المناضل الأمميّ الإيطاليّ الأصل جوزيف ابراهيم ( فرانكو فونتانا ) .. قاتل من أجل فلسطين ودفن في لبنان

1٬904

مدارات عربية – الجمعة 18/12/2020 م …

كتب عاطف الكيلاني …

“قد أموت ولا أشهد تحرير فلسطين، ولكن أبنائي أو أحفادي حتما سيرون تحريرها، وعندها سيدركون قيمة ما قدمته لهذه الأرض الطيبة ولهذا الشعب الصلب”. … هذا ما كتبه المقاتل الأمميّ الحالم ( جوزيف ابراهيم )، الذي تشبه قصته إلى حد ما المقاتل الثوري الأمميّ تشي غيفارا، في وصيته .

أن يتحمس العربي للقضية الفلسطينية ويناضل من أجلها فهذا ليس أمراً غريباً رغم تصاعد أصوات التطبيع في الآونة الأخيرة إلا أن الإيمان بعدالة قضية فلسطينية باق في الوجدان، لكن أن يؤمن إيطالي بقضية الشعب الفلسطيني ويترك رغد الحياة في بلاده ويهب حياته ونفسه للدفاع عن حق الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم فهذا أمر لافت للغاية. ( فرانكو فونتانا )، المواطن الإيطالي كان ممن آمنوا بالانتماء للإنسانية والدفاع عن قضايا المظلومين، ولهذا وهب حياته لفلسطين ولشعب فلسطين.

ولد فرانكو فونتانا في مدينة بولونيا (شمال إيطاليا) ولم يكتف بالدفاع عن القضية الفلسطينية بالوسائل التقليدية كالشجب والتنديد والتصريحات الإعلامية بل ترك حياته في إيطاليا لينضم إلى المقاومة الفلسطينية في لبنان، وقاتل في صفوفها 22 عاماً.

نضال أممي

وإضافةً إلى تضحيته بنفسه، باع المناضل الإيطالي جميع أملاكه التي ورثها عن والده وتبرع بقيمتها للمخيمات الفلسطينية التي عاش بها.

اشتهر فونتانا بإجادة استخدام سلاح راجمات الصواريخ الكاتيوشا، ودقة التصويب، ويقال إنه نفذ عمليات قصف استهدفت إسرائيل من جنوب لبنان.

كما تظهر بطاقة هوية عسكرية لجوزيف إبراهيم، أنه كان يقاتل في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مطلع العام 1982.

يروى أيضاً أنه عقب سنوات من توقف القتال، بحث جوزيف عن رفاق السلاح في المخيمات الفلسطينية، وعندما التقى بأحدهم في مخيم مار إلياس في بيروت، فارق الحياة هناك في يونيو/حزيران عام 2015.

عقب وفاته، تدخلت السفارة الإيطالية في بيروت لنقل جثمانه لدفنه في بلده الأم، لكن الجميع فوجئ بأنه أوصى أن يدفن في فلسطين، أو في مخيم اليرموك أو مخيم عين الحلوة، حال تعذر دفنه في فلسطين.

وكتب جوزيف في وصيته “قد أموت ولا أشهد تحرير فلسطين، لكن أبنائي أو أحفادي حتماً سيرون تحريرها، حينذاك سيدركون قيمة ما قدمتُه لهذه الأرض الطيبة ولهذا الشعب الصلب”.

التعليقات مغلقة.