الأسيران الأردنيان … ونكران الإحتلال للجميل / أسعد العزّوني

390

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 7/6/2021 م …

ملهاة الأسيرين الأردنيين خليفة العنوز ومصعب الدعجة ،تبسط ظلالها على الشارع الأردني وتزاحم ما يشهده الشارع الأردني من مسرحيات وتمثيليات سيئة السيناريو والإخراج وفي مقدمتها “مسرحية”الرائد/النائب أسامة العجارمة “التي عمقت الجراح في الشارع الأردني،إذ كيف تطورت الأمور وكادت أن تفتك بالنسيج الوطني الأردني ؟ وكيف إنتهت بتقديم النائب إستقالته؟مع إن المواطن الأردني العادي لم يقتنع بكل ماجرى.

عموما فإن قضية الأسيرين العنوز والدعجة مؤشر خطير على العلاقة بين الأردن ومستدمرة الخزر،والتي أسهم الأردن بإعتداله في توفير الأمن والأمان لهذه المستدمرة المركّبة مثل لعبة “الليغو”،وهناك أسئلة عديدة تضرب في العمق منها:كيف تسلل هذان الشابان إلى الداخل الفلسطيني علما أن الحدود مؤمّنة ولا تستطيع نملة إختراقها؟وهل ما جرى  عبارة عن درس للشباب الأردني أن يكونا عبرة لغيرهما من الشباب؟علما أن الشعب الأردني بمجمله متعطش لإقتحام الحدود،لعدة أسباب أهمها إنقاذ الأقصى ،وتغيير الواقع المعاش الذي يتسم بالفقر والقهر .

السؤال الثالث الذي يطحن هو :أين دور الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الوزير أيمن الصفدي من هذه القضية ؟ولماذا لم يتمكن سفيرنا الذي تناول إفطار رمضان مع الرئيس الإسرائيلي السابق إبان عبث قوات الإحتلال في القدس والأقصى؟ولماذا تبدو دبلوماسية الصفدي عرجاء أو كسيحة في مثل هذه القضايا ،بينما نراه نشيطا في ما يتعلق بأتباع الدين الإبراهيمي الجديد؟

ما يجري بهذا الخصوص هو تعنت مع سابق الإصرار من قبل الإحتلال،وما يتعرض له هذان الشابان لن يثني أحدا عن المغامرة ،بل ستتكرر ما دام الوضع غربي النهر يهدد الأمن القومي لفلسطين والأردن معا،وسوف لن يفتّ الإحتلال من عضد الأردنيين بتوجيه تهم الإرهاب للشابين العنوز والدعجة،ويبقى القول أن ما يفعله الإحتلال عبارة عن شحن قوي لعواطف الشباب الأردني ،وتعميقا لكراهية الإحتلال الغاصب لفلسطين والطامع بالأردن.

وحتى لا نلقي بكافة أحمال اللوم على الإحتلال الخزري فإننا نذكّر فقط بوقائع أردنية تتعلق بهذا الموقف،مثل مقتل القاضي الأردني رائد  زعيتر   على الجسر وهو أعزل،ومقتل الشرطي الأردني إبراهيم الجراح  الذي كان يرافق سواحا يهودا في منطقة مادبا،ولم يتم التحفظ على أحد منهم ،وقام مصدر رسمي بنفي ذلك للتأكيد،ولا ننسى مقتل المواطنين الأردنين في وكر الصهاينة في الرابية ،على يد حارس أمن إسرائيلي تمت مغادرته للأردن بامان ،وقام “كيس النجاسة”النتن ياهو مكافأته بتحديد موعد غرامي له مع صديقته،ونذكّر بما فعلنا مع الجندي أحمد الدقامسة ،الذي ثأر لكرامته وصلاته عندما إستهزأت به فتيات إسرائيليات وهو يصلي قرب الحدود.

يتوجب علينا إعادة النظر في علاقاتنا مع مستدمرة الخزر ،والتخلي عن وظيفة الحامي لها ،فيهودها باتوا يتبرأون منها وكذلك المجتمع الدولي …فهل نحن فاعلون؟وعلى الأقل أن نعاملهم بالمثل علّ وعسى أن يرعووا..رسالة وطن.