هكذا يفكر الكيان الصهيوني / اسعد عبدالله عبدعلي

911

  اسعد عبدالله عبدعلي – الجمعة 12/4/2024 م …  

الأحداث في الشرق الاوسط يدفع بها “البعض” كي تصل الى طريق مسدود, كي يحصل الانفجار الكبير, كما ترغب به الصهاينة والقوى الكبرى,  وهكذا نجد ان حرب غزة وصلت إلى طريق مسدود, استمرار قتل المدنيين وتهجير العرب, مع صمت عالمي, وعلى حدود لبنان الجنوبية الصراع مشتعل وهو خطوة قبل اندلاع الحرب الحقيقية, والكيان في ورطة حيث الاستنفار الكامل لقوته في غزة وفي حدوده الشمالية, لذلك يريد ان يفلت من المأزق عبر افتعال حدث كبير, فكان قصف مبنى القنصلية الايرانية في دمشق, والهدف هو توسيع الحرب وجر إيران للدخول المباشر, كي تتدخل امريكا واعوانها بشكل مباشر ايضا, وترفع الضغط الحالي عن الكيان الصهيوني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تضرب فيها القوات الصهيونية أهدافا إيرانية في سوريا، لكنه يمثل تصعيدا خطيرا في حرب الظل الطويلة مع إيران. 

·      ما بين السطور

ولم يعلن المسؤولون الصهاينة مسؤوليتهم علانية عن الهجوم, ولكن ايضا لم ينفوا الاتهام، فلا يوجد ادنى شك انهم المجرمون, وتهدف مثل هذه الهجمات الصهيونية إلى تحصيل ثمن من الجانب الإيراني مقابل دعمه لمحور المقاومة, لكن هدفهم أيضاً هو مواجهة الإيرانيين بشكل مباشر، بدلاً استمرار الموجهة مع خط المقاومة, ويعترف الصهاينة بأن جريمتهم الاخيرة قد تؤدي إلى رد فعل انتقامي من ايران، لكن قيادة الكيان الصهيوني يعتقدون أن الإيرانيين يتجنبون المخاطرة، على الأقل عندما يتعلق الأمر بتعريض شعبهم للخطر، وسوف يتراجعون اخيرا.

وبينما يبدو الكيان الصهيوني عالق في حربه مع حماس في غزة ومواجهتها في الشمال مع حزب الله، فإنها تبدو على استعداد متزايد لخوض مثل هذه المخاطر, التي قد تغير من خارطة المنطقة وتوازن القوى.

       رؤية صهيونية للمستقبل

الكيان الصهيوني قلق من البرنامج النووي الايراني, وسعيد بالدور الامريكي في محاصرة ايران, وقلق جدا من استمرار حرب غزة المكلفة جدا على كل المستويات, مع تصاعد السخط الاوربي ضد الصهاينة وما يفعلوه من مجازر في غزة, ويرى الصهاينة في دعم ایران لمحور المقاومة يقوض الاستقرار الإقليمي وتهدد القوات والمصالح الأمريكية, لذلك اقدمت على جريمتها في دمشق لدفع ايران الى اي فعل متوقع, يمكن ان يكون ذريعة لقصف ايران وحزب الله بشكل همجي قد يكون باستخدام اسلحة محظورة, ومؤكد سيكون بعون امريكي واوربي كبير جدا, وهذا الهدف الاكبر للصهاينة, هذا هو المستقبل الذي يسعى لرسمه الكيان الصهيوني, والذي لو تم سيشكل شرق أوسط مختلف جدا.

لذلك على القيادات الايرانية وخط المقاومة ان تكون خطواتها في المرحلة الحالية محسوبة بالمسطرة, مع توخي الحذر الشديد.

       القلق الصهيوني من حزب الله

اصبحت الحرب مكلفة جدا للكيان الصهيوني, ويشعر بالخطر المميت من ترسانة حزب الله, وهو يدرك مقدار الخطر الذي يشكله حزب الله على أمن الصهاينة, لذلك يحاول الصهاينة استغلال وجود الترسانة الامريكية ومحاولة جر حزب الله لحرب كبيرة, تكون نتيجتها ضربة كبيرة من البارجات الامريكية لمواقع حزب الله, والمحصلة منها الخلاص من القلق الصهيوني المزمن, وقد حاول الصهاينة جر حزب الله لهذا المخطط عبر القصف اليومي والاغتيالات في الضاحية الجنوبية, وعبر مختلف الوسائل, لكن بقيت ردود حزب الله متوازنة مجرد قصف وكميات صواريخ محدودة.

ومعروف ان ايران هي من تدعم خط المقاومة ومنها حزب الله, لذلك جاء قصف القنصلية الايرانية مسعى لدخول حزب الله لحرب اوسع, وهو ينتظر هكذا ردة فعل ليحقق السيناريو المرسوم.

لكن قيادات حزب الله حكيمة وتنظر للأمور بعقلانية, بعيدا عن اي خطوة غير محسوبة, مما فوت الفرصة على الصهاينة, ولم يحققوا لحد الان اي مكسب من جريمتهم بل زاد قلقهم ومخاوفهم, وحيرتهم في شكل الرد الايراني او خطوات من حزب الله.

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.