المفكر والباحث الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: الدولة العميقة في أمريكا واستراتيجيات الكوكتيل … وليام بيرنز وهندرة وكالة المخابرات المركزية الامريكية … داعش والاستثمار بمجاميع الارهاب المعولم والهدف روسيّا والصين

1٬374

 المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – الجمعة 30/4/2021 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

الأمريكي بدأ العبث في الداخل الروسي بعمق هذه المرة، وتحت عناوين مختلفة، لأضعاف هياكل حكم الرئيس فلادمير بوتين، لتحريك أطراف غير وازنة من الشارع الروسي لتعم الاحتجاجات وتتعمق، وعبر السورنة للمسألة الأوكرانية بتجلياتها وتداعياتها، والأكرنة للفالقة الاستراتيجية السورية، ذات الصدع الزلازالي الأممي.

 

فصار الروس أكثر توقاً وشوقاً في السعي الى تأسيس لبنات نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يولد من رحم الأزمات عبر ما وفّره ويوفّره الحدث السوري والحدث الأوكراني، والأخير وكما ذكرنا ونذكر نتاج طبيعي لحالة الكباش الروسي الأمريكي الحاد في سورية، بل أنّ شكل العالم الحديث بدأ تشكيله وتشكله من سورية، والأزمة الأوكرانية ما هي الاّ داعم آخر على طريق المتعدد القطبية.

 

 والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وبتوجيه من البلدربيرغ الأمريكي وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، تبني آمال كبيرة مع(تعويلاتها)الأفقية والرأسية على حليفها الشرق الأوروبي(أوكرانيا) بسلطاتها وكارتلاتها العسكرية والأقتصادية، ودورها الكبير في تهديد كينونة ووجود الفدرالية الروسيّة واعاقة صعودها الهادىء والثابت والمتواصل، عبر نشر القدرات العسكرية الأمريكية المختلفة وقدرات حلفائها في الناتو، وتوظيفها وتوليفها في اشعالات للثورات الملونة من جديد، وعلى طريقة ما سمّي بالربيع العربي كي تجعل من الجغرافيا الأوكرانية وعبر حكّامها المستنسخون الذيليون للكابوي الأمريكي، كحاجز رئيسي في الفصل بين الفدرالية الروسية وشرق أوروبا القارة العجوز المتصابية، ما بعد ضم القرم الى روسيّا عبر استفتاء شعبوي ديمقراطي نزيه، بعد خسارة واشنطن والناتو من ميزات استخدام السواحل الأوكرانية في السيطرة والنفوذ على منطقة البحر الأسود، بسبب تداعيات الضم الروسي لقرمه عبر استفتاء شعبوي عميق، وهل من أحد يكره الضم يا رفاق؟!.

 

لسنا من عراة الفكر عندما نتساءل التساؤل التالي هنا، وعبر هذا القول المحفّز للتفكير على دقة الوصف: من المعروف للجميع أنّ(العاهرة)أي عاهرة، لا تعلن توبتها الاّ بعد أن تلفظها الحياة بتعبيراتها المختلفة، وعبر الكبر والهرم نحو فتاة أخرى تصغرها وأجمل منها، وأكثر أنوثة واثارة بل تفيح بالأنوثة فيسيل اللعاب الذكوري وأحياناً الأنثوي ان كانت العاهرة سحاقية، في هذه اللحظة التاريخية فقط تعلن توبتها، فهل متوكلي عاهرات الارهاب المعولم في الداخل الامريكي، وهم معروفون، لم يعلنوا توبتهم بعد امتثالاً للقيم الامريكية مثلاً؟ رغم دمويتهم وأستاذتهم، في صناعة فرق الموت في السلفادور والعراق وسورية، والآن يقدّموا أوراق اعتماد جديدة لجنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)عبر تصريحاتهم وأفعالهم السريّة والعلنية الأخيرة، ليصار لأستدعائهم من جديد، لأنشاء فرق الموت في الداخل الأوكراني ومن جديد وبنسخ أعمق من السابقة، كون جوزيف بايدن قرر التسخين مع روسيّا، من عقود استخدام اليمين المتطرف في الغرب الأوكراني وممن اكتسبوا مهارات القتال في الداخل السوري من بعض شيشان وبعض شركس وبعض تتر وبعض عرب، عبر منظومات الجهاد العالمي ازاء الفدرالية الروسية؟ ولنا في عاهرة الشمال السوري(ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية”قسد”والتي هي ليست بسورية ولا ديمقراطية ولا قوّات عسكرية بل ميليشيا عميلة كميليشيا لحد في الجنوب اللبناني سابقا)خير انموذج في العمالة والخيانة المعولمة، حيث بدأت بتفكيك تحصيناتها في أماكن سيطرتها في الشمال الشرقي السوري والشمال ذاته، وتحت اشراف العسكر الامريكي لصالح ما تسمى بالمنطقة الامنة، والتي يسعى التركي الى اقامتها بالتعاون مع الامريكي، بالرغم من أنّ الامريكي متردد، كونه يعلم أنّ أي منطقة آمنة سوف تقوي نفوذات اردوغان في الداخل التركي ضد معارضيه، وهذا ما لا يريده ضمن حساباته الاستراتيجية.

 

 

لنفكك المشهد الدولي والإقليمي والمحلي إلى أجزاء، ودراسة كل جزء لوحده على حدا،  لغايات فهمه بالعمق المطلوب، قبل إعادة تركيب الصورة من جديد، بناءً على ما تعطيه الأجزاء من ارتباطات وتقاطعات وتباينات اتجاه المشهد العام.

 

ما هي طبيعة ونوعية ورائحة الحذاء الروسي المرفوع في الوجه الأمريكي المسوّد؟ هل ثمة مخاض مؤلم وحاد بعمق لولادة(ليست من الخاصرة)لشرق أوسط جديد بسمة روسية خالصة تشاركية مع
آخرين؟ هل نجح الروسي الأقرب إلى الشرق منه إلى الغرب، في الذي أخفق فيه اليانكي الأمريكي؟ إذا كان هناك ثمة شرق أوسط جديد بسمة ووسم روسي خالص، وأنّ المنطقة دخلت هذا المسار الحديث مع بدايات النصف الثاني من العام الجديد2021 م، فهل هناك أحصنة طروادة روسية كانت تفعل فعلها رأسيّاً وعرضيّاً وبصمت، لأحداث الاختراقات الضرورية لهذا الشرق الأوسط الروسي الجديد وفقاً لعلم المنعكسات؟

 

