زيارة بومبيو لفلسطين والجولان بلطجة وإرهاب دولي منظم / أسعد العزّوني

328

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 19/11/2020 م …

تأتي زيارة جورج بومبيو وزير خارجية المقاول المودع ترمب ،لكل من فلسطين وهضبة الجولان المحتلتين،تعبيرا عن البلطجة التي تتسم بها أمريكا منذ نشأتها عام 1776 ،بعد إبادتها لسكان الأرض الأصليين الهنود الحمر ،وإستعباد من تبقى منهم،وتكريسا للإرهاب الدولي المنظم الذي ترعاه وتتصف به أمريكا ،صاحبة المجازر وحملات الإبادة والقنابل الذرية التي سقطت فوق هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين قبيل نهاية الحرب الكونية الثانية عام 1945،ومجازرها في كوريا وفيتنام والعراق وأفغانستان والخليج ومنطقة الشرق الاوسط بعامة ،وجريمة تبنيها للكيان الصهيوني بعد غروب شمس بريطانيا العظمى التي سلّمت العهدة لمجرمي إبادة الهنود الحمر في أمريكا الشمالية.

زيارة بومبيو للمنطقة وفي مرحلة الصراع على البيت الأبيض بين الصهيوني جو بايدن والمقاول الفالت ترمب،لا تمثل نفسه ،وإنما هومبعوث للمقاول ترمب ،كي يتذلل للصهاينة ،ويمنحهم حقوقا لا يمتلكها ،رشوة لهم كي يعيدوا النظر في موقفهم من ترمب ، ليقلبوا الكفة لصالحة،وهذه الزيارة عبارة عن هدر لكرامة الإدارة الأمريكية ،ممثلة برئيسها ووزير خارجيته،وهي إستجداء رخيص على حساب حقوقنا نحن العرب كافة.

بدأ المبعوث بومبيو زيارته لفلسطين بزيارة مستدمرة “بساغوت”المقامة على أراض البيرة في الضفة الفلسطينية،وتحدث أمام “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي ،بمذلة ومهانة ،وباعه النتن ياهو كلاما فارغا ومعسولا على غرار أن مستدمرة إسرائيل هي أفضل صديق لأمريكا،وأن العلاقة الأمريكية –الإسرائيلية بلغت مداها بفضل ترمب،لكنه لم يوضح لماذا باع النتن ياهو المقاول وتخلى عنه في الإنتخابات الأخيرة.

كانت وقاحة وزير خارجية ترمب الذي جاء يتذلل للنتن ياهو ويبيع مستدمرة إسرائيل مواقف نشاز ،إنتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني ولحقوق الإنسان ولميثاق الأمم المتحدة ،إذ أشاد بمنتجات المستدمرات ،وأعلن ان حركة المقاطعة العالمية ال”BDS“حركة معادية للسامية،وهو هنا لا يتحدث بلسان امريكي بل لسان إسرائيلي صهيوني،ومع شديد الأسف لم يجد من يتصدى له ويشعل الأرض من تحت أقدامه،ويجبره على الفرار مثل الفأر والإختباء في أي جحر يتيسر له،وقد صدعت الإمارات بما أمر به حكامها ،وفتحوا أسواقهم لمنتجات المستدمرات،في موقف لا يقل خسة ولا دناءة من موقف بومبيو نفسه او مشغله المقاول ترمب،ولا ننسى موقف سلطة اوسلو المهين .

بعد مستدمر “بساغوت “بالضفة الفلسطينية ،زار صبي المقاول ترمب الذي مثل دور شاهد الزور بجدارة ،هضبة الجولان السورية المحتلة ،ومارس هناك عهرا سياسيا لا يقل بجاحة عما قاله في مستدمرة “بساغوت”،إذ أكد ان من حق مستدمرة إسرائيل الدفاع عن سيادتها،مقرا بذلك أن هضبة الجولان السورية هي إسرائيلية ،وهو بذلك يحاول إصطياد عصفورين بحجر واحد،النفاق لمستدمرة إسرائيل ،والضغط على سوريا كي يوافق السوريون على مطالب أمريكا الظالمة في سوريل للإستحواذ على النفط والغاز السوري وامور أخرى.

اختم أن صبي السياسة بومبيو ومشغله المقاول ترمب ،لو وجدا أصحاب مواقف صلبة في المنطقة لما قامرا وغامرا بموقفهم السياسي،ولكنهما ومن يدور في فلكهما موقنين ،أن البيدر العربي لم يعد فوقه ديكة.