بايدن والمصطلحات السوقية التي جعلت جونسون يتملق / كاظم نوري

225

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 22/2/2021 م …

استخدم الرئيس الامريكي جو بايدن مصطلحات سوقية  بعيدة عن  اللياقة والاعراف الدبلوماسية تعكس اخلاق حكام الولايات المتحدة  كما يبدوعندما وصف روسيا بانها “فاسدة” هذه الدولة العريقة التي لها مواقف دولية يشهد  لها التاريخ  لكن تلك المواقف هي ما اثار بايدن الذي كان يتحدث في مؤتمرالامن الاوربي  الافتراضي وكان ابرز المتملقين لبايدن  هو رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون صاحب الطلعة الكريهه الذي اشاد بخطاب الرئيس  بايدن معتبرا اياه بمثابة عودة  واشنطن الى قيادة العالم الحر.

  واختزل المتملق بوريس جونسون العالم الحر  بالترويكا الاوربية  التي تضم دولا ثلاث هي فرنسا والمانيا الى جانب بريطانيا بهذه الدول الثلاث زائدا قائدته الولايات المتحدة اما بقية الشعوب ومليارات  تعداد سكانها من  الصين الى روسيا والهند وكل دول العالم في ا لقارات الاخرى  فلا تدخل في قاموس رئيس حكومة بريطانيا الذي كان يعول على فوز  ترامب لتات النتائج بعكس ما كان يتوقع ولم تبق امامه  الا طريقة التملق والانبطاح و” هز الذيل”  للوجه الجديد في البيت  الابيض القادم من وراء المحيطات الى اوربا للم شملها .

لم  يعتبر جونسون كل دول العالم التي تخلصت   من استعمار بريطانيا  ايام ما كانوا يطلقون عليها ” الامبراطوية التي لاتغيب عن مستعمراتها الشمس عالما حرا سوى الترويكا الاوربية  زائدا الولايات المتحدة الامريكية  علما ان العالم الحر هو العالم البعيد عن سطوة المستعمرين وفي مقدمتهم “سيئة العالم الحر” وليس سيدته .

ماكيرون رئيس فرنسا  عضو الترويكا رغم مواقفه الانتهازية والعدوانية وتاريخ فرنسا الاستعماري الاسود  كان اكثر وضوحا عندما ركز على خصوصية اوربا واهمية استقلالها وبناء هيكل جديد للامن الدولي والحوار مع روسيا التي وصفها الرئيس بايدن ب” الفاسدة” وهو موقف يعكس الامتعاض الفرنسي من الهيمنة الامريكية رغم المواقف التي تجمع البلدين في تقاسم النفوذ والادوار في استعمار قارات العالم ونهب ثرواتها وتجويع شعوبها.

 وقال ماكيرون ان افضل مشاركة ممكنة لاوربا في حلف ” ناتو” هي ان تكون اكثر مسؤولية عن  امنها  واستقلالها الاستراتيجي.

 ونوه الى انه اذا كنا نعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة داخل ” ناتو” فيمكننا ان نجد انفسنا في موقف لانحظى فيه بحماية على حدودنا.

 وعزا ذلك الى تركيز الولايات المتحدة على ماسماه” مناطق اخرى غير جوارنا.

اما المانيا فلم يعد موقفها ذاته عندما يتعلق الامر ب”الاقتصاد والتجارة” وهناك اصرارا المانيا على مواصلة السير في انجاز خط االغاز الروسي لاوربا الذي يطلقون عليه ” السيل 2″ رغم الاحتجاجات الامريكية التي تسعى الى تمرير الغاز الامريكي باهظ الثمن الى دول القارة الاوربية لقطع الطريق على روسيا في منافسة اقتصادية غير شريفة.

من الطبيعي مع هذا التشرذم في القارة الاوربية وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي وما يترتب عليه من نتائج سلبية لاحقا حتى في ظل توقيع  اتفاق ” بريكست” المبهم والغامض في تفاصيله   لابد وان يبحث الرئيس بايدن عن  محاولة  لترميم اوضاع الترويكا وما امامه الا روسيا  ” البعبع” الذي اعتمده في شيطنتها وسعيها   وفق اكاذيب بايدن لتمزيق وحدة دول القارة  باعتبار ان روسيا تقع جغرافيا في افريقيا وليس في اوربا التي مزقتها حروب ” حلف شمال الاطلسي ” ناتو” والحرب ضد يوغسلافيا في التسعينات خير  شاهد على ذلك.

  الملاحظ  ان المواقف الروسية جميعها تصب في خانة تهدئة الاوضاع العسكرية ليس في اوربا وحسب بل في العالم وحتى بعد الاساءة لها في مؤتمر الامن الاوربي فقد ردت بكياسة ودبلوماسية دون استخدام المصطلحات والالفاظ  ” السوقية” التي وردت على لسان بايدن  بينما تعتمد واشنطن وحلفائها الابتزاز والتحركات العسكرية المريبة واعمال التجسس التي تضطر  جراءها  موسكو الرد لحماية حدودها حفاظا على امنها القومي ووحدة اراضيها الى جانب حماية حلفائها واصدقائها  .