هل أصبح الأردن السند للجميع عبئا على الإقليم؟ / أسعد العزّوني

387

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 5/4/2021 م …

بات واضحا أن الأردن –الذي كان سندا للجميع الذين أسسوا كياناتهم في الصحراء بعد إنسحاب بريطانيا في سبعينات القرن المنصرم،ووقف معم بالباع والذراع كما يقول المثل الشائع،وكذلك مستدمرة الخزر في فلسطين التي هيأ لتأسيسها أبناء التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب،بعد إكتشاف النفط هناك،ووقف معها لسبعين عاما خلت يحمي حدودها الشرقية بسبب سياساته العقلانية ،وتقديرا منه لظروف العرب وواقعهم الذي لا يسر أحدا- أصبح هدفا لأولئك الطامعين والجشعين من الجهة الغربية،وأولئك السفهاء الذين نذروا ثرواتهم لمساعدة مستدمرة الخزر من أجل إستقبال “المخلص”،والذي يقتضي هدم الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه ،ليكون مقر إقامة المخلّص ،ومنطلقه  لشن حرب هرمجيدون.

لقد وصلت الدياثة بهؤلاء السفهاء أنهم إتفقوا مع “كيس النجاسة” حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،على التخلص من جلالة الملك عبد الله الثاني الرافض للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،ولذلك وجه “مبز”رسالة صريحة لجلالته:”إما التنازل عن القدس أو النموذج السوري”،وجاء رفض جلالته المتكرر للإذعان لهم  سببا لما يقومون به من زعزعة لأمن وإستقرار الأردن،ناسين أو متناسين أن هذه الأرض محروسة من قبل جنود الله ،كونها أرض الحشد ،وليست مدن ملح تنهار عند  نزول أول نقطة ماء من السماء.

مؤسف ما وصل إليه العربان المستعربون ،من تحالف مع أعداء الأمة والتآمر على من وقف معهم في السراء والضراء وقبل تدفق النفط عندهم وظهور النعم عليهم،وآخر الوقفات المشهودة معهم من قبل قوات الدرك الأردنية هي حماية مؤخراتهم إبان الربيع العربي ،وتمكينهم من النوم هانئين في قصورهم وإن كان نومهم مرتبكا ،ولا ننسى طبعا أن الأردن هو الذي أسس جيوشهم وقوات أمنهم  وهيكلهمالإداري وكان لهم الغطاء والساتر،ولكن …..قاتل الله الدياثة أين تودي بصاحبها.

ما يهمنا نحن في الأردن أن نفهم المعادلة بوجهها الصحيح،وألا نغمض أعيننا عن الحقيقة ،ونرى نصف المشهد فقط،ونتكيء على مظلومية هذا أو ذاك،لأننا معنيون فقط بسلامة  ووحدة تراب الأردن ،ومتمسكون بالوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،وأن نعي جيدا أن موقف الصهاينة من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،إنما هو بسبب تمسكه بالوصاية الهاشمية ،وإنتزاعه منطقتي الباقورة والغمر من براثن الإحتلال ،وإعادتهما إلى حضن الوطن،وعلينا ألا نقبل بأن يكون الموساد الإسرائيلي  والمراهقة السياسية الثرية ،هم من يرسمون لنا خارطة الطريق في الأردن من حيث طبيعة الحكم أو من يحكمنا،لأننا لسنا أهل فكر إنقلابي،يمتازون به هم أنفسهم ،إذ قتل الإبن أباه ،وإنقلب الأخ على أخيه،فهذا ديدنهم.

العقل سيد الأحكام،ويجب علينا كأردنيين أن نتنبه مليا لطبيعة المؤامرة  وتوقيتها وأهدافها وأساليبها ،وألا ننجرّ وراء سراب الوهم ،أو تأخذنا العاطفة وتغلب علينا المظلومية الكذابة،إذ لا غبار بدون رياح ولا دخان بدون نار،ولذلك علينا توجيه سؤال واحد  هو:من المستفيد من زعزعة أمن وإستقرار الأردن ،ولماذا؟وفي حال الإجابة العقلانية والتأكد من أن المستفيد الاول من ذلك هو مستدمرة الخزر،ومن بعدها السفهاء في ممالك الملح،فإنه يتوجب علينا الإلتفاف حول العلم ومؤازرة القائد،وتأجيل المناكفات،حتى تنكشف الغمة ،وعندها يخرج من بيننا الحكماء لإجراء الحوارات المطلوبة لتعديل المسار وصولا إلى الحكم الرشيد،وإلا تحولنا إلى أشلاء لاجئين ،لأن الجهات الأربع  مقفلة أمامنا بسبب تداعيات الربيع العربي وما قبله.