عاطف الكيلاني يكتب عن فنزويلا … في محاولة للتغلّب على ما سببه الحصار الأمريكي الظالم …تلغي 6 أصفار من عملتها

450

مدارات عربية – الجمعة 1/10/2021 م …

كتب عاطف الكيلاني …

طبعت فنزويلا عملة جديدة بها ستة أصفار أقل لأول مرة، بسبب سنوات من أسوأ تضخم في العالم، نتج عن أسوأ حصار اقتصادي تتعرض له دولة وشعب منذ فجر التاريخ من قبل الإمبريالية الأمريكية والمتواطئين معها.

وقد سبق وأن فرضت  واشنطن عام 2019 م، حظرا اقتصاديا كاملا على فنزويلا.

وكان الرئيس الأمريكي سيء الذكر دونالد ترامب قد أصدر في آب 2019 م أمرا تنفيذيا يقضي بتجميد جميع أصول الحكومة الفنزويلية في الولايات المتحدة، في خطوة كان من شأنها زيادة التوتر بين واشنطن وكاراكاس،

وحظر قرار ترامب كذلك جميع التعاملات مع المسؤولين الفنزويليين.

وقد وجّه ترامب آنذاك رسالة إلى الكونغرس بهذا الخصوص، جاء فيها: “قررت أنه من الضروري حظر أصول الحكومة الفنزويلية في ضوء استمرار نظام نيكولاس مادورو ” غير الشرعي حسب زعم المجرم ترامب ” في اغتصاب السلطة فضلا عن انتهاكاته لحقوق الإنسان، وعمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين للمواطنين الفنزويليين، كذلك عرقة عمل الصحافة الحرة ومحاولاته المستمرة لتقويض الرئيس الفنزويلي المؤقت!! “.

وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي ترامب بالخائن لشعبه ووطنه وعميل المخابرات الأمريكية “غوايدو” رئيسًا انتقاليًا لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا، فيما أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا، شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

وعلى خلفية ذلك، أعلن الرئيس الشرعي لفنزويلا مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتآمر والتدبير لمحاولة انقلاب.

لاحقا، فرضت واشنطن عقوبات على مئات الأفراد الذين ينتمون إلى القيادة الفنزويلية – أو لديهم روابط مالية وثيقة معها، وصادرت أصول شركة النفط الوطنية في الولايات المتحدة

وكانت أعلى فئة نقدية في فنزويلا حتى الآن ، ورقة نقدية بقيمة مليون بوليفار (العملة المحلية) التي كانت تساوي أقل بقليل من ربع دولار. اعتبارا من يوم الخميس، العملة الجديدة تصل إلى 100 بوليفار، أي أقل بقليل من 25 دولارا.

ويهدف التغيير من مليون إلى 1 بوليفار إلى تسهيل كل من المعاملات النقدية وحسابات مسك الدفاتر في بوليفار التي تتطلب الآن التعامل بسلاسل لا نهائية تقريبا من الأصفار.

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة فنزويلا المركزية، خوسيه غويرا: “السبب الأساسي والأهم هو أن أنظمة الدفع قد انهارت بالفعل لأن عدد الأرقام يجعل أنظمة الدفع غير قابلة للإدارة عمليا، أنظمة معالجة الدفع ببطاقات الخصم أو نظام المحاسبة للشركات  ليست مخصصة للتضخم المفرط، ولكن للاقتصاد العادي”.

وفي ظل النظام القديم، يمكن أن تكلف زجاجة صودا بسعة 2 لتر أكثر من 8 ملايين بوليفار، وكان العديد من هذه الأوراق النقدية نادرة، لذلك قد يضطر العميل إلى الدفع باستخدام رزمة سميكة من الورق.

ويصل سعر دجاجة وزنها 2.4 كيلوغرام في العاصمة كاراكاس إلى 14 مليونا و 600 ألف بوليفار (ما يعادل 2.22 دولار) وسعر الكيلو الطماطم نحو 3 ملايين بوليفار .

وسمحت البنوك للعملاء بسحب ما لا يزيد عن 20 مليون بوليفار نقدا يوميا، أو في بعض الأحيان أقل إذا كان الفرع يعاني من نقص في النقدية.

وتعاني فنزويلا من ” عقوبات امريكية ظالمة ” بسبب مناهضتها للهيمنة الامريكية ومواقفها من قضايا عالمية في مقدمها دعم حق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه ، وحق الشعوب في الحرية والإستقلال وتقرير المصير، والتصدي والوقوف بحزم في مواجهة الإمبريالية الأمريكية.