وهل أخضع الأمريكي ومعه حلفائه من الغرب تلك الأحصنة الروسيّة الطرواديّة للمتابعة والمراقبة ثم العرقلة في فعلها وتفاعلاتها في المستهدف من الأهداف الروسية المتصاعدة والمتفاقمة في الأهمية؟ وهل فشلت استراتيجيات الإعاقة الأمريكية في عرقلة وإضعاف الفعل الروسي عبر أحصنته المختلفة؟  ومنذ متى تعمل فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها تلك الأحصنة الطرواديّة الروسية؟ هل يمكن اعتبار مثلاً منظومة صواريخ اس 400 الروسية بمثابة حصان طروادة روسي لاختراق تركيا، بعد أن طرقت الأبواب التركية طرقة واحدة فقط، فسال اللعاب التركي المتعدد عسكرياً لها، وبعيداً عن سياقات حلف الناتو؟ وهل ذات منظومة الصواريخ الأس 400 والأس 300 فعلت فعلها في جدار الدولة الإيرانية، بجانب مفاعل بوشهر النووي، ومفاعلات نووية إيرانية أخرى يتم تنفيذها بخبرات روسية؟ وهل يمكن دمج منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية الأس 400 التي تتحصّل عليها تركيا الآن في منظومات هياكل الناتو العسكرية، باعتبار أنقرة عضو فاعل في هذا الحلف وبمثابة غرفة عمليات متقدمة للغرب في أسيا الوسطى والمجال الحيوي الروسي؟

 

 نعم وبكل وضوح، بعد إنهاء عصابات داعش في العراق وسورية(صارت تتلوّن بمسميات جديدة بدعم من تحالفات البورغر كينج وثقافات الماكدولدز والكابوي)ظهر التدخل الأمريكي فجّاً طامعاً متحديّاً، ولكنه سيخرج خروجاً كارثيّاً وأعمق من خروجه من لبنان في عام 1983 م، وعبر مقاومته عسكريّاً حتى يصار إلى(شلعه شلعاً من جذوره)، كما يسعى هذا اليانكي الأمريكي ومعه المراهقين الغلمان من البعض العربي، على إنفاذ الكيان الصهيوني في جسد المنطقة، مثلما كانت أوسلو 1993 م بوّابة ذلك بجانب وادي عربة 1994 م وقبلهما كامب ديفيد 1979 م، مع سعي حثيث لهذا التحالف الأمريكي مع بعض غلمان مملكات القلق العربي على الخليج، إلى تفجير الأردن من الداخل سياسيّاً وعبر الورقة الاقتصادية وتشابكاتها الديمغرافية، بعد أن قلب الجميع له ظهر المجن، لذا ظهر الملك محارباً في مناورة عسكرية بالذخيرة الحيّة، في رسائل متعددة للجميع، إن لجهة الداخل الإقليمي، وان لجهة الخارج الإقليمي، وليس للملك من سند سوى الجبل! ونقول له: الجبل أيّها الملك، أي ليس لك سوى شعبك، وليس أمريكا وغلمانها في المنطقة، والتحالف مع واشنطن أكثر خطورة من العداء لها، هكذا المعادلات الحسابية والوقائع والمعطيات تنطق وتتحدث، ولنا في ومن التاريخ العبر والأدلة والقرائن.

 

عبر الاستدلال والاستقراء واستنطاق المعطيات والوقائع نرى أنّ خارطة طريق تغيير التوازنات الإستراتيجية الشرق أوسطية وبالتالي الدولية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً خاصةً في ظلّ حالة من الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم .

 

تحدث المزيد من الخبراء والمحللين الاستراتيجيين الأمميين، عن طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية حالياً بفعل الحدث السوري وتداعياته، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات الواقعية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت على موعد مع بيئة إستراتيجية جديدة ذات أفق دولي عميق، بفعل الجيش العربي السوري، والموقف الروسي المتماسك في جلّ المسألة السورية، والفعل الصيني المساند له، بجانب الدعم الإيراني المستمر(الغرب يحاول العبث بإيران ومعه حلفائه عبر لعبة حراك الشارع وإسقاطها على منحنيات الطبقة الوسطى الإيرانية الحقيقية، والتي يمكن الرهان عليها لأحداث التغيرات السياسية المطلوبة، ونقول لهم: إذا كان خازوق ما تسمى بالثورة السورية، والتي ما بقي ثور بريّ من البريّة إلاّ ولقحها وذاق عسيلتها ثم طلقها، قد استغرق عشرة أعوام وأكثر وفشلتم، فانّ خازوق ما تسمى بالثورة الإيرانية التي تنشدونها ومعكم عرب روتانا وغلمانها وحلفاؤكم، سيستغرق مائة عام وأكثر وستفشلوا).

 

من السورنة للحدث الأوكراني في مجاله الحيوي وهندسة جغرافيته، إلى أكرنة الحدث السوري ضمن حواضن جغرافية سورية الطبيعية، ومن الروسنة الروسيّة لجلّ المنطقة الشرق الأوسطية، إلى الأمركة الأمريكية المضادة للروسنة والساعية لإخضاعها لأدواتها خدمة لسلّة مصالحها الإستراتيجية، فالأيرنة الإيرانية لجغرافيات نفوذات طهران في مجالها الإقليمي والصراع مع العدو الصهيوني، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة، فالصيننة المساعدة بتنافس للروسي والإيراني في الشرق الأوسط، والوصول على نفوذات على ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر مسارات طريق الحرير القديم ومعها إيران أيضاً(أشار الملك عبدالله الثاني إلى ذلك ذات لقاء مع مجلة أمريكية مشهورة، عندما سأله الصحفي في سياقات المسألة الإيرانية قبيل جائحة كورونا)، وفي أسيا الوسطى بشراسة صامتة تعاوناً مع الروسي والإيراني، وسعي عميق من فلسفة ومسارات الأتركة، وغياب قصري وذاتي كلي للعرب وخاصةً ذووا الفكر البنطلوني الساحلي، والذي يقوم بوظيفة الاستداخل للهزيمة بين ثنايانا، حيث الطبخة أمريكية والحطب تركي مطعّم ببعض عربي، والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري(بعد أن تعمّد التركي إفشال تنفيذ اتفاق زوتشي في ادلب، وذهابه إلى شرق نهر الفرات ليخلط الأوراق من جديد في الحدث السوري).

