هذه إسرائيل / فارس الحباشنه
يحق لنتنياهو ان لا يكترث الى نصائح الى خصومه والفرقاء السياسيين، ولا حتى لنصائح جو بايدن.
وكما يبدو ان بايدن خائف على اسرائيل اكثر من نتنياهو.. وطبعا، خوف بايدن على اسرائيل ليس من العرب، طبعا باستثناء حزب الله ومحور المقاومة.. ومتى كانت اسرائيل تخاف من العرب. بايدن على إسرائيل من اسرائيل نفسها، وخائف على اسرائيل من نتنياهو ! مجلة فورن افريز الامريكية، وهي شبه حكومية ومقربة من البيت الابيض، وقالت انها تخشى على اسرائيل من الهلاك بسبب الحرب. و معلقون اسرائيليون قالوا : نخشى على دولتنا ان تصبح دولة فاشلة وجمهورية موز.
ومليون يهودي حزموا حقائبهم وغادروا ارض الميعاد وعادوا الى امريكا ودول الغرب ومن حيث أتوا الى اورشليم.
اسرائيل جمهورية موز.. وقد تتحول من الدولة الاولى في اقتصاد المعرفة الرقمية والصناعة التكنولوجية الى دولة حثالة.
ومن دولة تتباهى في الديمقراطية الى دولة يحكمها « الغيتو» والزنازين والاسيجة والجدران، والديكتاتورية الدينية او بوصف ادق « الداعشية التوراتية».
الاحتجاجات والمظاهرات والمواجهات امام الكنيست في تل ابيب كشفت كم ان المجتمع الاسرائيلي مقسوم ومكسور.
ومن ساحات الاحتجاج في تل ابيب سيبدأ سقوط الهيكل الثالث. قالها مؤرخ يهودي. كلام المؤرخ يتزامن من دعوة اهالي الجليل الى اعلان حكم ذاتي مستقل ومنفصل عن تل ابيب.
نتنياهو يرقص في السيرك الانتخابي الامريكي. وما يحكم عقول اليمين الاسرائيلي انتظار انتخاب ترامب، ونتنياهو على ثقة بعودة ترامب الى البيت الابيض.
امريكا لم تستمع الى مهاترات نتنياهو، ومحاولته جر امريكا لحرب اقليمية كبرى. وبعد صواريخ ومسيرات حزب الله التي دكت تل ابيب، ووصلت الى اعماق دولة الاحتلال، فان واشنطن اصرت على الهدوء في الاقليم. و نتنياهو حاول الهروب في ازمته في الداخل واخفاقه في حرب غزة ان يذهب الى خيار جبهة لبنان واشعال حرب.. هي عقلية اسرائيلية محترفة في صناعة الحروب والانتقال من مأزق الى اخر.
مظاهرات تل ابيب اندلعت قبل طوفان الاقصى وحرب غزة.. ونتنياهو لم يأبه للمظاهرات ولا نوعية المتظاهرين.. وتجاهل النصائح الامريكية.. وتجاهل اي تداعيات لكارثة وانقسام وانشقاق اسرائيلي داخلي، وصراع بنيوي في قلب البيت الاسرائيلي، وهو صراع على الحكم والسلطة وهوية الدولة.
الصراع في اسرائيل لا ينحصر على المؤسسة المدنية والسياسية.. بل انه يطال الجيش والمؤسسة العسكرية. والخطر يكبر ويتوسع ليمس جيش الشعب.. وعلى اعتبار ان الجيش مقدس عقائدي لدى اغلبية الاسرائيليين، ويعتبر الذراع التوراتي لقيام الدولة وبقائها وديمومتها وحمايتها من « الاغيار « اعداء اسرائيل.
متطرفون يمينيون، وجماعة الحرديم والمستوطنات يهددون بدولة مستقلة في المستوطنات.. والانقسام الاسرائيلي ينذر بحرب شوارع طاحنة في دولة الاحتلال.