكل يعرف ان  موسكو دخلت الحرب ضد اوكرانيا مرغمة بعد ان اوصدوا جميع الابواب بوجه اية محاولة سلمية وان تاكيد موسكو على مواصلة الحوار لن ينفع طالما ان زيلنسكي ليس صاحب القرار .

كنتم ياسيادة الرئيس اول من وضع الجرس في رقبة الوحش الامريكي دون تردد او خشية وواصلتم المسيرة  “مسيرة ” خدمة الشعوب نحو التخلص من نظام الاستبداد  العالمي الغربي وان المسيرة لن تكتمل دون التخلص من  راس النظام الحاكم في كييف والا فان صداعا سوف يتواصل ضد روسيا طالما بقي  المهرج  زيلنسكي في سدة الحكم .

نعم سوف يتواصل الصداع اذا بقي راس الافعى في سدة الحكم باوكرانيا بعد هذه الهبة العدوانية الهمجية والشرسة ضد روسيا وشعبها التي تقودها الصهيونية العالمية.

 من الملاحظ انه  لم يحصل الشيئ نفسه في الحرب مع جورجيا بشان اوسيتا لان الذي كان على راس السلطة في تبليسي ليس متصهينا؟؟

وحتى الامم المتحدة تنصلت عن ارسال خبراء لها لزيارة محطة زابوريجيه النووية التي تعرضت لقصف اوكراني والتي اصبحت تحت سيطرة القوات الروسية  رغم مخاطر ذلك على اوربا بل ان بعض  الدول الداعمة لكييف تقترح ان تسلم المحطة الى سلطات المتصهين وفي المقدمة الولايات المتحدة.

حري بموسكو ان تفكر مليا للتخلص من الافعى بقطع راسها  حتى لو حوله البعض الى بطل قومي وهو في حقيقته مجرد دمية بيد الغرب اما الذي يحصل فلن يردع من يدعمه ال صهيون  وبخبثهم المعروف.