 

إن كان الحزب الديمقراطي بزعامة باراك أوباما مارس استراتيجية الأستنزاف في المنطقة والعالم والأدارة من الخلف على مدار ثمان من السنيين فترة حكمه(الأكذوبة)، فانّ الرئيس الحالي جوزيف بايدن والد بو وهنتر والذي كان نائبا لباراك أوباما ما زال يحاول ممارسة إستراتيجية تفكيك الأحلاف، من خلال تعميق استراتجيات البلبلة لتعميق الفوضى، بعبارة أخرى هو يمزج بين الإستراتيجيتين ليخرج(بكوكتيل) استراتيجيات تذهب بالولايات المتحدة الأمريكية  نحو المزيد من المتاهات، والبدء من بحر الصين الجنوبي والعلاقات مع تايوان، ومحاولة تفكيك العلاقات الروسية الصينية، إن عبر التصعيد ليفاوض،  التصعيد المتعدد الأوجه ازاء روسيا في مناطق أوروبا الشرقية وحدائقها الخلفية في أسيا الوسطى، والتهديد بالانسحاب من اتفاقيات الصواريخ الإستراتيجية النووية قصيرة المدى لدفعها للتفاوض والتفاهم(سوليفان مستشار الامن القومي الامريكي، زار مؤخراً سراً موسكو والتقى فلادمير بوتين ولا نتائج)، وان عبر سلّة متكاملة بإعطاء روسيّا مزيد من النفوذ في مجالاتها الحيوية وخاصة مساحات أوروبا الشرقية حيث واشنطن ما زالت تلعب هناك وفي سورية، وتمييع العلاقات مع إيران(هو يحاول قدر استطاعته في ذلك).

 

والأزمة في المنطقة الشرق الأوسطية، تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها)، لذلك بعد فشل الأمريكي العسكري في سورية على الأقل، يحاول أن ينجح اليانكي الأمريكي وجوقته والكومبارس المرافق له بالسياسة في الملف السوري، كونه لو قدّر له بالسيطرة على سورية كان ذلك ضربة قاسمة لمحور المقاومة من ناحية، وروسيّا من ناحية أخرى، وهذا من جانبه يفسّر أحد أسباب التدخل الروسي والأيراني وحزب الله في الأزمة السورية.

 

فسورية ليست الوادعة تونس الخضراء، وليست مصر التي شلّتها الكامب ديفيد، وليست ليبيا المحكومة بكتاب أخضر، وليست اليمن الفقير بفعل جاره الذي يضربه ويعتدي عليه كل يوم تحت عنوان اعادة الرئيس الفار ببرقع النساء، سورية بنسقها السياسي ورئيسها، ليست بلداً على الهامش الخرائطي، يكفي أن تجيّش بعضاً من داخله حتّى يسقط رئيسه، بتظاهرات وأغنيات ومواويل وبرامج اتجاه معاكس ومقالات وتحليلات، تبثها بعض فضائيات عرب روتانا(مش حتئدر تغمّض عينيك).

 

الأرض بما رحبت انقسمت وضاقت كخرم ابرة حول هذا الرجل الرئيس الأسد، وانّ مراهقات سياسية ودبلوماسيات الصعلكة لعربان روتانا مع  بعض خصي وتدمير للوعي العربي، تشرح وتكشف بعضاً من أسباب ثبات النظام السوري.

 

شتّان بين نهج دبلوماسيات الصعلكة(دبلوماسيات الغلمان ومراهقي السياسة) من جهة، وعلم الدبلوماسيات الحديثة والتي ترتكز على سلال من منطلقات ومعطيات تشاركية مع الواقعية السياسية معروفة في العمل الدبلوماسي من جهة أخرى، والأخيرة بالعمق تعني: هي فن أن تقول للآخرين بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء دخولهم الجحيم، وكذا هي الدبلوماسية الروسية والسورية فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، لكن دبلوماسية عرب روتانا الكاميكازيين(مش حتئدر تغمض عينيك)، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي، فأن تكون حليفاً لواشنطن أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً لها، بالرغم من أنّ العداء لها له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الثانية، خاصةً ان كنت لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً دون أدنى تفكير أو دون محاولة اعمال العقل فقط، لذا صارت دبلوماسية استخبارات المثانات السورية والأيرانية والروسيّة ضرورة أممية لمختلف هياكل وأنظمة الحكم في العالم.

 

يبدو أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، بدأت باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا، بعد فعل وتفاعلات ومفاعيل الحياكة العسكرية الروسية لجلّ الجغرافيا السورية، كما بدأت بمسارات انتاجاتها المخابراتية في خلق وتخليق مومياءات حكم مواتية لجلّ المصالح الأمريكية، لمرحلة خلق وتخليق الستاتيكو الأمريكي الجديد، بسبب الفعل الروسي على جلّ المشهد الأقليمي والدولي عبر المسألة السورية وعقابيلها؟. إنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفي المنطقة، و المتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق والذي عاد أولوية أمن قومي أمريكي في عهد الرئيس بايدن وقبله ترامب، والذي صار يعود من جديد عبر ما يحدث في الأنبار وتحت عنوان مكافحة الأرهاب لخلق اقليم سني قادم ليكون بمثابة مسمار جحا لليانكي الأمريكي، من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرق الأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهمات مع التكتل الدولي الاخر وعنوانه موسكو، والأخيرة مسنودةً من قبل الصيني وجلّ دول البريكس.

 

في أي مقاربات سياسية وعسكرية لتطورات الملف السوري، عليك أن تعي بعمق أنّه لا استدارات كاملة من أي طرف من أطراف المؤامرة على سورية، كونها تقارب المستحيل في المشهد السوري حتّى اللحظة الراهنة، ولا تستطيع التوقف بسهولة هكذا، كما العودة الى الخلف ليست فعلاً سهلاً، وصحيح واقع ومنطق أنّه ثمة انعطافات هنا وهناك، قد تؤسس الى أنصاف أو أثلاث استدارات من قبل الطرف الثالث في الحدث السوري وأتباعه الكميكازيين الأنتحاريين من بعض العرب وبعض المسلمين.

 

الهندسة الإستراتيجية لبقايا وازنة من الإرهابيين الآن في سورية، تقوم على توسيع جبهات القتال لأشغال قوّات وقطاعات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان وتفاصيله، والولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تحافظ على داعش وتستثمر بالإرهاب المعولم، في محاولة(أعتقد أنّها بائسة)لألهائها، وهذا هو رهانات الطرف الثالث في الحدث السوري والذي من شأنه اعاقات لأتمام التسوية السياسية للمسألة السورية، والتي وصلت ارتداداتها الأستراتيجية على كامل الكوكب الأرضي الذي نعيش عليه وفيه، وصارت تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة حيث الصراع عليه، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها).

 

ونلحظ أنّ الجيش السوري وحلفائه قابل استراتيجية هندسة الأرهابيين السفلة ومشغليهم، باستراتيجية تتموضع بمنطق جبهات الحرب العالمية وعلى كل الجغرافيا السورية، حيث الجبهة التي تسقط، الثانية وتلقائيّاً تسقط هي الأخرى، وفي نفس الوقت يعمل على توسيع قاعدة وجود الدولة الوطنية السورية في البؤر وآماكن سيطرة الأرهابيين السفلة ومشغليهم، ويجهد وحلفاؤه على التوجه نحو ادلب لبدء المعركة فيها(من الممكن جدّاً أن تكون معركته الجولان المحتل، وهذا هو الحدث العظيم القادم في المنطقة كفالق استراتيجي متحرك، والذي تتحدث عنه أجهزة المخابرات المعولمة وستكون مفاجأة العصر)، وان كان الجميع يذهب أنّه بعد معركة ادلب سيتم انجاز معركته للجيش في الشرق السوري والجنوب الشرقي لسورية وربط البادية السورية بالبادية العراقية، مما يقود الى توجيه رصاصات قاتلة وقاسمة للأرهابيين ومشغليهم في الداخل الأدلبي وريفه(أعلن مسؤول سياسي أمني رفيع سوري عن ذلك، ولكن أعتقد تصريحاته تجيء تحت عنوان التموية والغموض الاستراتيجي الايجابي)، كون محافظة ادلب وريفها صارت ساحة لتصفية الصراع على سورية وفي سورية.

