المتصهينون العرب أشد خطرا من صهاينة اليهود / أسعد العزّوني

377

كورونا” حرب عالمية ثالثة سلاحها بيولوجي / اسعد العزوني – مدارات عربية

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 26/9/2020 م …

ما يحز في النفس ويجرح القلب تلك النقلة النوعية المهولة في الصراع العربي-الإسرائيلي ،الذي إنحسر مؤخرا ليصبح صراعا فلسطينيا-إسرائيليا ،انحاز فيه النظام الرسمي العربي إلى مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،وظهر المطبعون العرب بصورة أكثر تقززا من الصهانية أنفسهم ،الذين يخوضون في الأساطير الصهيونية التي قام عليها تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين ،ضمن مقاولات أنجزها المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس،مع أبناء التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب،قامت على التنازل عن فلسطين مقابل تمكينهم من حكم جزيرة العرب.

بحكم عملي كصحفي كنت ومن خلال المؤتمرات الدولية ألتقي بعض عتاة الصهيونية وبمحض الصدفة ،وتدور بيننا نقاشات حادة حول مستدمرة إسرائيل ،وكنت في معظمم الأحيان أتغلب عليهم فيضطرون للانسحاب من النقاش مهزومين ومغلوب على أمرهم،كما جرت جولات من الحوار مع بعض صهاينة الداخل الذين كان بعضهم يقسم لي في نهاية المطاف ب”القرعان”أي القرآن، أنهم مقتنعون تماما بأن لا علاقة تربط اليهود بفلسطين لا من قريب ولا من بعيد،ولكنهم الآن فيها،وقال لي عراقي من البصرة ذات حوار”إحنا فيها وإذا عربك زلام يطلعونا منها”.

لكن الحالة غير ذلك بالنسبة للمتصهينين العرب الذين تبنوا بدون نقاش الأساطير اليهودية التي تتعلق بفلسطين ،وإستبدلوا عقولهم بعقول الصهاينة وكذلك ألسنتهم ،فها هو المعارض السوري  المدعو كمال اللبواني المقيم في ستوكهولم  بالسويد والذي زار مستدمرة إسرائيل،يظهر على قناة الجزيرة صهيونية  بمنطق عز نظيره  عند الصهاينة أنفسهم ،ويجرّم المقاومة ويمجد إسرائيل ،ويبدو أنهم في مستدمرة إسرائيل أجروا له عملية زرع دماغ جديد ،وليس غسيل دماغ ،لأن ما قاله لا يخطر حتى  على بال الصهاينة الموغلين في صهيونيتهم.

ولدينا شواهد اخرى على تصهين العربان في جزيرة العرب ،إذ تحول بعض السعوديين ممن يحملون ألقابا مثل باحث وإعلامي إلى أبواق صهيونية تهاجم الشعب الفلسطيني وتنتقص من كرامته وتقلل من شأنه،وهم بذلك فاقوا صهاينة اليهود الذين لم يجراوا على فعل ذلك إن تلميحا أوتصريحا،مما أدخل في نفوسهم الدهشة من قدرة هؤلاء المتحولين على الإتيان بما لم يأت به عتاة الصهيونية ،وبطبيعة الحال فإن هؤلاء المتصهينين موجهون رسميا ومن خلال أجهزة أمنية تحالفت مع الموساد.

طلع علينا أيضا صهاينة جدد في كل من إمارات ساحل عمان المتصالحة قسرا، ما عدا إمارة الشارقة العربية بقيادة الأصيل د.سلطان القاسمي،ينعقون بنعيق الصهاينة الجدد ويستبيحون كل محرم لنيل الرضا الصهيوني،إلى درجة أنهم جنّدوا رجل الدين فلسطيني الأصل وسيم يوسف ،للهجوم على الفلسطينيين والدفاع عن مستدمرة إسرائيل ،ووصل الأمر به كمنافق أن يعتذر للصهاينة عن كل إساءة لحقت بهم قبل إتفاق إبراهيم الماسوني بين عيال زايد والصهاينة .

المضحك المبكي أن جزيرة البحرين لحقت بالركب الماسوني وشاركت عيال زايد في إتفاق إبراهيم الماسوني،ومن ثم الهجوم على الشعب الفلسطيني ،وتمجيد الصهاينة ،وتأييد حقهم في فلسطين ،كل ذلك من أجل نيل الرضا الصهيوني وحماية أرصدتهم من سطوة المقاول ترمب الذي قال لهم أن رصيدهم البالغ 700 مليار دولار أمريكي أكبر من احتياجاتهم وحجمهم.

عموما فإن ما يجري في جزيرة العرب لا يعدو عن كونه زوبعة في فنجان أو “جمعة مشمشية” كما يقال،فأهلنا في جزيرة العرب سيعيدون السكة إلى طريقها الصحيح بعد أن يلفظ البيت الأبيض المقاول ترمب،الذي تعهد بحماية مشيخات الخليج مقابل حلبهم وسلب إراداتهم وتطبيعهم مع مستدمرة الخزر في فلسطين.