الرفيق القائد الأممي جوزيف ستالين … سيرة ذاتية مختصرة ويتصرّف / عاطف زيد الكيلاني

0 237

عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) – الأحد 1/9/2024 م …

* مقدّمة …

ليس من السهل على الكاتب أن يتناول سيرة حياة قائد أمميّ كبير كالراحل الرفيق ستالين.

ومع ذلك، فقد آثرت أن أركّز على مفاصل الأساسية في مسيرة هذا القائد الشيوعيّ الفذّ، والذي قاد الإتحاد السوفياتي في أحلك الظروف وانتصر على جحافل النازية والفاشية، وبهذا يكون قد ساهم بشكل أساسيّ وكبير في إنقاذ البشرية من المصير المظلم الذي كان ينتظرها فيما لو انتصرت النازيّة.

إنها سيرة مختصرة جدا لسيرة هذا القائد الأمميّ الكبير، والذي تحتاج سيرة حياته المفصّلة إلى العديد من المجلّدات.

جوزيف ستالين، الذي وُلد بإسم يوسف فيساريونوفيتش جوجاشفيلي في 18 ديسمبر 1878، كان أحد أبرز القادة في تاريخ القرن العشرين.

برز دوره كزعيم للاتحاد السوفيتي، وترك بصمة كبيرة على الأحداث العالمية من خلال سياساته وأساليب حكمه.

في هذا المقال، سنتناول سيرة حياة ستالين بالتفصيل، بدءًا من نشأته وتكوينه الشخصي، مرورًا بمسيرته السياسية، وصولاً إلى تأثيره على التاريخ العالمي.

 

  1. النشأة والخلفية العائلية

وُلد ستالين في مدينة غوري، جورجيا، التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية آنذاك.

كان والده، فيساريون جوجاشفيلي، خياطًا فقيرًا، بينما كانت والدته، كايتا غيلادزه، تعمل خادمة. كانت العائلة تعاني من فقر مدقع، مما أثر على حياة ستالين في مرحلة الطفولة.

في سن مبكرة، أظهر ستالين استعدادًا كبيرًا للدراسة، والتحق بالمدرسة الدينية في تبليسي، حيث حصل على تعليم ديني ولغوي.

إلا أن تعليمه في هذه المدرسة لم يكن دون صعوبات، حيث كان يعاني من الفقر والضغوطات الاجتماعية.

 

  1. النشاط الثوري والتطور السياسي

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بدأ ستالين بالانخراط في النشاط الثوري.

تأثر بأفكار الاشتراكية الماركسية، وبدأ في الانضمام إلى الحركات الثورية في القوقاز. أظهر شجاعة وفعالية في تنظيم الإضرابات والنشاطات الثورية ضد النظام القيصري.

في عام 1903، انضم ستالين إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي، وأصبح من أنصار جناح البلاشفة تحت قيادة فلاديمير لينين.

خلال هذه الفترة، كانت حياة ستالين مليئة بالاعتقالات والنفي، حيث قضى عدة سنوات في المنفى في سيبيريا.

 

  1. صعوده إلى السلطة

مع اندلاع الثورة الروسية عام 1917، نجح البلاشفة في الاستيلاء على السلطة في أكتوبر، وأصبح لينين قائدا للاتحاد السوفيتي الجديد.

في السنوات التي تلت ذلك، بدأ ستالين في الظهور كقائد رئيسي في الحزب الشيوعي.

تولى عدة مناصب إدارية مهمة، منها أمين اللجنة المركزية للحزب.

بعد وفاة لينين في عام 1924، دخل ستالين في صراع على قيادة الحزب والدولة مع قادة آخرين مثل ليون تروتسكي وجيورجي دزيرجينسكي.

استخدم ستالين أساليب دبلوماسية وداخلية للسيطرة على الحزب، وبحلول نهاية العشرينات، أصبح هو الزعيم الفعلي للاتحاد السوفيتي.

