فلسطين … مجاهد عمارنة يخرج من سجون الاحتلال فاقداً للنطق والذاكرة

247

مدارات عربية – الخميس 18/4/2024 م …

كتب محمد بلاص:
بدا الأسير المحرر مجاهد مجد عمارنة (22 عاماً) من بلدة يعبد جنوب غربي جنين، أمس، عاجزاً عن التعرف عن أقاربه بعد وقت قصير من الإفراج عنه من سجون الاحتلال، حيث كان فاقداً للنطق وللذاكرة وفي حال يرثى له.
ووفقاً لعائلة عمارنة والذي أطلقت سلطات الاحتلال سراحه، أول من أمس، فإنه أمضى عامين ونصف في سجون الاحتلال سبقها عامان ونصف آخران، وعانى خلال سنوات اعتقاله من التعذيب والعزل لفترات طويلة، وأفرج الاحتلال عنه وهو يرتدي ملابس قديمة وحافي القدمين، وبدت عليه علامات صدمة قوية تعرض لها في السجن.
وقال أستاذ القانون الدكتور محمد عمارنة، إن ابن شقيقه مجاهد عانى من الإهمال الطبي في سجون الاحتلال منذ أكثر من عام، وعندما أفرج عنه كان يعاني من كسور في أضلاعه وكدمات في كتفه جراء الاعتداء عليه بالضرب المبرح قبل الإفراج عنه، ما تسبب له بضرر في العصب السابع أثر على يده وقدمه.
وأضاف عمارنة لـ “الأيام”، إن ابن شقيقه عانى من العزل الانفرادي لفترات طويلة، وتفاجأت عائلته عند استقباله أنه فاقد للذاكرة وغير مدرك لما يجري من حوله ولم يتعرف حتى على عائلته، وتم نقله إلى المستشفى حتى يكون تحت الإشراف الطبي ومعرفة ما تعرض له.
ومضى “مجاهد في حالة صعبة للغاية، فهو لا يتكلم، وحالته الصحية سيئة نتيجة ما تعرض له أثناء اعتقاله، وهو لا يعبر عن شيء سوى الاندهاش من كل ما حوله”.
وأوضح أن مجاهد أمضى عامين ونصف العام في الأسر، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله وأعاد الحكم عليه عامين آخرين ونصف العام، وعندما انتهت فترة حكمه مع بدايات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حولته سلطات الاحتلال للاعتقال الإداري، وتعرض حتى آخر أيام اعتقاله للضرب وفقا لما أكدته الفحوص الطبية التي أجريت له بعد إطلاق سراحه، وكشفت عن وجود رضوض وكسور في جسده.
وبين عمارنة، أن مجاهد فقد نحو 35 كيلوغراماً من وزنه، وسقطت أسنانه، وهذا كله يؤكد مدى قساوة الظروف التي يعيشها الأسرى.
وأشار إلى أنه عند إطلاق سراح ابن شقيقه تعرف عليه بعض المواطنين في منطقة الظاهرية قضاء الخليل، والذين استقبلوه، إلا أنه لم يكن قادرا على التعرف على أحد وعاجزا عن الكلام، وهذه هي حالته حتى الآن رغم عودته إلى أهله.