اموال المودعين: من كوميديا “جعجعة بلا طحن/ طحين” الى زمن “الطحين بلا جعجعة”! /  الياس فاخوري

0 340
 
الياس فاخوري ( الأردن ) – الخميس 6/3/2025 م …
اموال المودعين في لبنان: من كوميديا “جعجعة بلا طحن/ طحين” الى زمن “الطحين بلا جعجعة”!
اليوم ابدأ ببركة الآيتين الكريمتين 2-3 من سورة الصف:
 
 “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ” .. “كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ.”
 
كما تحضرني  اجابة يسوع في إنجيل لوقا (8: 21): “أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا.” 
 
ومن كوميديا ويليام شكسبير “Much Ado About Nothing” (جعجعة بلا طحن/ طحين) الى “زمن الطحين بلا جعجعة”!
 
 
منذ انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية تشهد الأوضاع النقدية تحسناً ملحوظاً حيث ارتفعت احتياطيات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية .. ولدى مصرف لبنان رؤيته في موضوع اعادة الودائع ويتميّز بحسن تواصله مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ووزير المالية تنفيذاً للتعهد الملزم بضرورة اعادة اموال المودعين .. 
 
وبهذا الخصوص، كلنا يعلم أهمية الحضن العربي والدعم الدولي .. وكم من قائلٍ انه وصلت للحكم جهات تعتمد الحضن العربي وتأمل دعماً أميركياً لاحياء الدولة وتثبيت المعادلة في لبنان .. فهل تُسهِّل أميركا وحلفاؤها إعادة الودائع لاصحابها (ام تُعيدها ايران!؟)، وهل تُسهِّل إعادة الإعمار، وتفرض الانسحاب الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات فينجح رهان العهد الجديد على حفظ السيادة دون الحاجة الى المقاومة او ايران!؟ 
 
صحيح ان لبنان قد يحتاج الى نظريات آدم سميث وملتون فيلدمان، ولكن ليس بلغة بديع الزمان الهمذاني، ولا بسياسة التعاميم ورفع سقف السحوبات التي تبقى حلولاً تكتيكيةً غير جذرية .. وكفانا احاديث عن ترقب دراسات شاملة لتحديد المسؤوليات وإعادة الهيكلة والتعافي المالي والاقتصادي فاموال المودعين وحقوقهم  في حمى الدستور اللبناني​ والقوانين، ولا يجوز المساس بها إطلاقًا – نقطة على السطر! هي مسؤولية الدولة/الحكومة/البنك المركزي وكل مؤسساتهم والمصارف وكافة الاصول والموجودات ..
 
بعد مؤتمر القمة وبعد زيارة رئيس الجمهورية للمملكة العربية السعودية، وبعد ان تم التركيز على أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القسم الرئاسي الذي أعلن فيه الرئيس رؤيته للبنان واستقراره، وتنفيذ ما جاء بمضامين البيان الوزاري، وبعد ان تمّت استعادة مصطلح “قدسية الودائع” الواردة في خطابَي القسم والتكليف — لم يعد هناك من مبرّر للمماطلة والتسويف، ولتكن أولوية الحكومة للمودعين، لا للمصارف!
 
وكنت سابقاً، وفي غير مقال، قد اشرتُ الى الخوارزمي وهديّته للحضارة وللعالم التي أدّت لولادة الذكاء الاصطناعي .. وتمنيّتُ – بمنطق الخوارزميات هذا – ان نهجر التركيز على القواسم الى تعظيم الجوامع حيث تُمثّل اعادة أموال المودعين الجامع المشترك الأعظم لكل اللبنانيين الذين ذَهَبوا أَيْدِي سَبأ، وَتَفَرَّقُوا فئات وطوائف وقبائل وخنادق وجبهات! . نعم بمنطق الخوارزميات (أُم الذكاء الاصطناعي) اذهبوا من “القاسم المشترك الأكبر” الى “الجامع المشترك الأعظم” بتحرير أموال المودعين من احتلال “الداخل” وإعادتها لاصحابها كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة (كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة)، وتكراراً “حقوق المودعين في حمى الدستور اللبناني​ والقوانين، ولا يجوز المساس بها إطلاقًا – نقطة على السطر”!
 
وليس من داعٍ هنا لإعادة ترداد ما جاء على ألْسِنَة السادة المعنيين (اصحاب السعادة، والمعالي، والدولة، والفخامة) من تصريحات ومقالات ومداخلات وبيانات حول ضرورة اعادة أموال المودعين لاصحابها، لا الى أثرياء الغفلة من أشباه أشباه أشباه قِرَدَة إيلون ماسك!
وهذا فخامة الرئيس “يوسف/جوزف” يأتينا بالحسن والعون، ف”تنوف” دولة العدالة، وتتحرر الارض والودائع ويحل ال”سلام” .. فلا اضاع الله لكم أجراً!
 
 
الدائم هو الله، ودائم هو لبنان، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

12 + عشرة =