فقراء ضعفاء ! / المهندس هاشم نايل المجالي

487

المهندس هاشم نايل المجالي ( الأردن ) – الثلاثاء 8/6/2021 م …

لقد جعلت منظمة الامم المتحدة للفقر يوماً عالمياً لتذكر فيه سكان العالم بهذه المشكلة التي تزداد يوماً بعد يوم ، استفحالاً جراء الكوارث الطبيعية والنزاعات السياسية والسياسات الاقتصادية الفاشلة ، كذلك بسبب الاوبئة والامراض .

فهل حقاً نحن بحاجة الى يوم عالمي لنتذكر مشكلة الفقر ، وهم لا يشعرون بما يحسه الانسان من قرصة الجوع في بطنه وفقدانه لمقومات الحياة الاساسية ليكمل بها انسانيته من مأكل ومشرب ومسكن .

هو لا يحتاج الى منظمة للتذكير بذلك هو يحتاج لان يطبق القانون لمنع اسباب الفقر ، لا ان يكون هناك تسييس لذلك او لتحقيق الربح تحت مظلة محاربة الفقر فلقد استغل كثير من المستثمرين الشباب والفتيات في مصانعهم تحت مظلة احتياجاتهم للعمل ، لكن بشروط عمل قاسية ومبالغ مالية رخيصة ( اجور متدنية ) ، لا توفر لهم العيش الكريم مع ساعات عمل كبيرة دون توفير الرعاية الصحية الكافية ، خاصة اذا كانت ظروف العمل فيها نوع من المخاطر حتى بالملابس المصبوغة التي فيها مواد كيماوية وغيرها من الصناعات ، كذلك الفقراء الذي يقطنون بالقرب من مستنقعات المياه والمجاري غير النظيفة ، او من المصانع التي تلوث المياه الجوفية لتصيبهم بالامراض دون توفر العلاج لهم او ثمن الدواء والرعاية الصحية الكافية .

ونتيجة لاحتلال الكثير من المناطق في افغانستان والعراق وغيرها وتدمير البنية التحتية ، منحت فرص عديدة للاطفال للعمل مع الشركات الكبرى في ظروف قاسية وفي غياب الامن وكثير من الانتهاكات التي زادت من نسبة الفقر والمعاناة فهم فقراء ضعفاء امام ظروف العمل القاسية التي لا تنصفهم ويضيع حقوق الفقراء أمام اتاحة فرص عمل قاسية .

فاين تلك الاستراتيجيات الوطنية ومن المسؤول عن تفعيلها في كافة القطاعات الرسمية والخاصة ومع المنظمات الدولية المعنية في هذا الشأن ، لقد اصبح هذا الموضوع يثير القلق لدى المعنيين في كثير من الدول لانعكاساته السياسية والاجتماعية ، فلقد اصبح الغذاء في عالمنا سلاحاً سياسياً يستخدم ببراعة في اخضاع الشعوب لسياسات الدول الكبرى التي تمسك في السلة الغذائية ومفاتيحها في العالم .

ان صناعة الجوع هي صناعة الفقر والجهل وهي مشكلة تبعية تخضع شعوب الدول النامية الى الدول الكبرى ، ان نسبة الزراعة لاراضي الدول النامية لا تشكل نسبة كبيرة ، ولقد اصبح هناك وعي كبير لشتى انواع طرق الزراعة الحديثة .

وما مشكلة المياه وغيرها الا مشاكل وهمية ترعبنا بها الدول الكبرى ، حتى نبقى نعتمد على منتوجاتهم الزراعية والاعتماد على الاستيراد ، وخلق معضلات على المزارعين الوطنيين في تسويق منتوجاتهم او تصديرها ، لذلك يجب ان تكون هناك استراتيجية وطنية شاملة بهذا الخصوص .

وفي العديد من الدول اصبح هناك اهتمام كبير في زراعة الحديقة المنزلية والاسطح بشتى انواع الزراعات التي تعطي لو جزء من الاحتياجات المنزلية الضرورية ، فلقد قامت فنلندا بتمويل مشاريع زراعة الاسطح لسكان اهالي غزة وعدة دول محتاجة ونجحت الفكرة بكافة المقاييس ، فلماذا لا يتم تطبيق وتنفيذ مثل هذه المشاريع .

 

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]