التنافس والتسابق والغيرة بين أفراد المجتمع / حسام عبد الحسين

0 238

حسام عبد الحسين  ( العراق ) – الإثنين 2/9/2024 م …

مصطلح التنافس والتسابق والغيرة مصطلح بمعنى واحد. 

أصبحت حالة التنافس والتسابق والغيرة حالة طبيعية في المجتمع، يخبأها أفراده ولا يظهروها، لكنهم يعتبروها حالة بشرية طبيعية، في حين هي مرض نفسي تنشأه الأسرة منذ الصبا وتجعل الأطفال الأخوة والأقارب والأصدقاء يتنافسون ليتهرب والدان الأسرة من تعب ومسؤولية بناء الاكتفاء الذاتي للأطفال أو لا يدركون ذلك.

وقبل الأسرة هذا المرض تخلقه الطبقات الحاكمة من أجل فرقة المجتمع، وبالتالي؛ السيطرة القوية عليه، وتمرير ما تريده من قوانين وغايات. 

ولا تكتفي الطبقات الحاكمة في إدخاله على الأسرة فحسب وإنما خلقته في التجارة، لأنها صنعت تجارة حرة ليربح أفراد الطبقات الحاكمة ومن يعمل تحتها بإدارة تجارتها، فهي ليست حاكم واحد وإنما طبقات حاكمة لابد أن تخلق منافسة وغيرة وتسابق لأجل الربح، ولو افترضنا أنشأت سوق حكومي مركزي ينتهي مرض التنافس والتسابق والغيرة، لذا هذا المرض صناعتهم. 

إن الأمراض الاجتماعية تشبه الأمراض الجسدية المعدية كما يشبهها مختصي علم الاجتماع، لذا نجد مرض التنافس والتسابق والغيرة انتشر ما يقارب ٩٠٪؜ بين أفراد المجتمع، حيث كلما قلت ثقافة ووعي مجتمع زادت نسبة انتشاره، ونرى التفكك الاجتماعي والأحقاد والتوتر ودس السم بالعسل وضعف الأصدقاء والمزاح الملوث بالحقد..الخ. 

وتجذر في الأسرة والعمل والمدارس والجامعات والسوق ومواقع التواصل الإجتماعي..الخ. 

توجد أسئلة مهمة منها، ما الضرر بالتنافس الإيجابي؟

الإجابة: توصلنا على إنه مرض فهل يوجد مرض سلبي وايجابي! إضافة إلى وجوده مضر بحياة الإنسان الداخلية والاجتماعية، لأن الطبقة الحاكمة كي تربح لابد من خلق فوارق طبقية لذا وجود هذا المرض سيؤدي إلى تدمير نفس الإنسان، لأنه يرى وجود الفوارق الاجتماعية أمر طبيعي ونجاح كما يروج إعلام الطبقات الحاكمة. 

سؤال/ أليس من المفترض أن ننافس هذه الفوارق

ونصبح في المقدمة بالتنافس؟

الجواب/ الفوارق الاجتماعية صناعة سياسية تنشأ بتوزيع غير عادل لثروة البلد وفساد مشرعن، وبالتالي؛ يرفض من يحمل الفكر الإنساني أن يكون ضمن هذه الفوضى، لذا التنافس في أصله مرض وفي فعله لا إنساني. 

سؤال/ كيف نطالب بحقنا من السلطة؟

الجواب/ بالرفض ومعرفة حركة النظام الرأسمالي، لأن من يفهم هذا النظام بدقة تتضح لديه سلطات العالم جميعها، لذا الرفض والمعارضة السياسية تختلف عن التنافس. 

سؤال/ يتقدم الفرد بالتنافس؟

الجواب/ تقدم خالي من مشاعر السعادة والاستقرار النفسي، فهو يصارع نفسه ويعيش الضغط ويخسر سنوات من عمره دون أن يرى منجز لنفسه، لانه يقارن نفسه بمن ينافسه، وبالتالي؛ يسير بطريق الوهم وليس طريقه للنجاح. 

سؤال/ علم النفس يمدح التنافس؟

الجواب/ يوجد فارق فكري مهم، هناك من يعتقد أن “علم” النفس صناعة الرأسمالية العالمية لتحويل مأساة البشر على أنفسهم وتخليص الطبقة الحاكمة من صناعة هذه المأساة. والتنافس هو طريق لتفتيت المجتمع، ويخدم الطبقة الحاكمة كما بينا في بداية المقال. 

إن الإنسان لا يمكن أن ينال السعادة دون سعادة الآخرين، وبالتالي؛ يجب أن يعيش مع ذاته ولنفسه، ولا ينظر لأحد سوى ليومه السابق والحالي ويقارن بينهما وماذا يفعل غداً، يعيش بإمكانياته الجسدية والمالية والفكرية، يحقق نتاجه الفكري ويسعى للأمام لهدف النجاح سواء فردي إلى الهدف لا الأفراد أو جماعي مع أشباهه.

حين يشفى الإنسان من هذا المرض يجد الراحة عندما يرى راحة وتقدم الآخرين، وليس الأفضلية عليهم، تنشأ بداخله قوة رهيبة تذهب به للسعي لتحقيق غاياته، ويصنع طريق لنفسه لا منافسة بطريق الآخرين, ويحقق الاكتفاء الذاتي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تسعة عشر − 14 =