اي ميناء ينتظر رسوّ  سفينة  العراق المتعبة  ؟ / كاظم نوري

588

العراق معادل اقليمي لتجربة الفوضى الخلاقة - مركز العراق الجديد

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 30/6/2020 م …

منذ عام الاحتلال 2003 وحتى الان لم يشهد العراق الاستقرار وبعد وباء الغزو الكارثي داهم العالم  وباء ” كورونا” ليكمل مسيرة الموت والدمار في العراق وكانه كتب على العراقيين ان يكونوا حقل تجارب للاسلحة وللفيروسات والجراثيم وكم من الاصوات المتعقلة دعت قبل عام 2003  الى عدم السماح للاجنبي بدخول العراق واجراء عملية التغيير تخلصا من النظام السابق وان يكون التغيير بايادي عراقية  لكن تلك الاصوات تلقت ” تهمة العمالة ” لنظام صدام وكان اول من دعا العراقيين كما نتذكر الى ضرورة عدم السماح اوالتعاون مع الاجنبي بهذا الشان  السيد حسن نصرالله الذي لم يسلم من الاتهام بالوقوف مع صدام في حينها على السنة الكثيرين من الذين كانوا” يطلقون  على نفسهم معارضة” و يتوسلون الولايات المتحدة باجراء التغيير و” اشاعة  الديمقراطية ” التي جربها العراقيون وادركوا انها مجرد اكاذيب وشعارات زائفة.

الامريكيون الذين قادوا غزو العراق مع البريطانيين واحتلاله كان اكثر ما يزعجهم ان يسمعوا من معارض للنظام السابق انه يفرق بين معاداة النظام وبين العراق لانه كان  هناك في اوساط ” المعارضة”  من لايهمه العراق بقدر اهتمامه بالوصول الى الحكم حتى  في عراق  مستباح ومدمر وهو ماحصل فعلا.

 ومنذ الغزو والاحتلال الامريكي والسفينة العراقية  بلا ربان اصيل  تتلاقفها الرياح شرقا وغربا  بل هناك ” ربابنة ” واية ربابنة ؟؟  ورست كما يعتقد البعض بعد التغييرات  الاخيرة لكنها لن  ترسوا ابدا بعد  هذه التغييرات التي اوصلت الكاظمي الى رئاسة الحكومة  انها مرحلة تكمل بقية المراحل التي مرت بها البلاد لان الدستور” سبب البلاء”  باق لم يتغير والوجود الامريكي باق مستندا على ذات الاكاذيب والالاعيب ومن تسلموا السلطة من ” الحيتان ” واللصوص والسراق لازالوا في مواقعهم ” بالرئاسات الثلاث” اضافة الى رئاسة الكرد ام المصائب والبلاء ليتهم غابوا عن وجه العراق ليسلم العراقيون على ماتبقى من  سيادة بلادهم المغيبة  و ثرواتهم التى نهبت عبر المحاصصة المقيتة مثلما استحوذوا على السلطة والحكم  وتبادلوا الادوار مع الموجودين في بغداد طيلة 17 عاما.

هناك من دعم الكاظمي  لانه مستقلا وليس منتميا الى حزب او جماعة من جماعات السلطة الحاكمة  باعتبار ان الانتماء وعدم الانتماء هو المقياس لخلاص العراق من واقعه المزري علما ان جميع المعطيات تؤكد ان هذا الشخص لم يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات عن كفاءة او تخصص بل بحكم علاقاته وهو ما الح عليه ” الاسطة ” رئيس الجمهورية لمعرفته به بعد ان عمل معه ” صانع” في مجلة مغمورة لاوزن لها ولن نسمع بها الا بعد تعيين الكاظمي رئيسا للحكومة و سمعنا ان اختصاصه ” اعلام” والاصح ” علاقات خاصة” وليس اعلام لاننا نعرف مستواه الاعلامي منذ عام 2001 لنسمع بانه اعلامي اخيرا .

لقد هبت” مواقع الكترونية” بل جيوشا من المطبلين وبصورة ملفتة للنظر وهي تدعم الكاظمي في اجرائه الاخير ضد الحشد الشعبي والذي  اكدت وكالة رويترز انه واحد من تعهداته لواشنطن مثلما تظاهر المئات في مناطق بغداد وغيرها وهم يهتفون ” لابن الشعب البار” الذي لم ينتم الى احزاب السلطة  لان حزبه ” الشعب العراقي” كما قال بجمع من الصحفيين  اما عمله كرئيس مخابرات كان مجرد ” راس حاجة” كما يعرض اصحاب المحلات والدكاكين بعض بضائعهم وحاجياتهم  وكانت ” المخابرات ” راس الحاجة لديه وبضاعته المطروحة على الساحة العراقية” .

لهذا السبب تطبل له جيوش الكترونية بعد فساد وكساد  بضاعة ” السراق واللصوص” التي روجوا لها طيلة عقد ونصف من السنين واصبحت بائرة .

ونسيت الجيوش الالكترونية وها نحن نذكرها  ان تردد  شعارات  ” بالروح والدم نفديك  يا ريس ” طالما ان ” حزبه الشعب العراقي” كما قال في لقاء ابناء ” مهنته” ؟؟؟

لقد انشغل من يحكم العراق طيلة 17 عاما بامور اهم من الشعب والوطن ” نهب” وسرقات وفساد اداري ومناصب واستغلال  واتاحوا الفرصة للمنظمات الامريكية التخريبية  وانظمة ” البترودولار” الخليجية الفاسدة بالعمل في وسط وجنوب العراق واستغلوا غياب ”  السلطة الحاكمة المنشغلة بامور جانبية” ليجدوا لهم اانصارا في تلك المناطق جراء شراء الذمم ليتكون ” جيش الجوكر”  الذي اطل مستغلا مطالب وحقوق العراقيين المغيبة لاكثر من عقد ونصف من  السنين و ليتصدر المشهد داعما لربان السفينة العراقية الجديد في تنفيذ  المرحلة.

وحتى  لا يتهمنا البعض بالتشاؤم فلم نعد نتوسم خيرا  بهذا القادم من وراء الكواليس ليضع حدا لماساة العراق بعد ان خاض العراقيون تجربة اكثر من عقد ونصف من السنين تاكد خلالها ان الاجنبي اي اجنبي كان حتى لوكان هنديا اذا احتل بلد ما لابد وان يتعامل مع جميع اولئك الذين يمدوا له يد العون باحتقار ومن موقع المتفضل عليهم ما بالكم اذا كان المحتل دولة متغطرسة منفلتة لا تعير وزنا للاخر لاسيما وان الاخر مجرد موظف لديها يخدم مشاريع مخططاتها و موسساتها ” المخابرتية اوالعسكرية او الامنية  ينفذ ما يصدر عنها من اوامر دون مناقشة .

هذا هو حال العراق وتخيلوا في اي ميناء سوف ترسوا  سفينة  العراق المتعبة ”  في ظل وجود هؤلاء دون ان نستثني منهم احدا وحتى ذلك الذي  هبت الجيوش الالكترونية مطبلة لخطوته بالايعاز الى جهة عسكرية لمداهمة تجمع للحشد الشعبي قرب بغداد واطلاق تصريحات لاصحة لها  دون ان يمس حوتا من حيتان الفساد المرابطة على امتار من مكتبه في المنطقة الخضراء .