ماذا بعد اغتيال العالم الايراني / كاظم نوري

408

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 28/11/2020 م …

بعد اغتيال العالم الايراني فخري زاده  في طهران مباشرة حركت الولايات المتحدة الامريكية حاملة طائرات الى منطقة الخليج وفق وزارة الدفاع ”  البنتاغون ” في   مؤشر عدواني يوحي بان هناك تنسيقا بين ” تل ابيب” و” واشنطن” ليس بالتحضير لعدوان على ايران قبل مغادرة الرئيس ترامب البيت الابيض غير ماسوف عليه فحسب بل ان ” الموساد الصهيوني والاستخبارات الامريكية  سي اي ايه” ضالعتان في عملية الاغتيال التي وصفها  مسؤول امريكي سابق بانها عمل ارهابي.

لم يكن غريبا على ”  الكيان الصهيوني ” ان  يمارس الارهاب لانه كيان لايعرف سوى القتل والتصفيات منذ وجد على ارض فلسطين وان الاخطبوط الصهيوني الاجرامي مد اذرعه الان في دول خليجية اقامت علاقات مع تل ابيب واصبح ” الموساد” قريبا من حدود ايران.

   ان  تنفيذ عملية اغتيال العالم الايراني في طهران  بهذه السهولة تؤشر على ان “سي اي ايه والموساد”اصبحا يشكلان خطرا على ايران لقربهما من حدودها  المائية وحتى اجوائها  بعد تطبيع العلاقات بين ” تل ابيب ودبي”  ولابد ان تكون عملية تصفية العالم الايراني فخري زاده  جاءت  نتيجة لهذالتطبيع الخياني بين الامارات و” الكيان الصهيوني بالرغم من ان الموساد كان يعمل في الامارات قبل ذلك منذ اغتيال ” المبحوح”.

لاشك ان   تاريخ الموساد الاسود يغرق  بالجرائم والاغتيالات ليس على الساحة الفلسطينية فحسب بل في كل بقاع العالم بدءا من فلسطين المحتلة مرورا بسورية ولبنان والعراق وصولا الى المغرب العربي حين جرت تصفية قائد فلسطيني في تونس .

  ان  الاتهام الايراني بضلوع ” تل ابيب وواشنطن” بعملية الاغتيال الاخيرة لم يات اعتباطا فهناك حادث اجرامي وقع في بغداد عندما اغتيل المهندس وسليماني ليعلن رئيس دولة مثل الولايات المتحدة المسوؤلية عن العملية بتنسيق مع ”  الكيان الصهيوني ” فتحولت الولايات المتحدة هي الاخرى الى دولة ارهابية في ظل حكم الجمهوري ترامب .

اغتيال العالم الايراني في هذا الوقت بالذات يؤكد ان ” واشنطن وتل ابيب” بدلا من يشنا العدوان ضد ايران ارتكبا هذا  العمل الاجرامي  من اجل دفع ايران  للرد والثار حتى تبيح الولايات لنفسها  الحق  بتوجيه ضربات الى مواقع نووية واقتصادية في ايران بعد ان فشلت ادارة  ترامب  طيلة سنوات اربع من تركيعها واخضاعها رغم العقوبات القاسية والحصارالاقتصادي.

لانعتقد ان ايران غافلة عن مثل هذه الالاعيب  والمصائد التي تحاول ان تنصبها لها ” سيئة العالم الحر” ” ماما امريكا”  فلدى طهران الخبرات الكافية بعدم اعطاء ” واشنطن وتل ابيب” المبرر لارتكاب العدوان الذي يخطط له ترامب والنتن ياهو” قبل تسليم السلطة الى بايدن وهذا لايعني ان الخلف الديمقراطي خير من السلف الجمهوري”.

اشعار الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي من قبل طهران  بجريمة اغتيال العالم الايراني خطوة في الطريق الصحيح بالرغم من ان الامم المتحدة لم تعد منظمة تستحق الاحترام او التعويل عليها بعد ان تحولت الى مجرد اداة بيد الولايات المتحدة الاميريكية لكن هناك في مجلس الامن من يتصدى للتامر الامريكي ولم يعد المجلس كما كان عليه في السابق تتحكم في قراراته واشنطن كما كانت في السابق عندما  مررت قرارات غزو واحتلال العراق وكذلك الاوضاع في ليبيا.

تخيلوا المشهد يقتلون ويلاحقون العلماء والمفكرين في كل بقاع العالم وفي  اوطانهم مثلما حصل اخيرا مع العالم الايراني  ويتهمون الاخرين بممارسة الارهاب والانكى من ذلك يتحدثون عن محاربة الارهاب ويشكلون تحالفات كاذبة ” يطلقون عليها “تحالفات دولية” تحت مسمى محاربة داعش” وهم يقودون ويدربون هذه الجماعات الارهابية المسلحة التي ترفع شعارات الاسلام كذبا وتقتل وتدمر باسم الاسلام وتتحمل الانظمة الفاسدة دفع نفقات تسليح وتدريب هذه الجماعات الاجرامية  وبمليارات الدولارات.

هل هناك افضل من هذه” الالاعيب والمسرحيات المسيئة للاسلام والتي تخدم مشاريع الغرب الاستعماري و” الولايات المتحدة واسرائيل”؟؟

لابد وبعد الذي حصل في طهران من جريمة منافية لكل القيم والاخلاق الانسانية ان تتصرف ايران التي تعهدت بالرد بما يفاجئ الولايات المتحدة واسرائيل دون اعطائهم المبرر لارتكاب عدوان واسع ردا على محاولة الثارلاغتيال العالم فخري زاده.

  وهناك طرقا عديدة للانتقام من الذين يقفون وراء العملية الاجرامية هذه  كما فاجاتهم طهران بكسر الحصار احادي الجانب و اللاقانوني واللاشرعي  ضد فنزويلا بارسال ناقلات محملة بالنفط ومشتقاته وواصلت ذلك رغم الاجراءات الامريكية الجائرة ضد فنزويلا وشعبها والعقوبات الاحادية الامريكية ضد ايران نفسها.