 

في حين نجد أن الجيش السوري والحلفاء ضبط وبنسبة كبيرة جدّاً الحدود السورية اللبنانية وسيطر عليها الآن، والمقاومة في لبنان سلّمت كلّ أماكن تواجدها على الحدود الشرقية للبنان للجيش اللبناني، ووسّع من انتشارات متفاقمة لقطاعاته في محافظة درعا المتاخمة للحدود مع الأردن بعد فتح معبر نصيب، والحدود السورية مع العراق في مراحلها الأخيرة لإغلاقها بوجه الإرهابيين، وان كان الأمريكي يستثمر مخيم الركبان كخزّان بشري داعشي ليلعب بورقة شرق نهر الفرات من جديد، بجانب تفعيلات للطيران الحربي السوري والروسي لضرب أي تسلل لمجاميع الأرهاب المرتدة من الداخل العراقي الى الداخل السوري نتيجة المواجهات مع الجيش العراقي والحشد الشعبي، بعد أن تم استعادة الجنوب السوري برمته لحضن الدولة السورية ومحافظة السويداء ذات الحدود العميقة مع الأردن، حيث جبل العرب ما كان يوماً الاّ للعرب ولن يكون الآ للعرب.

 

والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية.

 

فبين الواجب الأوروبي الأخلاقي وواقع السلوك السياسي والأمني الأوروبي، هوّة وبون شاسع لا يعرف أحد كيف يمكن ردمها حتّى اللحظة في العالم، ويبقى السؤال الكبير والضخم أمام منظومات الأمن الأوروبية ومجتمعات استخبارات القارة العجوز: هل هناك استراتيجية أوروبية في الشرق الأوسط؟ هل لدى أوروبا قناعة أن أمريكا تسعى الى تفجيرها لأعادى صياغتها من جديد؟. المحور الأمريكي في المنطقة والعالم، مصر بشكل هيستيري على تشكيل مجموعات عسكرية، قد تطيل من أمد الصراع مع الأرهاب المدخل والمصنّع والمدعوم في سورية والعراق وليبيا وفي الداخل السيناوي المصري(صحراء سيناء)وفي المنطقة ككل، بدلاً من تقصيره ومحاربته واحتوائه، حيث الأهداف تتموضع لأستنزاف الدولة الوطنية السورية وحلفائها، تمهيداً لأنهيار النظام واسقاط الرئيس بشّار الأسد، واستنزاف وارهاق الروسي في الداخل السوري، وتغيير الهندسة الأجتماعية للشرق الأوسط. لذلك نلحظ أنّه ثمة ولادات قيصرية من الخاصرة لمجموعات ميليشياوية عسكرية جديدة، وتحت عنوان محاربة الأرهاب ومقاتلة يأجوج ومأجوج العصر، نازيوا القرن الحادي والعشرين، دواعش البلدربيرغ الأمريكي، ان في سورية، وان في العراق، وان في ليبيا، وان في صحراء سيناء، وان في أي ساحة أخرى، سواء كانت ضعيفة أو قوية في المنطقة، بعد أن يصار الى التمهيد والتهيئة عبر استراتيجيات الذئاب المنفردة لغايات التسخين، والبحث عن سلّة أدوات، وان لم توجد يصار الى خلقها أو تخليقها(خوفي عميق على قطري الأردني حيث الحواضن).

 

وبين فقه البادية وفقه الساحل مسافات وفجوات عميقه بفعلنا، وثمة تواطىء جهنمي عميق بين الأنظمة البالية والأيديولوجيات البالية كذلك، أنظمة تعود الى القرون الوسطى، حوّلت فقه البادية الى ماكينات لختن أدمغتنا وغسلها لنصبح كزومبيات مبرمجه تسبّح بحمد راعي البقر الأمريكي، وتسعى الى نقل العدوى وبعمق الى الشرق الأوكراني الآن حسب ما تفيد المعلومات وقراءات المعطيات المحيطة بتوسعات الناتو في أوروبا الشرقية. انّ أروقة صنع القرار في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، تسعى الى كسب حروب الولايات المتحدة الأمريكية سواءً في سورية أو أوكرانيا، وفي صراعاتها مع الصين وروسيّا، وفي فنزويلا وجلّ أسيا وفي كوبا وحتّى في تايوان الدور الروسي واضحاً، بعد قرار المحكمة الدستورية في اقالة رئيسة الوزراء الجميلة شناوترا في نيسان عام 2014 م(أسف الرئيس السابق أوباما على رحيلها، بعد أن أخذته بجمالها وصفر عساقيلها ذات ليلة، فهل يسعى العجوز جوزيف بايدن لعلاقات جديدة معها لضمها؟)، عبر مخططات هندسة توريط حلفائها وأدواتها، من خلال اجتراح هندسة أنواع جديدة من حروب وغزوات يخوضها الآخرون(الأدوات)، بالنيابة عنها وعن المجمّع الصناعي الحربي وبلدربيرغه في الداخل الأمريكي، فيما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالجلوس حول موقد نار حروبها، تلتقط الكستناء وبيض الحجل الطازج من بين ما أشعلته آيادي حلفائها وأدواتها وعملائها، بتوجيه وايعاز من نواة ادارتها(جنين الحكومة الأممية)، وعندّ الأزورار بالكستناء والبيض المشوي تحتسي النبيذ المعتّق حتّى لا تموت بازورارها.

 

أوكرانيا وتفاعلات ومفاعيل أزمتها الراهنة، ان لجهة الرأسي وان لجهة العرضي، ودور العامل الخارجي في تمفصلاتها وتحوصلاتها، جعلت منها(مكسر ومطحن)لعظام نتاجات الكباش الروسي الأمريكي في أكثر من ملف في الشرق الأوسط، وحيال روسيّا تؤشّر الى ما ننحو اليه هنا، وان كانت موجهة الى الداخل الأمريكي من جهة، وكارتلات الديمقراطيين في مجلس النواب والكونغرس والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وول ستريت من جهة أخرى.

