العرب يعيشون  في عصور الظلام الأوروبي / أسعد العزّوني

243

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 23/11/2020 م …

يعيش العرب العاربة منهم والمستعربة هذه الأيام ،حياة الأوروبيين في عصور الظلام المعتمة في كل شيء ،بعد أن إرتضوا لأنفسهم أن يحكمهم أبناء التيه اليهودي في صحراء جزير العرب،وأبناء عمومتعم من الذين إبتعدوا عن الصحراء أو تم غرسهم فيهم أواخر القرن التاسع عشر تمهيدا لإنشاء مستدمرة إسرائيل الخزرية،وبات العرب محكومين بوثيقة كامبل السرية التي صدرت عن مؤتمر كامبل الإستدماري عام 1907 إثر إكتشاف النفط في المنطقة ،وأصبح حالهم مثل حال ملوك الطوائف ،الذين كانوا يتوسلون لملوك الفرنجة أن يأتوا بجيوشهم إليهم ليخلصوهم من بعض الملوك والأمراء ،مقابل صرّة من المال،وقد يكون الهدف أبا أو أخا أو إبن عم.

قضت وثيقة كامبل السرية التي وضعها ممثلو كل من بريطانيا وهولندا وفرنسا وأسبانيا وبلجيكا وإيطاليا،أن يعيش العربان في جهل وتخلف ومرض  وفقر  وحرمان من التنمية والتطور وإنقياد للغير وظلم وديكتاتورية ،ويعيش بينهم كيان غريب عنهم ينشغلون به بعض الوقت،إضافة إلى غرس الأحقاد بينهم بعد تقسيمهم إلى مساحات متفاوتة الحجم ومستباحة ،تتقاتل فيما بينها ،بعد تقسيمهم  من خلال معاهدة سايكس بيكو.

إستجاب العربان لما فرض عليهم ،وتم تغييب الشعوب المغلوب على أمرها بعد تمكين أبناء التيه اليهودي منها إثر تفجر النفط وتمكينهم مالياإضافة إلى تمكينهم دينيا بعد التلاقح من الوهابية اليهودية التي عملت على تشويه الدين الإسلاميحرف العرب والمسلمين عن بوصلتهم الحقيقية ،وغرس بذور التطرف  داخل صفوفهم.

لونظرنا إلى العربان هذه الأيام لوجدنا أن عدد السجون والمعتقلات عندهم يفوق عدد المدارس والجامعات والمستشفيات،وهذا دليل تخلف وديكتاتورية ،كما أنهم مهزومون ضعفاء، رغم أنهم يتفوقون في عقد صفقات الأسلحة مع الغرب،مع ان هذه الصفقات مشكوك في وصولها إلى المعنيين ،وربما لا ينفذ منها سوى بند العمولة للمسؤول الذي وقع عليها،ولو كان الأمر غير ذلك لما بات العربان مطيّة لمن هب ودب.

الحرمان هو سيد الموقف بالنسبة للعربان ،فلا حقوق إنسان ولا ديمقراطية ولا إبداع او إبتكار،ولذلك نجد المبدعين منهم  يهاجرون من أوطانهم إلى الغرب الذي يحتضنهم ويتعامل مع إبداعهم ،بدل ان كان العربان يتعاملون مع سحنهم،ما أدى إلى إنتعاش الغرب ،وتكريس تخلف  العرب وإنسحاقهم امام مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،ومعاداتهم لجيرانهم المسلمين الذين من المفترض ان يشكلوا درعا حاميا لنا كعرب،ولكن الصهيونية سبقتنا إليهم وإستفادت منهم ضمن نظرية “خنجر إسرائيل”،وعندما انتفضت إيران وتركيا ضد ذلك الواقع ،ناصبناهم العداء وإصطففنا إلى جانب الصهاينة.

أغرب ما يميز الحكومات العربية في معظمها أن رئيس الحكومة يقول جهارا نهارا أنه يريد حمارا يركبه وليس حصانا يقوده ،وهذا ما يفسر الأداء السياسي السيء للحكومات العربية التي تأتي من خارج دائرة الإبداع وتتسم بالضعف.