 

  1. حكم ستالين وطرق حكمه

كان عهد ستالين معروفًا بتطبيق سياسات قاسية.

ويعيب عليه منتقدو عهده بأنه اعتمد على نظام من التهديدات والاعتقالات والملاحقات السياسية لترسيخ سلطته.

ومن بين السياسات الرئيسية التي اتبعها:

 

التحولات الزراعية والصناعية: قاد ستالين حملة واسعة لتحويل الاتحاد السوفيتي إلى قوة صناعية.

شمل ذلك إنشاء مشاريع ضخمة في مجال التصنيع والبنية التحتية، وأدى إلى تحويل البلاد من اقتصاد زراعي إلى قوة صناعية كبيرة.

ومع ذلك، كانت هذه السياسات مكلفة وأثرت على حياة العديد من الفلاحين، حيث عانى الكثيرون من المجاعات التي نجمت عن تنفيذ سياسات الزراعة الجماعية.

 

التطهير الكبير: في أواخر الثلاثينيات، قاد ستالين ما عُرف بـ “التطهير الكبير”، وهي حملة واسعة لاعتقال وتصفيات آلاف من أعضاء الحزب الشيوعي والضباط العسكريين والمثقفين الذين كانوا يُعتبرون تهديدًا لوحدة الحزب والدولة.

شملت الحملة عمليات اعتقال وتعذيب وإعدام، مما أثر على الحياة السياسية والاجتماعية في الاتحاد السوفيتي.

 

الرقابة والديكتاتورية: قام ستالين بفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام والثقافة، ومنع أي معارضة.

كان هناك أيضًا وجود واسع لجهاز الأمن الداخلي، الذي كان مسؤولًا عن تنفيذ سياسات القمع والمراقبة.

 

  1. تأثيره على العالم

كانت لفترة حكم ستالين تأثير كبير على مستوى العالم.

خلال الحرب العالمية الثانية، قاد ستالين الاتحاد السوفيتي في معركة ضد قوى المحور، وحقق انتصارات هامة مثل معركة ستالينغراد وغيرها.

بعد الحرب، أصبح الاتحاد السوفيتي قوة عظمى في النظام الدولي، وشارك في الصراعات الجيوسياسية مثل الحرب الباردة.

 

كان لستالين أيضًا تأثير كبير على السياسة العالمية من خلال محاولة نشر الأيديولوجية الشيوعية في دول أخرى.

ساعدت سياسات ستالين في تشكيل المعسكر الشرقي خلال فترة الحرب الباردة، وهو ما كان له تأثير طويل الأمد على العلاقات الدولية.

 

  1. وفاة ستالين وإرثه

توفي جوزيف ستالين في 5 مارس 1953، إثر نزيف دماغي.

بعد وفاته، بدأت عملية مراجعة لسياساته في الاتحاد السوفيتي، حيث تم انتقاد العديد من أساليب حكمه في فترة “الإنكار” أو “الإصلاحات”.

في السنوات التي تلت وفاته، تم إعادة تقييم إرثه بشكل نقدي.

فقد اعتبرت العديد من سياساته القمعية والاقتصادية مؤلمة ومضرة بالبلاد.

ومع ذلك، لم يكن من الممكن إنكار تأثيره الكبير على تاريخ القرن العشرين.

 

*الخاتمة …

جوزيف ستالين كان شخصية محورية ومعقدة في تاريخ القرن العشرين.

فقد نجح في تحويل الاتحاد السوفيتي إلى قوة عظمى، ولكن ذلك جاء على حساب الكثير من الدماء والدمار.

إرثه لا يزال موضوعًا مثيرًا للجدل والدراسة، حيث يمكن رؤية تأثير سياساته على مستوى العالم في مجالات متعددة، من العلاقات الدولية إلى التطورات الاقتصادية والاجتماعية.

.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عشرين + 19 =