 

الأمريكي قدّم تنازلات في بعض ملفات الخلاف، وفي الملف الإيراني يصعّد ليفاوض من جديد، والملف السوري وحزب الله والملف العراقي والملف اللبناني، وكان يحتاج الى تغطية لجلّ ما تنازل عنه في العمق لا في الشكل حتّى لا يجرح في كبريائه، وللتغطية على صفقات سلاحه بمئات المليارات من الدولارات، فذهب الى تسخين الملف الأوكراني من جديد والعبث بأسيا الوسطى لتخريب الساحة الروسية، واثارة دخّان آخر للتغطية عن تنازلاته في الشرق الأوسط، رغم حاجته الى ستاتيكو في الأخير للتفرغ لعدوه القادم روسيّا والصين، والأخيرة تتعملق اقتصاديّاً والأقتصاد الأمريكي صار مرهون الان للأقتصاد الصيني، وبنت بكين جيشاً حديثاً ومتطور، والجيش الروسي بقي قويّاً ومتماسكاً والشعور القومي الروسي تنامى وتنامى عبر بوتين وسياساته، ومجتمع المخابرات الروسي توسّع في مجاله الجيوبولتيكي وصارت له أدواته الناعمة، والتي من شأنها أن تقود الى تغيرات مثيرة في خرائط مجاله الحيوي، وكما هو الحال في تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية لأوروبا، ان تمادت الأخيرة في تساوقها مع واشنطن، في استهدافاتها للداخل الروسي والخارج الروسي، في مجالاته الحيوية ذات الجزئية الأهم في الأمن القومي الروسي.

 

فالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وفي معرض مسارات دعمها لسلطات كييف، المحفوف بالمخاطر على جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهي تشرعن كل أنواع مواجهات هذه السلطات مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها. الكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياسات وتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد مع الروسي، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة(النازيون الفاشست)، وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول في العالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكون الأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريق الآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات، للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي.

 

هذا الفريق الأمريكي فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار التي أشعلتها واشنطن عبر حلفائها وأدواتها في الداخل الأوكراني، ممكن وصفه بالتيّار المعتدل أو أنّه يظهر الأعتدال وينادي بالتريث وتبريد سخونة الأجواء، ويعلن أنّه ليس من الحكمة بمكان حشر روسيّا بالزاوية ورفع سقوف التشنج معها، وفي ظل وجود ملفات مشتركة مهمة على طول وعمق خطوط العلاقات الأمريكية الروسية. فتحتاج واشنطن لموسكو كثيراً وأكثر من حاجة روسيّا للعاصمة واشنطن دي سي في الملف السوري، والملف الأفغاني، والملف الباكستاني، والملف الإيراني، وملف كوريا الشمالية، وملف الصراع العربي “الأسرائيلي”، وملف تايوان، وفي ذلك رسالة مشفّرة لموسكو، نواة الأخيرة فكّت الشيفرة، وهي لتقديم تنازلات محدودة في ملفات أخرى حتّى في تايوان.

 

وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافات الدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطن وحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ “إسرائيل”، إلى تسخين النزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو، والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك.

 

كما أنّ الفدرالية الروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولا يشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاج نفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً، كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد، وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والأقتصادية)في المجتمعات والدول. انّ أي نزاع عسكري في أوكرانيا مع الروس من قبل الناتو والأمريكان سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصة وأن المعلومات تقول عن تواجد عسكري للناتو هذا الأوان في مناطق أوروبا الشرقية، وهذا ما تم رصده وأكّده تصريح غير مسبوق لقائد قوّات الناتو في شرق أوروبا، والذي سبق أن زار دول الجوار السوري منذ بدء الحدث السوري وفي أكثر من زيارة معلنة وغير معلنة ومنها الأردن.

 

وروسيّا تعتمد تكتيك النفس الطويل، وهذا هو نفسه سيناريو القرم الذي انتهجته موسكو، حيث الجيش الروسي تمترس خلف الحدود وترك الساحة للحلفاء في الداخل القرمي(القرم)، مع دعم سياسي ومادي ومعنوي وعسكري واعلامي، وذات السيناريو سيكون مع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، وفي حال تفاقمت الأمور في الشرق الأوكراني وجنوبه، فانّنا سنكون أمام قرم آخر ينظم للفدرالية الروسية، وأثر ذلك على أوروبا والعالم سيكون وخيماً، حيث تتشجّع الحركات الأنفصالية وتطالب بالأنفصال، مما يقود الى حالة من عدم استقرار وثبات الدول وحدودها الجغرافية، وفي النهاية سيكون الشرق الأوكراني قرم آخر انّها لعنة اقليم كوسوفو، حيث تم سلخ الأخير من يوغسلافيا السابقة وجعله كدولة بمساعدة الأمريكي، وثمة تسخينات لجغرافيا وديمغرافيّة كوسوفو كمنتج للأرهاب من جديد لتوجيهه ازاء روسيّا وتركيا، راجع تحليل لنا سابق عبر محركات البحث: البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع.

 

هناك تحولات جيو – إستراتيجية وتسوناميات داعشية ارهابية في المنطقة بفعل أمريكي، من أجل تعزيز حالة التشظي التي يشهدها العراق وسورية والمنطقة، كي تمهّد لتنتج ميلاد أرخبيلات كيانية طائفية أو اثنية وذلك لشرعنة اسرائيل الصهيونية في المنطقة، مع ترسيمات لحدود نفوذ جديدة مع حلفاء مع فرض خرائط دم BLOOD MAPS كأمر واقع بمشارط العمليات القيصرية، وعبر استراتيجيات التطهير العرقي والطائفي ETHNIC CLEANSING كل ذلك مع التفكيك الممنهج والتفتيت الجغرافي والتلاعب بجينات الوحدة الوطنية، وافشال الدول الوطنية FAILIN STATES  واستهدافات للجيوش الوطنية ذات العقيدة الوطنية واحلال ديمقراطيات التوماهوك وبديلها الداعشي، لتأمين مصالح الشركات الأمريكية والأوروبية النفطية في المنطقة.

 

واشنطن فشلت في التحكم ومراقبة أزمة المنطقة، فزّجت بورقة داعش كون أن التطورات والنتائج في محصلتها لم تصب في صالحها، بل في صالح طرف آخر هو طرف خط المقاومة في المنطقة، فتدخلت بريطانيا من جديد ووجدت فرصتها سانحة ومواتية لأستعادة بعض مناطق النفوذ فكان الأنشقاق الأولي في داعش، وسنرى استثمارتها وتوظيفاتها وتوليفاتها لداعش لاحقاً. من له علاقات منّا بخلايا التفكير(دبّابات الفكر think tanks) في الداخل الأمريكي المحتقن الآن، يعرف أنّ الولاء للولايات المتحدة الأمريكية(الأمبراطورية الرومانية الجديدة عبر دولة كوردستان) أخطر من معاداتها، فالعداء لها له مخاطره، والتحالف معها يقترن دائماً وأبداً بالمصائب والدمار، فهل تعي نواة الدولة الأردنية ذلك ومثيلاتها من شقيقاتها الكبرى والصغرى؟

 

يقول كيسنجر المعروف برمز الواقعية السياسية real politic في كتابه: world order: واشنطن الآن تناقش نفسها بنفسها حول العلاقة بين مصالحها وموقعها من نشر الديمقراطية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة ويضيف: متى أصلاً كانت أمريكا تقيم وزناً للمثل والقيم الأنسانية اذا تعلق الأمر بمصالحها الحيوية؟ ويضيف أيضاً: كل مغامرة قام بها الغرب في الشرق الأوسط لعبت فيها السعودية دوراً ايجابياً تمويلاً وتغطيةً، امّا علناً أو من وراء ستار ومنذ الحرب العالمية الثانية تحالف السعودية العربية مع الغرب.

