دكتاتور تركيا يمارس سياسة منبوذة خدمة لاحلام اتى عليها الزمن / كاظم نوري

253

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 13/4/2021 م …

داب الغرب الاستعماري على دعم عتاة الدكتاتوريين والحكام الطغاة الذين ينفذون اجنداته ومخططاته في العالم لكنه يتخلى عنهم عندما يشعر ان دورهم قد انتهى وهناك تجارب عديدة  على ذلك لكن هناك تجربة مغايرة لذلك لعل ماحدث في تشيلي ابان حكم سلفادور الليندي الوطني ومجيئ الدكتاتور بينو شيه في انقلاب عسكري مشبوه خير دليل علىيها  .

 فقد خدم  بينو شيه بريطانيا في حرب الفوكلاند ضد  الارجنتين واستقبل  في لندن  بحفاوة وهو في ارذل العمررغم صدور  قرارات دولية بملاحقته كمجرم حرب ضد  ا لا نسانية جراء الجرائم التي ارتكبها خلال الانقلاب الدموي ضد حكومة الليندي الوطنية.

في تركيا يمارس اردوغان دكتاتورية قل نظيرها  لاتختلف عن ممارسات الطاغية بينو شيه لكننا لم نسمع في الغرب صوتا يدين تلك الممارسات  واقتصر الموقف الغربي وفي المقدمة الامريكي ضده على ” الفقاعات الاعلامية” التي يرد عليها اردوغان  بطريقة يعتقد البعض ان هناك خلافا بين تركيا والدول الاستعمارية والصحيح ان هناك اتفاقا بين الجانبين لان وجود اردوغان وهو ينفذ اجندات الغرب في سورية  وفي  مناطق اخرى هو ما يجعل واشنطن تمارس سياسة” المد والجزر” في تعاملها مع طاغية العصر .

لقد مضىت سنوات على الانقلاب الفاشل ضد دكتاتور تركيا لكنه حتى هذه اللحظة يواصل التنكيل بمعارضيه وسط صمت غربي معيب فضلا عن اعتداءاته على دول الجوار.

 ورغم  مرور سنوات  ومنذ الانقلاب الفاشل واردوغان لم يتوقف عن اعتقال  او ملاحقة معارضيه مبتكرا شتى الطرق لملاحقتهم وفي المقدمة اتهامهم بالمشاركة او تاييد الانقلاب الذي يدعي ان  الداعية غولن المقيم في الولايات المتحدة يقف وراءه.

  وبصرف النظر عن مطالبات انقرة بتسليمه لكن واشنطن لم تكترث بمثل هذه المطالبات وان تركيا لن تصر على تسليمه مثلما اصرت على تسليم زعيم حزب العمال الكردستاني اوجالان  الذي كان ضيفا في دمشق  التي لم تسلمه الى انقره وتركت  له خيار المغادرة الى المكان الذي يختاره وهددت بشن حرب ضد سورية في حينها حتى وقع بايدي الاستخبارات التركية   التي كانت  تنسق مع الاستخبارات الاسرائيلية  ” الموساد الصهيوني.

فقد التفت  اردوغان هذه  المرة الى جنرالات كانوا في البحرية التركية وقد تقاعدوا  واحال عددا منهم الى المحاكم بتهمة الانقلاب وان كل الذي فعلوه هو اصدارهم بيانا يدعوا اردوغان وحكومته الى عدم المساس  بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بممري البسفور والدردنيل حيث ينوي اردوغان توسعتها خلافا لاتفاقيات وقعتها انقرة  بعد الحرب العالمية الاولى لكن خطواته تهدف الى خددمة واشنطن ودول ناتو خاصة وان الاتفاقيات تنص على عدم السماح للدول غير المطلة على  البحر الاسود لابقاء سفنها الحربية هناك لفترات طويلة.

ان اردوغان يسعى الى دس انفه في الخلاف الروسي الاوكراني هذه المرة بعد ان سمحت له موسكو بدس ذات الانف في صراع ناغورني كاراباخ بين ارمينيا واذربيجان دون الاتعاض بما حدث جراء اسقاط السوخوي الروسية فوق سورية وذهب الى موسكو مطاطئ الراس للاعتذار بعد الموقف الروسي الحازم ولم يعط اذنا صاغية للمكالمة الهاتفية التي اجراها الرئيس بوتين معه مؤخرا والتي تتعلق بوضع الاتفاقات الدولية حول مضيقي الدردنيل والبسفور وحتى سورية وليبيا.

اردوغان يمارس سياسة انتهازية تتسم بالحماقة وسوف يدفع ثمنا غاليا جراء ذلك لاسيما وانه اخذ يستفز موسكو التي فتحت له ذراعيها وبات يتصرف بطريقة قد تدفع روسيا بصرف النظر عن بعض مصالحها مع تركيا الى اتخاذ مواقف اكثر صرامة وحدة لاسيما وانه بات يتطاول ويمد يداه الى منطقة تعدها موسكو بمثابة تهديد لامنها القومي لان حماقاته جعلته ينسى الاوضاع في القرم ويتناسى تاكيدات الرئيس بوتين على عدم المساس بامن روسيا القومي.

وربما كانت خطوة موسكو الاخيرة بتقليص الرحلات السياحية الجوية الى تركيا واحدة من الاجراءات الروسية التي ستلحق ضررا بالاقتصاد التركي جراء تقليص تدفق السياح الروس الى منتجعات تركية بالرغم من ان موسكو اعتبرت هذا الاجراء احترازيا جراء انتشار وباء كورونا.