روسيا نفد صبرها وسئمت السياسة الامريكية المستهترة / كاظم نوري

287

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 28/4/2021 م …

اخذت تصريحات المسؤولين الروس سواء في المجال السياسي او العسكري منحى اكثر تشددا ازاء المواقف والسياسات الامريكية المنفلتة التي لاتعير وزنا للاخر مهما كان حجمه الدولي مفسرة ذلك على انه ضعفا لان الولايات المتحدة لاتعرف شيئا اسمه الكياسة في التعامل الدبلوماسي سواء كان ذلك  المتحدث  مسؤولا جمهوريا  او ديمقراطيا  فالامر لايختلف ووصل الحال ان تنطلق اوصاف بذيئة على لسان اكبر مسؤول في البيت الابيض وقد سمع الجميع كيف وصف الرئيس الديمقراطي بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب” القاتل” وكررها اكثر من مرة امام فضائية امريكية معروفة وسمعها العالم .

وقد رد الرئيس بوتين في حينها  على التطاول الامريكي طالبا مناظرة على الهواء مع بايدن لفضح سياسته لكن الاخير تملص من ذلك واستبدل الموضوع باحتمال عقد قمة  بطلب من بايدن لم تكتمل  اجراءات ووقائع انعقادها حتى الان  وفق متحدث باسم الكريملن .

وسبق بايدن  بذات السلوك المشين  الرئيس ترامب وطاقمه الجمهوري امثال وزير خارجيته  بومبيو  عندما كانت تصريحاتهم المتناقضة تصل حد السخرية من رؤساء  حكومات ودول.

فقد وصف ترامب مرة الرئيس الكوري الديمقراطي بالصديق الذكي وما ان تمر ايام حتى يطلع علينا ” الثور الهائج” بومبيو وزير خارجيته انذاك  بتصريحات يسخر بها من الرئيس الكوري ويطلبون منه الحوار وسط هذه السلوك المتدني والسياسات التي ترقى الى مستوى  سلوك ابناء الشوارع لكن الرئيس الكوري رفض مواصلة الحوار مع ” طاقم جل اعضائه من البلطجية”.

يبدوا ومن خلال التجارب ان هذا السلوك يعد طبيعيا بالنسبة لسادة البيت الابيض ومن يحيط بهم من طواقم جمهورية كانت او ديمقراطية وهو يعكس اخلاقية امريكية ولاغرابة عندما كنا نسمع عن اساليب رعاة البقر او” الكاوبويز” التي تعج بها السينما الامريكية  لانها تعبرعن ثقافة امريكية.

منذ سنوات والكل يتابع سياسة روسيا وسلوك الطواقم التي تحيط بسيد الكرملن وهناك من يعتقد ان القيادة الروسية ليست قادرة بالرد على ترهات وسخافات الامريكيين او انها عاجزة عن ذلك لكن بعد ان تمادت واشنطن واستهترت وواصلت الاستخفاف  جاءت الردود الروسية وهي طبيعية وكان على روسيا ان تمارسها عمليا ونظريا لان مقولة ” مئة سنة من الحوار ولا يوم واحد من الحرب” لم تعد تنفع مع الذين لايفهمون ذلك ويعتبرونه نقطة ضعف مع الاسف ويفسرون الصبر الروس على هواهم.

عميد الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف وكذلك وزير الدفاع شويغو وضعوا النقاط على الحروف في تعاملهم مع الولايات المتحدة وحلفائها فقد اكد لافروف قائلا ” لقد صبرنا طويلا” وعرضنا على واشنطن  طريقة لحل الازمة الدبلوماسية لكنها رفضت كما قالها ايضا شويغو بوضوح لن نسمح للاخرين بان يتدخلوا في شؤون تحريك القوات الروسية في داخل البلاد فنحن احرارا بذلك اما المناورات البحرية الروسية في البحر الاسود فهي رسائل واضحة على محاولات الاستفزاز الامريكية الاخيرة وكانت ردا عمليا في الساحة وليست تصريحات عادية انها عمل فعلي يؤكد تحدي موسكو وفي اطار القانون الدولي لاولئك الذين يواصلون الاستهتار والاستخفاف بالاخرين.

الرئيس بوتين نفسه اكد اكثر من مرة موقف موسكو الرافض للسياسة المتهورة التي تمارسها واشنطن واكد عدم السماح بالمساس بخطوط حمراء تضعها روسيا نفسها  ورفضه اية املاءات خارجية من اي طرف كان مهما كان وزنه الدولي وقد ردت موسكو على كل خطوة امريكية وغير امريكية من الذين يقدمون خدمات للولايات المتحدة  من اجل  كسب رضاها .

 وصف جميل جاء على لسان الرئيس التشيكي السابق عندما وصف هذه  الدول ب” الجرو” الذي ينبح  على روسيا والحبل بيد صاحبه الامريكي ولم يستثن بلاده التشيك من هذا الوصف جراء مواقفها  المعادية  نحو روسيا.

هناك وصفا سوفيتيا سابقا يمكن الرجوع اليه عندما كانت تطلقه” موسكو” على الغرب الاستعماري هو ” المنفلت من عقاله” ويبقى هذا الوصف مناسبا للولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات يضاف لهم ” اكثر من ” جرو” ينبح  كما قال الرئيس التشيكي خاصة  الدول الاشتراكية سابقا والتي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991  وهرولت نحو الغرب الاستعماري لتناصب روسيا العداء وتواصل   مواقفها السلبية والعدوانية ضد روسيا ارضاء ل” من يمسك الحبل”  الذي يربط اكثر من جرو في اوربا  انها الولايات المتحدة الامريكية .