 

ويقول: النظام السعودي نظام ثيوقراطي ارتكب خطأ استراتيجي قاتل عندما اعتقد قادة النظام لوهلة ما ومحددة أنهم يستطيعون مواصلة دعم الأسلام الراديكالي والحركات الأسلامية في الخارج بدون ان تصل آثارها للداخل السعودي الملتهب، والذي ينتج التنظيمات والحركات المتطرفة الساكنة حتّى اللحظة، حيث لم تعد الأخيرة على تخوم السعودية بل في الداخل وفي غرف النوم.

 

انّ الصراع في الشرق الأوسط الآن صراع ديني سياسي جغرافي في آن واحد ونتائجه: أرخبيلات الدول الفاشلة، حيث أمريكا تقتضي مصالحها الأبقاء على أنظمة متناقضة لتسهل السيطرة عليها، فهي لا تريد فعلاً عودة سنيّة قويّة الى مراكز الحكم في المنطقة.

 

تتحدث معلومات أجهزة متابعة لمجريات أوضاع المؤسسات الأمنية الفدرالية في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد استعصاء وتعثر لا بل فشل الرؤية الأمريكية البعض العربية في سورية، وما حدث ويحدث في أوكرانيا وما بعد الضم الروسي الناعم للقرم ودون اطلاق رصاصة واحدة وخسارة جندي روسي واحد، بأنّ مصادر إعلامية على مستوى عال وعلى علاقات بمصادر عليمة في مجلس الأمن القومي الأميركي والبنتاغون الأميركي، قامت بتسريب معلومات دقيقة لبعض وسائل الميديا المقرّبة والموثوقة، حيث نشرت الأخيرة مؤخراً تقريراً أمنيّاً بلغة صحفية وعلى شكل تحليل إخباري بمضمون يفيد: أنّ السي آي إيه اتجهت وتتجه نحو إنشاء، محطات استخبارية جديدة بالخارج، ورفدها بالعناصر البشرية كمحللين للمعلومات من الداخل الأميركي ومن مواطنين خبراء من مواطني الدول الحليفة، التي تستضيف مثل هكذا محطات استخبارية أميركية عبر مذكرات تفاهم مخابراتية وخاصةً في دول الجوار السوري، كما تسعى وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتوسيع وتطوير، محطاتها الخارجية الحالية ورفدها بالمزيد من المحللين ضمن عملية مستمرة وإعادة، هيكلة تنظيمية وإصلاحات حقيقية فيها.

 

وفي تقديري كمتابع دقيق لجلّ التفاصيل، أنّ ذلك يعد جزءً مهماً من استراتيجيات مخابراتية طويلة المدى، للسي أي إيه في الخارج الأميركي وفي القواطع والمثلثات الإقليمية لعمل، المحطات القديمة المراد تحديثها بشكل شمولي، والجديدة المنوي إنشائها ضمن رؤية مستحدثة أو تم البدء في عمليات الأنشاء والتأسيس ووضع الخطط والبرامج.

 

هذا وقد أسهب في الإيضاح التقرير الآنف ذكره المنشور في مجتمع الميديا الموثوق والمقرّب في الداخل والخارج الأمريكي منذ مدد زمنية، لجهة زمن عمليات التوسع الخارجي لأنشطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وخاصةً بعد أحداث الأيلول الأميركي الأسود عام 2001 م، وانشاء الحكومة الأمريكية السريّة في 12 أيلول عام 2001 م بزعامة ديك تشيني ورامسفيلد، من حيث إنفاق الأموال الطائلة(سائلة وعينية)وزيادة، في عدد وعديد الضباط والمحللين وعناصر جمع المعلومات في الخارج وعلى أرض الميدان العملياتي، مع تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية السريّة، وضربات جوية بواسطة طائرات بدون طيار ومع بدء تحريك بعض الساحات العربية الحليفة وغير الحليفة عبر ما يسمى بالربيع العربي.

 

كما أفادت معلومات استخبارية، متابعة للشأن المخابراتي الأميركي، أنّ مديرية التخطيط والسيطرة الإستراتيجية في السي آي إيه، عقدت ورش عديدة تمخض عنها دراسات تمتاز بالطابع الإستراتيجي – الأمني، عالي الدقة والموضوعية في تطوير وتحديث القدرات والعناصر البشرية المؤهلة والمدربة الأميركية، ومن مواطني الدول الحليفة لها في العالم وخاصة في الشرق الأوسط, وذلك عبر نشر المزيد من المحطات الأستخبارية الرئيسية الجديدة والفرعية، المستولدة(بفتح اللام) والمستولدة(بكسر اللام) لأفرع أخرى وتطوير الموجود الحالي منها.

 

 وبسبب الإخفاقات الأمنية المخابراتية، وعبر فجوة إشكالية المعلومات الأستخباراتية التي عانت وتعاني منها وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لجهة الأخطاء في التخمينات والتقديرات وخاصة في المشهد الصيني، والمشهد الكوري الشمالي، والمشهد التايلندي ومناطق جنوب شرق أسيا، وحيال المسرح الإيراني والباكستاني، والمسرح الأفغاني، والمسرح العراقي، والمسرح المصري، والمسرح التركي، والمسرح السوري، المسرح الأوكراني وعقابيله المستمرة، العلاقات الروسية – الصينية ومسارات تطورها، وفي الملف اللبناني – المقاومة وحزب الله، وفي ملف الدولة الأردنية وتداعيات ما سميت بمشروع الفتنة بعد أن كانت انقلاباً مثلاً.

فالوكالة فشلت فشلاً ذريعاً، إن لجهة تقديم المعلومات الضرورية والكافية التي تتمتع بالمصداقية والدقة، في وقتها المناسب والداعمة لقرارات الإدارة الأميركية، وخاصةً قرارات مجلس الأمن القومي الأميركي، و وزارة الخارجية الأميركية، ومؤسسة البنتاغون، ودعم تخمينات وتقديرات مجمّع المخابرات الأميركي، فكانت النتائج مخيبة للآمال وفي غاية السوء.

