روسيا  والتعامل بحسن النوايا مع  دول الغرب الاستعماري / كاظم نوري

318

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 12/6/2024 م …

قبل اكثر من عام تحدثنا عن خطورة النظام  الحاكم  في اوكرانيا ليس على روسيا فحسب بل على حلفاء موسكو و عموم اوربا الشرقية ووصفناه بغدة  سرطانية  يتوجب استئصالها وان روسيا كان بمقدورها منذ عام 2014  ان تتخلص منه عندما استعادت جزيرة القرم وان تعيد دونباس الى حضن الام روسيا  لكنها لم تفعل ذلك لاسباب نجهلها ولجات بعد ثماني سنوات  اي عام 2022 الى العملية  العسكرية الخاصة وتواصلت الحرب بل تطورت بعد مرور اكثر من سنتين واتخذت منحى خطيرا  باستهداف مدن روسية بداخل العمق الروسي وتنفيذعمليات ارهابية  جراء دعم دول الغرب الاستعماري وفي المقدمة الولايات الولايات المتحدة.

لاندري  ما اذا كانت روسيا حتى هذه اللحظة تعمل  بحسن النوايا ازاء الخصوم لاسيما وان موسكو التي كان بامكانها ان تسقط نظام  العميل زيلنسكي في اوكرانيا منذ تلك اللحظة  التي انزلت فيها قواتها قرب العاصمة كييف  في بداية العملية العسكرية  الخاصة  ب فبراير شباط عام 2022 لكنها سحبتها في حينها  مبدية حسن النوايا  وليس ارغمت على ذلك كما كان يدعي الغرب عندما وافق النظام   العميل في اوكرانيا على اجراء مفاوضات مع روسيا وفعلا جرت المفاوضات  في بلاروسيا ثم اسطنبول ووافق زيلنسكي على الشروط الروسية لكن دول حلف ” ناتو”  وفي المقدمة بريطانيا والولايات المتحدة حثت كييف على الانسحاب من المفاوضات ومواصلة الحرب وهو رهان غربي استعماري على محاولة الحاق هزيمة استراتيجية بروسيا وهذا لم يحصل رغم المراهنات على الهجوم الاوكراني المضاد  الذي احبطته موسكو .

كانت فرصة في حينها ان تضع حدا لكل مشاريع الغرب في اوربا الشرقية وتفشل المخططات التي تستهدف الجغرافية والشعب الروسي.

وهاهي الولايات المتحدة تحاول ان تعيد ذات الرهان على زيلنسكي الذي وصل الحال به ان يطلب من الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات القيام بانزال عسكري مشابه لانزال نورمندي خلال الحرب العالمية الثانية.

الوضع في اوكرانيا بحالته الان اخذ يفتح شهية الغرب من جديد بالحديث عن الاستعداد لسيناريو  الحرب طويلة الامد” ضد روسيا  رغم مضي اكثر من عامين على  اندلاع الحرب .

واعتبر تقرير صادر عن مركز الدراسات الستراتيجية والدولية الامريكي ومقره واشنطن “ان العودة الى المستقبل” وهو اشارة الى  حقائق الحرب الباردة حيث باتت تعتبر روسيا “التهديد الاكبر اهمية”.

لقد تعاملت روسيا منذ عام 2014 بحسن النوايا مع الاسف الشديد مع الغرب حين وافقت على اتفاق مينسك بمشاركة المانيا وفرنسا  حول الوضع في دونباس واكتفت بالتحرك  في جزيرة القرم  كما فعلت ذلك سابقا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عا م 1991 عندما وثقت بتعهدات الغرب بعدم زحف حلف  ناتو  شرقا وهاهو ناتو يزحف ويضم دولا مجاورة الى روسيا كانت على الحياد.

صحيح ان روسيا تحركت وحققت نجاحات في القارة الافريقية  واستقطبت   دولا الى بريكست التي تحولت الى قوة اقتصادية كبيرة فتحت شهية دول حليفة للولايات المتحدة بالانضمام اليها  وها هي تركيا تعرب عن رغبتها بالانضمام الى بريكس

لكن الصحيح ايضا ان روسيا كان عليها ان تحسم الحرب عام 2014 في نفس العام الذي حسمت فيه قضية جزيرة القرم وان لاتتنظر نتائج لقاء مينيسك  وان تتجنب هذا الصداع الذي  يتواصل الى يومنا الحاضر وقد يفضي الى اشعال حرب عالمية ثالثة جراء الاستهتار الغربي الاستعماري.

 

التعليقات مغلقة.