عرب .. وين … طنبورة … وين ؟! / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الجمعة 19/7/2019 م …
عنوان هذا المقال “حكاية ” ربما غير واقعية يعرفها الكثير من العراقيين وقد تفوت على العديد من القراء الاعزاء. هذه الحكاية نتداولها في العراق : وطنبورة هو اسم امراة ” خرساء صماء” لاتسمع ولا تتكلم متزوجة وان زوجها اعتاد عندما يريد ان يمضي معها ليلته يفرش لها الفراش” البطانية” وهي بهذه الطريقة فقط تعرف ماذا يريد زوجها.
وفي احدى الليالي اجتاحت مياه الفيضانات القرية التي تسكنها ” طمبورة وزوجها” فهب الزوج وفرش الفراش من اجل ان يلملم حاجيات البيت المهمة واذا ب” طمبورة” تنطرح وتتمدد على الفراش ظنا منها ان زوجها كالعادة يرغب في قضاء لحظات معها.
من هنا جاء المثل العراقي ” عرب وين طمبورة وين؟؟.
خطر ببالي هذا المثل وانا استمع الى مطالب فرنسية وردت على لسان مستشار الرئيس الفرنسي تتعلق ب” تهدئة الاوضاع فيما يتعلق ب” الاتفاق النووي ” مع ايران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة,
المبعوث الفرتسي اراد ان يظهر للعالم على انه ” شريف” عفيف” وان بلاده اي فرنسا ” تحولت الى ” حمامة سلام” بات يهمها نزع فتيل الازمة في الخليج لكنها في واقع الحال تحولت الى ” طمبورة” .
تقدم المبعوث الفرنسي بمطالب الى طهران لاعلاقة لها ” ب” الاتفاق النووي” ولا ترتبط به من قريب او بعيد منها مثلا دعوته ايران لسحب قواتها وقوات حزب الله من سورية وكذلك الطلب من الحوثيين وقف قصف مواقع ومطارات داخل السعودية وعدم استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ.
الشيئ الغريب الذي بتنا نسمع به اينما ينطلق صاروخ او تحلق طائرة مسيرة باتجاه موقع او مكان في دولة حليفة بل ” عميلة ” للولايات المتحدة تتجه اصابع الاتهام الى ايران حتى وان كان الصاروخ او الطائرة موجهة ضد حكومة او نظام عميل للغرب يقع في اقاصي الامزون؟؟
طمبورة اوربا اي ” فرنسا” تريد ان لاتسمع ولاترى لاتسمع بان الصواريخ والطائرات المسيرة هي من صنع ايادي اليمنيين توجهوا الى ذلك بعد ان شعروا ان دول ” العالم الحر” وفي المقدمة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لم يعد يعنيها الموت المجاني للشعب اليمني والدما ر الذي حل بالبلاد جراء الحرب التي فرضت عليها ” انها حرب اجرامية مدعومة من الغرب الاستعماري.
طمبورة اوربا لم تر ضحايا قصف الطائرات الذي يتواصل للعام الخامس على المدن والقرى اليمنية ويستشهد العشرات من الابرياء لا لذنب ارتكبه اليمنيون بل لانهم يرفضون ” العبودية” ويؤمنون بان امهاتهم ولدتهم احرارا.
” طمبورة اوربا فرنسا” تعتقد وبغباء انهم يتبعون الى ايران او ان ابناء اليمن يفتقدون للكفاءات العلمية التي بامكانها ان تنتج وتطور اسلحة ما تذود بها عن كرامتها وتحمي بلادها وتدافع عن حياتها وتطلب من ايران ان تدعوهم الى وقف قصف مطارات ومنشئات نفطية داخل السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة ردا على القصف الاجرامي وكان صنعاء عاصمة البطولة والرجال الاشداء تابعة الى ايران مثلما هو موجود الان حيث تعتمد العديد الانظمة العميلة والفاسدة في المنطقة على السلاح الامريكي او الفرنسي او البريطاني.
طمبورة اوربا ” فرنسا” ليس صماء وخرساء بل ربما عمياء لانها لا ترى الطائرات الحربية التي تهاجم يوميا قرى ومدن اليمن ولم تبق مدينة او قرية في الشمال والوسط الا وتعرضت لصواريخ وقنابل من صنع “طمبورة اوربا ” او حليفلتها الغربيات.
طمبورة اوربا ” فرنسا” تنتظر الرد الايراني على هذه المطالب الى جانب تعهدات اخرى قطعتها على نفسها وما اكثر التعهدات التي تنصلت منها دول الاتحاد الاوربي ارضاء ل” واشنطن “وفي المقدمة فرنسا.
يحق لنا بعد كل ذلك ان نستبدل الحكاية العراقية ” حكاية عرب وين.. طنبورة وين “الى حكاية جديدة ” ايران وين .. طنبورة وين” بعد ان ظهرت طنبورة اوربا بحلتها الجديدة ” ممثلة ب” فرنسا”؟؟؟
لاندري ما علاقة الحرب العدوانية على اليمن او دعم ايران لسورية في حربها ضد الارهاب ب” الاتفاق النووي الموقع بين ايران ومجموعة دولية تضم من بينها” طمبورة اوربا فرنسا” والذي انسحبت منه واشنطن خلافا لكل الاعراف والمواثيق الدولية؟؟ .
انها حقا بلطجة ووقاحة من دولة تسمى دولة عظمى مثل فرنسا ؟؟
التعليقات مغلقة.