 

الاختراقات الأمنية المخابراتية لأروقة الوكالة نفسها ومنشآتها من قبل شبكة المخابرات الإسرائيلية مستمرة وتجري على قدم وساق الآن، جهاز الموساد والشين بيت وآمان، حيث درجت هذه الأجهزة على تقديم تخمينات وتقديرات أمنية وسياسية مغلوطة، ليتم تظليل المخابرات الأميركية ومراكز القرار السياسي الأميركي، لجهة مجريات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعرفنا وشرحنا وفي أكثر من تحليل أنف لنا، كيف كان يفبرك كل من السفير جيفري فيلتمان، ودينيس روس الفاعل والمتفاعل بعمله الحالي كمستشار غير معلن لشعبة الدراسات في الموساد الأسرائيلي، بالتعاون مع جارد كوشنير كبير مستشاري البيت الأبيض زوج ايفانكا ترمب، كيف كانا(روس وفيلتمان)يفبركان تقاريرهم إلى رئيس مجمّع المخابرات الأميركي – حيث كان قليل الاهتمام بها ولم يكترث بتفاصيلها – من خلال مكتب المخابرات والبحوث التابع للخارجية الأميركية، حيال الملف الإيراني، والملف السوري، والملف اللبناني- حزب الله، وملف الأوضاع الفلسطينية ومآلاتها، وملف الحراك السياسي الفاعل في الدولة الأردنية وآلية تفاعل مجتمع المخابرات والأستخبارات الأردني معه.

 

كما أمعنت بالفشل السي أي إيه في التخمينات والتقديرات، لردود أفعال شعوب وحكومات الدول الحليفة والصديقة، لجهة توجهات السياسة الخارجية الأميركية، فتجذّر العداء لأميركا وزاد وتفاقم، ولم تستطع أي ادارة أمريكية أن تحقق فرق ملموس، بما فيها ادارة جوزيف بايدن بعد مضي مائة يوم على حكمها وحتّى هذه اللحظة، من وضع إستراتيجية مواجهة التحولات والتقلبات، لأمزجة القيادات السياسية للدول وأمزجة شعوبها بما فيها الآدارة الحالية. حيث أدّت تحولات السياسة الخارجية التركية، وعلى المستوى التكتيكي والاستراتيجي، إلى إرباك كل حسابات السياسة الخارجية الأميركية ذات العلاقة والصلة، بملفات الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، والبلقان، والقوقاز الشمالي والجنوبي على حد سواء.

 

وكان لردود الفعل القوية والمنسجمة مع رؤية الدولة، للشارع الأردني المسيس بأطره الشعبوية والإعلامية والسياسية والحزبية والعشائرية، الرافض لأي تدخلات أميركية في شؤون دولته بما يخص حراكه الداخلي، أن أربكت أيضاً السياسة الخارجية الأميركية والتي تنظر، إلى الملف الأردني كمخرجات للملف الفلسطيني، والرهان يكون على تماسك الجبهة الداخلية الأردنية، ضد محاولات أميركية تمارس بالخفاء والعلن على الدولة الأردنية، للقبول ببعض مخرجات مفاوضات التقريب السريّة الحالية بين الفلسطينيين والأسرائليين عبر أطراف أخرى غير معلومة، والتلويح دائماً وأبداً بالورقة الاقتصادية، وما تعاني منه الموازنة العامة للدولة من سوء، مع التذكير أن الملك عبد الله الثاني كان وما زال يعتبر، أنّ القبول بما ترمي إليه هذه الضغوط بمثابة انتحار سياسي، مما يؤكد وباستمرار أن الدولة ورأسها يرفضون ويقاومون مقاومة الرجل المستميت، كل ما يمارس من ضغوط سريّة وعلنية عبر إغراءات وتهديدات، تنوء لقوّتها ولثقلها أوتاد الأرض، والسؤال الآن هو: هل ستصمد الدولة الوطنية الأردنية في مواجهة هذه الضغوط ان لجهة الموضوع الفلسطيني وتشابكاته مع الداخل الأردني، وان لجهة المسألة السورية والوضع الجديد في العراق بعد الأنجازات في الميدان ومكافة كارتلات الأرهاب؟.

 

وتساوقاً مع مخطط استراتيجية وكالة المخابرات المركزية الأميركية التوسعي “بشراهة”، وما يلقي بأعباء نوعية على كاهل البعثات الدبلوماسية الأميركية، في العالم والشرق الأوسط بشكل خاص، وعلى كاهل ميزانية الدفاع والأمن الأميركية، تتحدث معلومات تم تسريبها لتلك الميديا المقرّبة والموثوقة، ضمن هذا النسق والسياق وتحت عنوان “الهندرة” الأمنية للسي أي ايه وتعزيز عملها الخارجي، حيث أصدر وزير الدفاع الأميركي الجديد  قراراً غير معلن، برفع مخصصات العمليات السرية الأميركية في اليمن وايران لأستخبارات البنتاغون، بعد زيادة غير مسبوقة في ميزانية الدفاع تفوق 45 مليار$ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في سورية وأوكرانيا، وفي تايلند والحدائق الخلفية للفدرالية الروسية بشكل عام، حيث تهدف هذه العمليات السريّة الأميركية المشتركة والتشاركية بين وكالات الأستخبار الأمريكية السبعة عشر، الى تدمير الأهداف المعادية والعمل على بناء الشبكات الصديقة، والقيام بالأستطلاعات وجمع المعلومات واعداد وتمهيد المسرح الميداني، استعداداً للعمليات والمواجهات المحتملة القادمة، هذا وقد برزت التقارير الأمنية المسرّبة بقصد الى بعض مجتمع الميديا المقرّب الواسع الأنتشار، بسبب نوعية وكم المعلومات، بشكل متزامن مع اقصاء بعض كبار ضبّاط المخابرات في داخل مجاميع الأستخبارات الأمريكية في الداخل والخارج.

 

حيث تم تحميل من تم اقصائه(الضحايا) مسؤولية كل نقاط الضعف والأخطاء والأختراقات الأمنية المخابراتية العسكرية، وما ترتب عليها من نجاحات لحزب الله اللبناني في تعزيز قدراته العسكرية، وصعود حركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان من جديد وبقوّة، وصعود حركة أنصار الشريعة في ليبيا، وصعود الجماعات المسلحة في سيناء من أنصار جماعة بيت المقدس وغيرها وفي دارفور وما يجري في داخلها سرّاً الآن، وحركة بوكو حرام وتصاعدها في نيجريا، ونشاطات للجماعات المسلحة في الجزائر وهي في تصاعد، بجانب ما يجري في تونس في جبل الشعانبي، وما يحضّر الآن للمغرب وموريتانيا، وملف دولة جنوب السودان( اسرائيل أفريقيا).

