ربّ صدفة خير من ألف ميعاد! / عارف كعكاني

0 210

عارف كعكاني – الخميس 17/4/2025 م …

في لحظة عابرة للزمن ، أو بالأحرى هاربة من الزمن، تناول هاتفه الخليوي وأغمض عينيه وطلب رقما عشوائيا من قطر عربيّ يبعد عن وطنه مئات الكيلومترات.

= = هالو

  • – هالو … نعم … من يتكلم؟! … جاء صوتها الذي يشبه العزف المنفرد على الكمان.

= =  ليس الإسم هو المهم، يمكنك اعتباري أحد المتطفلين ممن يحبون التعرف على أصدقاء جدد .

  • – نعم، ولكن … ألا تدرك أن تصرّفك هذا شيء غريب؟

= = بلى، أدرك ذلك وأكثر … وأنا لا أغصبك حقك في إقفال خط الهاتف في وجهي إن كنت لا تودّين التحدث إليّ.

  • – لا لا لا … ليس هذا ما أقصده، لكنها فعلا طريقة غريبة للتعرّف على أصدقاء جدد.

= = أرجو أن يتسع صدرك يا آنستي لما قد تعتبرينه تطفل منّي ، ولنحاول معا أن نكون صديقين، مع إدراكي لبعد المسافة بيننا، وربما أننا لن نلتقي يوما وجها لوجه.

  • – عموما أهلا وسهلا بك … ما اسمك الكريم؟

= = اسمي عارف… وأنت؟

  • – أنا ميرنا.

واستمر حديثهما ربما لأقلّ من ساعة بقليل.

كانت متحفظة، فلم تتحدث عن نفسها كثيرا، في الوقت الذي اندفع صاحبنا يحدثها باستفاضة عن الكثير من الأمور، وكأنه لم يتحدّث لأحد منذ قرون!!

انتهت مكالمتهما الأولى بما اعتبره نجاحا مبهرا .

وما أن أغلق هاتفه حتى شعر بارتياح عميق لم يشعر به منذ سنوات  طويلة.

كان وكأنّ عقله وقلبه ووجدانه قد فلتت من عقالها وحلّقت بعيدا بعيدا إلى حيث هي.

قبل انتهاء المكالمة تواعدا أن يتحدثا لاحقا …

من المؤكد أنه سيتصل بها قريبا … بل قريبا جدا… هكذا أسرّ لي.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

خمسة + 15 =