مستشار مفتي سورية، المهندس باسل قس نصر الله يستعرض بعضا من كتاب ” صدمة وصمود – عهد اميل لحود ” 1998 – 2007″ لكريم بقرادوني

494

مدارات عربية – الإثنين 3/5/2021 م …

كتب المهندس باسل قس نصر الله* … 

* مستشار مفتي سورية …

صدمة وصمود – عهد اميل لحود “1998 – 2007” – كريم بقرادوني – شركة المطبوعات – بيروت – لبنان – ط 4 – 2010
التقيت “كريم ميناس بقرادوني” في مؤتمر ببيروت وأنا لن أتوقف عن الاعجاب به، وأستطيع أن أطلق عليه “عرّاب التوازنات السياسية اللبنانية”.
بدأ رئيساً لمصلحة الطلاب في حزب الكتائب، ثم عضواً في مكتبه السياسي، وعمل مع الرئيسين “الياس سركيس” و “بشير الجميل”، كما أصبح وزيراً ورئيساً لحزب الكتائب وهناك الكثير من الأحداث اللبنانية التي ستجد اسم ” كريم بقرادوني” بها.
وهو مقرّب من الكثير من السياسيين اللبنانيين، لا بل أستطيع القول أنه صديق الجميع، ويندر أن ترى أحداً مختلفاً معه.
حاولت – بصعوبة بالغة – أن أختصر كتابه المشوِّق ببعض الفقرات التي لن تغني بالتأكيد عن قراءة الكتاب
-دار خلاف صامت بين (الرئيس اللبناني إميل) “لحود” و”غازي كنعان”، رئيس فرع جهاز الأمن والاستطلاع في قيادة القوات السورية العاملة في لبنان، حول تعيين قائد الجيش الجديد. أصرّ “لحود” على تعيين “أسعد غانم”، في حين تمسك “كنعان” بـ “ميشال سليمان”، وكان لكنعان في النتيجة ما أراد
-تعوّد (إميل) لحود ان يتصل بالأسد (الرئيس السوري حافظ) قبل ظهر كل يوم سبت. وبعد غياب الرئيس السوري استمرت عادة “تلفون السبت” مع خَلَفه” (بشار الاسد)
-شاء بشار الأسد أن يعرب عن استنكاره العدوان (حزيران 1999) بصورة لافتة، فزار رئيس الجمهورية يرافقه اللواء “غازي كنعان” للمرة الثانية منذ تسلّم (إميل) لحود قيادة البلاد (لبنان)
-اتصل البطريرك (مار نصر الله بطرس صفير) بلحود فيما كان متوجهاً لتقديم التعازي بوفاة الرئيس الأسبق للجمهورية (اللبنانية) سليمان فرنجية في 23 تموز 1992. وكان هذا الاتصال هو الأول بين الرجلين، إذ لم يسبق لهما أن التقيا من قبل. بادر البطريرك لحود بالقول: “حياة سمير جعجع برقبتك …” أجابه “لحود”: “نحن لسنا ميليشيا، إننا نحافظ عليه أكثر مما يظن”
-تعوّد معظم رؤساء جمهورية لبنان أن يزوروا كلّاً من فرنسا والفاتيكان في مطلع ولايتهم
-(الرئيس اللبناني إميل لحود في 4/9/1999) لولا “سوريا – الأسد” لكانت الأصوليات المتطرفة اجتاحت كل بلاد الشام، ومنها لبنان …”
-تباهى (الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله) أمامي (كريم بقرادوني) بأنه إذا توجه عبر التلفزيون اإلى سكان شمال إسرائيل يطلب اليهم النزول إلى الملاجىء، فهو على يقين أنهم “سيفعلون، لا بل سيُخلون شمال البلاد في ساعتين”
-عند الساعة العاشرة والدقيقة العشرين من صبيحة السبت 10 حزيران 2000، وعلى جاري عادته كل سبت، اتصل (الرئيس اللبناني) إميل لحود بحافظ الاسد (الرئيس السوري) الذي بادره بالسؤال عن أحوال الأولاد والعائلة والطقس لافتاً إلى أن الحالة الجوية التي تبدأ بلبنان سرعان ما تنتقل الى سوريا والعكس صحيح، مشيراً وهو يضحك إلى “تلازم الطقسين معاً”
-في العام 1976، حين فاجأته بسؤال لم يكن يتوقعه، فقلت له (كريم بقرادزني لحافظ الاسد): “من هي الشخصية التاريخية التي أثّرت فيك أكثر من سواها؟” حدّق إليّ لفترة خلتها زمناً، ولم يجب مباشرة عن سؤالي، بل التفت إلى اللوحة المعلقة في صدر قاعة الإجتماعات في “قصر المهاجرين” والتي ترمز الى “معركة حطين”، ونظر اليها بتأنٍ. يومها فهمت أن مثاله التاريخي هو صلاح الدين الأيوبي، وقد سعى ليكون صلاح الدين القرن العشرين
-شاعت حكاية تداولها الشارع السوري أنه عندما كان يحلو له (بشار الأسد) ولأشقائه أن يقفزوا على المقاعد، كسائر أولاد جيلهم، كانت الوالدة (أنيسة مخلوف) تنهَرهم قائلة: “لا تُتلفوا الكراسي فهي ملك الدولة”. وكان الوالد (حافظ الأسد) يتعمّد إشعار أولاده أن رئيس الدولة ليس أهم من الدولة، وأنهم كأبناء الرئيس ليسوا أهم من سائر المواطنين
-يؤكد (الرئيس بشار الاسد) أن سوريا بريئة من دم (رئيس الحكومة رفيق) الحريري، وغير متورطة على مستوى الدولة ولا على مستوى الأفراد
-بدا (الرئيس السوري بشار الاسد) عن حق إبن أبيه. أعلن الأب دخول الجيش السوري إلى لبنان قبل نحو ثلاثين عاماً بخطاب قومي ومتماسك، وأعلن الإبن (4 / 3 / 2005) خروج الجيش السوري بخطابٍ قومي ومتماسك
-نبّه الوزير “عاصم قانصوه” إلى أن المعارضة (اللبنانية) اعتمدت “لغة الشتائم والتهييج” ضد رئيس الجمهورية وسوريا إلى درجة أنهم حرقوا “فرن الشامي” (بعد اغتيال الحريري في شباط 2005) لأن اسمه الشامي، وقت كان صاحبه يُقدم التعازي في منزل الحريري.
-عند انتهاء القمة (بيروت العربية 2002) دعا (الرئيس اللبناني اميل) لحود الرئيس السوري (بشار الاسد) الى الغداء في القصر الجمهوري بحضور (رئيس مجلس النواب نبيه) بري و(رئيس الحكومة رفيق) الحريري إضافة الى الوفد السوري المؤلف من (نائب الرئيس السوري) عبد الحليم خدام وغازي كنعان. قبل تناول الطعام سأل خدام الحريري: “ماذا بك يا أبو بهاء؟”، أجابه الحريري: “لا أقدر أن أكمل كما نحن. الرئيس لحود يعاملنا “مثل الولاد”، أطلب منكم أن تجدوا حلاً”. قاطعه لحود وقال: “لا تُكمل من فضلك. لا نريد أن ننشر غسيلنا أمام الآخرين. صحيح أن السوريين إخواننا لكنهم ليسوا لبنانيين. إذا أردت نشر الغسيل نتكلم معاً ولكن ليس بحضور الاخوان”. تدخل الرئيس السوري قائلا: “معك حق، هذا شأن لبناني”