 

وتقول معلومات استخبارات، وبعد تفاقمات الأزمة الأوكرانية وثبات النسق السياسي السوري، ومضي الدولة الوطنية السورية في برامجها السياسية والعسكرية، وتماسك الجيش العربي وتماسك القطاع العام السوري، فأنّه وبناءً على توصية مشتركة شارك في بلورتها وزير الحرب الأميركي، ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان بالتعاون مع أنتوني بلينكين وزير الخارجية, ووليام بيرنز مدير السي أي ايه، قام مؤخراً قائد القيادة الوسطى الأميركية، باصدار قرار لوحدات القيادة الوسطى، بضرورة استخدام وحدات القوّات الخاصة لتنفيذ المزيد من العمليات السريّة في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً والعالم عموماً، حيث تقوم القيادة الوسطى الأميركية باعدادات متزايدة للبنى التحتية، التي سوف ترتكز وتقوم عليها العمليات السريّة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية حالياً وفي المرحلة القادمة في الشرق الأوسط، وباقي مناطق العالم ذات العلاقة والصلة بالرؤية الأستراتيجية الأميركية، حيث هناك عمليات سريّة تم القيام بها وعمليات أخرى قيد التنفيذ، وأخرى ما زالت تخضع لمزيد من الدراسة، وبالتنسيق مع المخابرات الأسرائيلية وبعض الدول العربية الحليفة لواشنطن، كلّ حسب قيمته ودوره وحاجة أميركا له.

 

وبالرجوع الى تلك التقارير نلحظ أنّه، تم اعتماد دولة جيبوتي العربية كنقطة انطلاق للعمليات السريّة الأميركية، الموجهة ضد اليمن والصومال ومنطقة خليج عدن ومناطق شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، لذلك وعبر القيادة الوسطى الأميركية تم تطوير وانشاء قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي أخرى بجانب الموجودة ومنذ سنوات، ونشر فيها مزيد من أسراب طائرات أميركية بدون طيار بشري، وهي ذات القاعدة التي تنطلق منها الغارات ضد بعض الأهداف اليمنية لمساندة العدوان البعض العربي على اليمن وضد الأهداف الصومالية.

 

ويعترف قادة الجيوش الحربية الأمريكية بوضوح، أنّ العمليات السريّة الأميركية الحالية والقادمة، سوف تزيد الشرق الأوسط سخونةً على سخونة، وبالتالي سوف تؤدي الى تصعيد عسكري في مختلف مسارحه وبؤره الملتهبة، ويضيف أحدهم أنّ هذا التصعيد العسكري المتفاقم، له تاثيرات حيوية وايجابية  لناحية، تحفيز ودعم خطط المساعدات العسكرية والمخابراتية الأميركية، حيث تسعى واشنطن من خلالها الى تعزيز المصالح الأميركية القومية في المنطقة، والى دعم حلفائها الأسرائليين والمعتدليين العرب. كما تؤكد قيادة الجيوش الحربية الأمريكية على أنّها ستعمل على نشر المزيد من القواعد العسكرية الأميركية، حيث تتمركز فيها أسراب الطائرات بدون طيار، وبناء القدرات التكنولوجيا المتطورة المربوطة بالأقمار الصناعية، لتوجيه واعادة توجيه الطائرات بدون طيار بشري، وتحقيق القدرات على الأستطلاع وجمع المعلومات ذات القيمة الأستخبارية في المنطقة، ومتابعة دقيقة لمختلف الأهداف ذات القيمة الأستخبارية الأستراتيجية والتكتيكية في المنطقة أيضاً.

 

والأخطر في المسألة والأمر يكمن، في أنّ القيادة الوسطى سوف تقوم بالاهتمام وباستهداف المسرح الليبي الآن، وبعد دخول وحدات من القوّات الخاصة الأمريكية والفرنسية والبريطانية والجزائرية الى الجنوب الليبي – لا اعلان عن ذلك خاصةً وبعد مقتل الرئيس التشادي ادريس ديبي وغموض المرحلة في تشاد، مع تواجد قوات نخبة اسرائيلية وضباط موساد في تشاد دعماً للمجلس العسكري، كذلك  متابعة واستهداف المسرح الأيراني وان عادت أمريكا لأتفاق ايران النووي عام 2015 م ورفعت العقوبات كاملة، وممكن المسرح السوري، لحظة الخيار صفر بالحدث السوري، بالرغم من أنّ البعض يستبعد ذلك، عبر تنفيذ برنامج عمليات سريّة وبالتنسيق مع الأسرائليين، كما تعد برنامج سري خاص بباقي مناطق الشرق الأوسط، وفي الساحات السياسية العربية القويّة والضعيفة على حد سواء، حيث تشكل الساحات السياسية العربية الضعيفة تحديداً، أهم نقاط الأنطلاق والتمركز الأميركي في المنطقة، التي صارت مفتوحة على كل شيء الاّ الأستقرار.

 

وتتحدث المعلومات باسهاب عن سيناريو قد يحدث في استهداف المسرح الأيراني في حال تم فشل و/ أو افشال اتفاق ايران النووي، حيث ستنطلق العمليات السرية المرجوة من كافة الأتجاهات، المحيطة بايران سواءً كانت برضى الدول المحيطة أو بدون موافقتها، فمن المحتمل الأنطلاق من أذربيجان وتركيا، العراق واقليم كردستان العراقي، أفغانستان وباكستان، تركمانستان وأرمينيا، بحر قزوين وبحر العرب وأخيراً من مياه الخليج.

 

نعم المؤسسة السياسية والأستخبارية والعسكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبالتماهي والتساوق والتنسيق مع جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ) و وول ستريت وشركات النفط الكبرى، يسعى الجميع لتدمير الوجود الروسي في المنطقة، وهذا هو الهدف من الأزمة التي خلقها وأحسن خلقها بخبث مجتمع المخابرات الأمريكي والبريطاني والفرنسي بالتعاون، مع استخبارات البنتاغون والأستخبارات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا، كنتيجة للآستعصاء في المسألة السورية وتماسك صلابة الموقف الروسي والصيني منها، واصرار النسق السياسي السوري على الصمود ورفض كافة التنازلات من خلال دولة الشعب، بعبارة أخرى، دولة الكل والجميع، لا دولة الفرد ولا دولة الفئة، ولا دولة الطبقة ولا دولة المسؤولين الكبار، ولا دولة التجار وكبار القادة والضبّاط، ولا دولة البرجوازية الطفيلية من جديد، بل دولة البرجوازية الصناعية السورية دولة البرجوازية الوطنية، باسناد الوطنيين السوريين والشرفاء العرب والحلفاء وغيرهم.

 

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

 

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

 

[email protected]

 

هاتف منزل – عمّان : 5674111      خلوي : 0795615721

سما الروسان في يوم الاحد  2– 5 – 2021 م … 20 رمضان