الباحث والكاتب موسى عباس يكتب: “أنيس فلسطين ونقّاش الثورة والنضال يترجّل”

331

 موسى عباس ( لبنان ) – الثلاثاء 23/2/2021 م …

وأخيراً … ترجّل الفارس !!

مناضلٌ ثائرٌ ومفكرٌ استراتيجي عربيٌّ أمميّ لبناني ترجّلَ عن صهوةِ نضالِ عُمرٍ امتدّ منذ نعومة المقاومة الفلسطينية التي كانت في مهد انطلاقها .
كان في سنِيّ مراهقته حين التحق بركب من حملوا فلسطين على كواهلهم وانطلقوا نحو أرضٍ استعمرها قتلة الأنبياء وأبالسة الشرق والغرب .
قاتل في الشرق والغرب مع رفاقٍ من أمّة أحرار العالم ، من ڤنزويلا المناضل كارلوس(إليتش راميريز سانشيز) إلى كوبا (فيديل كاسترو) وأرنستو  تشي غيفارا (بوليڤيا)وكوزو أوكاموتو (اليابان) ووديع حدّاد ومروان البرغوثي وليلى خالد وأبو علي مصطفى وفتحي الشقاقي ورمضان عبدالله وعبد الستّار قاسم (فلسطين) والسيّدعبّاس الموسوي والشيخ راغب حرب وعماد مغنيّة ومصطفى بدر الدين و(لبنان) وأبو مهدي المهندس (العراق) وقاسم سُليماني (إيران).
إلى جانب أولئك جميعاً الذين خلّدهم تاريخ الأحرار والمناضلين من أجل الحرّية في العالم ، إلى جانبهم ومعهم وكتفاً بكتف وبندقية مع بندقيّة وقلماً مع قلم وإصراراً إلى جانب إصرار  ناضل وقاتل وحاورَ وناقشَ وحلّل  وبَحَثَ وكَتَبَ وحاضَرَ ولم يتعبْ ولم يكِلْ أو يَمَلْ .
 لم تُرْهِبْهُ أو تُرعبْهُ السجون ولا المعتقلات ولا محاولات الإغتيال ولم تُغريَهُ  المواقع ولا المسؤوليات ولا دولارات البترودولار .
فكرٌ ثورِيّ ، لا يركن إلى المهادنة والمجاملات ولم يعرف المراوغة ولا المُحاباة ، كُتب بالرصاص حيثُ وَجَبْ وقاتَلَ بالقلم والكلمة حيثُ لَزِم .
في العام 1974 ورغم حداثة سنّه وبعد خبرة لم تتجاوز السِتّة سنوات في العمل المقاوم إلى جانب حركة فتح رفع تقريراً إلى القيادة الفلسطينية يشرح فيه سُبُل مواجهة المخططات التي كانت تحيكها الولايات المتّحدة وربيبها الكيان الصهيوني .
كتب هو في جريدة الأخبار مُتحدّثاً عن ذلك ما فحواه:
“لم تكن طروحات بن غوريون التي تهدف لإضعاف العرب ومحاصرتهم خفية، فقد كان أعلن وكتب أن على الكيان الصهيوني مع حلفائه العمل على محاصرة العالم العربي، الذي كان يفترض أنه يشكّل الخطر الأساسي في وجه توسّع الكيان, من خلال كلٍّ من دول تركيا وإيران وإثيوبيا. هذا الغلاف الجيوسياسي الذي كان يدور في فلك الغرب والولايات المتحدة خاصة، كانت مهمّته تضييق الخناق على الدول العربية، من خلال افتعال صراعات جانبية معها ومن خلال منع التعاون الإيجابي بين هذه الدول مع جيرانها. وكان الهدف المعلَن والمتكرّر للولايات المتحدة هو إقامة أحلاف في الإقليم, تارة تحت عنوان التصدي للشيوعية وتارة لتثبيت الاستقرار الذي تحدّد أهدافه ومعانيه وأبعاده الولايات المتحدة نفسها. باختصار، كانت الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني تنسقان خطواتهما في الإقليم، لحفظ المصالح الأميركية فيه ولتثبيت الكيان وهيمنته في المنطقة.
لمواجهة هذا «التخطيط بشمول» كما سمّيته في تقرير تقدير موقف ورسم إستراتيجية مواجهة رفعتُه في عام 1974 للقيادة الفلسطينية، كان علينا أن نردّ بتخطيط بشمول يطال كل المنطقة ولا يقتصر على دول الطوق”.
وفي نفس المقالة كتب:
“كان لي الشرف أن أساهم في كتابة مشروع إنشاء الحرس الثوري. أهداف المشروع كانت مواجهة أيّة محاولة انقلاب على الثورة ولحماية الشخصيات القيادية فيها. لذلك حُددت مهام الحرس بحماية المؤسسات الاستراتيجية وحماية الشخصيات القيادية والوجود في داخل الثكنات الإستراتيجية التابعة للجيش، تعمل كمهام الشرطة العسكرية لمنع أيّ تحرّك مضاد للثورة”.
أضاف:
“ما هو مكتوب في الأفق اليقينيّ اليوم يقول: إنّ النصر على الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين سيكون نصراً على الإمبريالية وعلى الرجعية العربية في آن معاً.
إيران الثورة كانت الحامي الأقوى لكلّ الأحرار ولفلسطين بخاصة، وفلسطين كانت الرافعة الأساس لمجد إيران الثورة”.
قال عنه كارلوس شريكه في عملية فيينا انه “من الكوادر السياسية والعسكرية التي لا تضاهى.. كان بطلا حقيقيا”
أنيس النقّاش : 
المؤنس لفلسطين وللمقاومة ضد الإمبريالية والصهيونية في أيّ مكان في العالم ، نقش اسمه بحروفٍ من نور على صخور العزّة في القُدس الأبيّة وفي رُبى الأحرار في جبل عامل وفي كلّ مكان حارب فيه الإحتلال والظلم والطغيان.