اردوغان وعلاقته بالعرب وموقفه من القضية الفلسطينية / ميلاد عمر المزوغي
ميلاد عمر المزوغي ( ليبيا ) – الثلاثاء 25/3/2025 م …
سيطر الاتراك على معظم البلاد العربية على مدى اربعة قرون, نظرت اليهم الشعوب العربية على انهم اخوة في الدين ,لكنهم أوغلوا في نهب الثروات وفرض الضرائب المجحفة (الميري),وقاموا بقمع الثورات التي قامت ضدهم, نكّلوابرموزها, واجبروا اخرين على الفرار,عاشت الشعوب العربية حياة البداوة , لم يقمالاتراك بأية مشاريع تنموية تذكر في البلاد العربية, استخدموا الاموال المجباة في ازدهار اقتصادهم وتطوير مدنهم عمرانيا,وانشاء اساطيل بحرية تجوب البحر المتوسطفي اعمال قرصنة عادت عليهم بالخير الوفير .
مع انطلاقة الربيع العربي كان الاتراك مشاركين وبفاعلية فيها, نراهم اليوم يتدخلون في شؤون كل من العراق وسوريا يمنعون عنهما مياه الفرات, في سوريا ساهموا في اسقاط النظام من خلال رعايتهم للمجموعات الارهابية وامدادهم بالسلاح وتدريبهم على مدى عقد من الزمن,وهم اليوم يسيطرون على الشمال السوري, أما في ليبيا فانهم يرعون المجموعات المسلحة بمختلف انواع الاسلحة ويشجعون السلطة القائمة في طرابلس على البقاء وامدوها بالمسيرات لمحاربة الخصم, ويتمركزون في قاعدة الوطية غرب ليبيا ,وتحتضن تركيا زعماء تيار(الاخوان)الذين يقومون بتحويل الاموال العامة التي يتم نهبها الى تركيا لتقوية عملتها المنهارة. كمأ ان معظم اعتمادات الاستيراد لحكومة غرب البلاد, توجه الى تركيا.
الرئيس اردوغان حاول الانضمام الى الاتحاد الاوروبي لكنه جوبه بالرفض, لانتهاكه حقوق الانسان في بلده, وكذا عدم اعترافه بمجازر الاتراك ضد الارمن,لا باس اذن من التوجه الى الشعوب التي كانت تحت سيطرة امبراطورية بني عثمان, لدغدغة مشاعرهم والحديث عن وقوفه مع قضية العرب الاولى قضية فلسطين, لكن مواقفه كانت شكلية لم تفد القضية الفلسطينية في شيء, منها انسحابه من دافوس (الحوار حول السلام في الشرق الاوسط)بعد مواجهة ساخنة مع بيريس حول غزة, وسفينة الاغاثة ماقي مرمرة التي هاجمها الكيان الصهيوني قبالة سواحل غزة واسفر عن مقتل عشرة من الاتراك لكن اردوغان لم يثار لهم بل اكتفى بالتنديد والاستنكار, وهي سمة المتخاذلين وفي مقدمتهم الحكام العرب.
لقد احتضنت تركيا اليهود الفارين من دول البلقان عقب اندلاع الثورات بها ضد العثمانيين, لا باس من التذكير بالعلاقات التركية الصهيونية وكان ذلك في العام 1949 وكانت حينها اول دولة ذات اغلبية مسلمة تعترف بالكيان الصهيوني وتم توقيع عدة اتفاقيات عسكرية بين البلدين واجراء المناورات المشتركة.
لا باس من التذكير ببطولات الرئيس اردوغان ومناقبه,فهو الرئيس المسلم الوحيد الذي حصل على ميدالية “الشجاعة اليهودية” من اللوبي الصهيوني, كمازار الصهاينة خمس مرات، ووقف عند قبر تيودورهرتزل مؤسس الصهيونية غرب مدينة القدس يترحم عليه ويبارك انجازاته, ايضا في خلافة السيد اردوغانوقّعت تركيا 60 اتفاقية مع إسرائيل، وبلغ حجم التبادل التجاري أكثر من 9 مليارات دولار سنويًا,(الاسرائيليون)يدخلون تركيا بلا تأشيرة. وهناك تعاون عسكري بين الكيانين الصهيوني والعثماني حيث يتواجد في تركيا ثاني أكبر مصنع أسلحة إسرائيلي في العالم ، ولم يُغلق يومًا رغم كل صراخه عن غزة. كما ان تركيا ترسل لهم الامدادات المختلفة ,حيث ادلت السفيرة الاسرائيلية في تركيا” بان النفط الاذربيجاني الذي يصلنا عبر ميناء جيهان التركي هو شريان الحياة الوحيد بعد الازمة في البحر الاحمر”.ومن يصفق له بدعوى التزامه الديني، فقد طُمست بصيرته.