الاعتداءات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية تهديد لمنطقة الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج /  د. كاظم ناصر

215

 د. كاظم ناصر ( فلسطين ) – الخميس 15/4/2021 م …

تعرض مفاعل نطنز الإيراني لهجوم إسرائيلي ” سيبراني ” يوم الأحد 11/ 4/ 2021، واعترفت إسرائيل بأن جهاز مخابراتها ” الموساد ” نفذ العملية على المفاعل الذي يقع تحت الأرض، ويقوم بعملية تخصيب اليورانيوم. وجاء الحادث بعد ساعات من إعلان إيران عن بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة متطورة في الموقع نفسه دشنها الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم السبت 10/ 4/ 2021.

هذا الهجوم هو أحدث فصول الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل منذ وقت طويل؛ وهذه ليست المرة الأولى التي تعرضت فيها منشأة نطنز للتخريب. ففي يوليو/ تموز الماضي أصيبت المنشأة بأضرار بالغة جراء ما وصف بأنه حريق مفتعل، واتهمت إيران إسرائيل باغتيال عدد من علماء الذرة الإيرانيين خلال الأعوام القليلة الماضية، وبالوقوف وراء اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي؛ وفي الأشهر القليلة الماضية تبادلت هي والدولة الصهيونية الاتهامات بالوقوف وراء انفجارات الحقت أضرارا بسفن تجارية تابعة للطرفين.

إيران هددت بالرد على الهجوم، وقالت ان الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لهذه المنشأة النووية المحمية يشكل مخاطر عالية قد ينتج عنها إطلاق عشوائي للمواد المشعة، واعتبرته إرهابا نوويا وجريمة حرب؛ وتناقضت الأنباء حول الدمار الذي ألحقه الهجوم بالمفاعل والمدة التي ستستغرقها عملية إصلاحه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن أجهزة الطرد المركزي التي تضررت في الحادث لن تؤثر على المفاعل وسيتم استبدالها سريعا بأجهزة متطورة، بينما قالت مصادر غربية إن عملية الإصلاح ستستغرق عدة أشهر على الأقل، وستعيق قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم الذي قد تستخدمه في انتاج سلاح نووي.

الصهاينة مصابون بالهلع من التقدم الذي حققته إيران في مجال الصناعات النووية والصاروخية، ويعتبرونها الدولة التي تهدد وجودهم. ولهذا فإنهم يحاولون هم والولايات المتحدة تطويقها ومحاصرتها اقتصاديا وسياسيا وضرب منشآتها النووية، ويتجاهلون هم ومن لف لفيفهم من الحكام العرب الحقيقة المرة وهي أن إسرائيل تملك 200 قنبلة نووية وأحدث جيش في المنطقة، وهي التي تهدد أمن واستقرار دول الشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج وليس إيران كما يزعمون!

ومن الملاحظ أيضا أن توقيت الهجوم تم بالتزامن مع الجهود التي تبذل لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلت عنه إدارة لرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وترغب إدارة جو بايدن في العودة إليه، وبعد أن أجرت إيران والقوى العالمية الأسبوع الماضي ما وصفتاه بمحادثات بناءة لإنقاذ الاتفاق ورفع الحصار الاقتصادي عن إيران.

قادة الدول الخليجية الذين يخضعون لإملاءات واشنطن وتل أبيب، ويشاركون في الحصار الأمريكي لإيران، ويدعمون الاعتداءات الإسرائيلية عليها يتصرفون بطريقة مخالفة لإرادة ومصالح شعوبهم، ويساهمون في جر المنطقة إلى انفجارات كبيرة، وتسربات إشعاعية تهدد وجود دولهم وسلام واستقرار دول الشرق الأوسط والعالم، وتعزز إمكانية تحقيق الحلم الصهيوني في السيطرة على العالم العربي!