فاجعة  بيروت المدمرة .. هل كانت  بفعل دولة ممولة  للحرب في سورية ؟ / كاظم نوري

459

فاجعة بيروت.. شهود عيان يروون لـ"العين الإخبارية" لحظات الرعب والأمل

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 6/8/2020 م …

كارثة حلت بلبنان وشعبها  دوى الانفجارات  وصل عنان السماء لكن  صوت فيروز الشجي  يبقى  يصدح في  صباحات هذا البلد المضياف رغم محاولات الاعداء اليائسة لكم الافواه واسكات الحناجر التي تردد دوما ” الان الان وليس غدا”  بيروت العزيزة   التي    تحتل موقعا  مميزا في قلب كل عربي مثل  دمشق وصنعاء وطرابلس وبغداد وبقية عواصم الامة .

لبنان الذي تتشابك فيه المصالح الاجنبية  وصل  الوضع الاقتصادي فيه الى حافة الافلاس ومحاولة تجويع اللبنانيين  من قبل دول معروفة على الطريقة التي استخدمتها ضد العراق وشعبه  سابقا في ظل الحظر الدولي  وضد سورية التي تتعرض لضغوط هائلة سياسية وعسكرية  واقتصادية  تحت مسميات مختلفة من بينها ” قانون قيصر الامريكي”.

  الكارثة تمثلت بوقوع انفجار هائل في مرفا بيروت   الانفجار الذي اودى بحياة المئات والالاف من الجرحى   يتوزعون على جنسيات مختلفة  كون  بيروت تعد  عاصمة  عالمية  تستضيف كل من يرغب بزيارتها  فضلا عن حجم  الدمار الذي  يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار وفق  مسؤولين لبنانيين .

هناك روايات كثيرة اخذت طريقها الى الاعلام من بينها  هذه الرواية التي تحدثت  عن شحنة الموت بباخرة تحمل” نترات  الا مونيوم “. الباخرة اسمها ” روسوس” تحمل علم ملدافيا وعلى متنها 2750 طنا من نترات الامونيوم اتصلت الباخرة من ميناء باتومي في جورجيا السوفيتية سابقا  متوجهة الى موزمبيق في ايلول عام 2013 .

 وعرجت  الباخرة على مرفا بيروت وكان بامكانها ان ترسوا في موانئ اقرب لها في اليونان وقبرص   الا ان دخولها  الميناء في بيروت  كان متعمدا لتمرير الشحنة الى الاراضي السورية برا لتعذر دخولها المياه الاقليمية السورية وتوقفت قبالة السواحل اللبنانية لسهولة التعامل مع السلطات البحرية هناك  بالرشاوى والجاسوسية ولامكانية تفريغها في قوارب صغيرة ونقلها عبر البر الى سورية  لكن يبدوا حينها ان كل المحاولات والضغوط فشلت لتمرير الشحنة ولم يكن اما م السلطات القضائية اللبنانية  سوى حسم الموضوع قضائيا والتصرف بهذ الكمية من  المواد الخطرة  بشكل امن .

ووفق الرواية ذاتها جرى نقل اطنان هذه المادة  القابلة  للانفجار مابين تموز 2014 وتشرين اول 2015 الى مستودع بمرفا بيروت وبقيت هناك ال ان وقع المحظور الذي لابد وانه كان بفعل فاعل .

 ان دواعي الفساد والاختراق كما هو معروف  اعاقت سير  الاجراءات وتسببت في تاخير  الحسم واتخاذ القرار وتنفيذه على وجه السرعة وعندما يئست جهة المصدر وهي احدى الدول الممولة للحرب ضد سورية  وفق الرواية  من  تمرير صفقتها لم يكن امامها الا الانتقام وتفجيرها عبر احداث حريق اولي من المؤكد  سيؤدي الى انفجار الشحنة وتدمير بيروت .

اما ما تطرق له الرئيس الامريكي ترامب حتى قبل اجراء اي تحقيق و معرفة ملابسات الكارثة فيدخل في اطار ” السفسطات والثرثرة الفارغة التي عودنا عليها هو وبقية ” طاقم الكذابين” و  نفتها حتى وزارة الدفاع الامريكية ” البنتاغون” عندما اكدت عدم مصداقية سيد البيت الابيض.

ان مسلسل تدمير الدول العربية وقتل وحتى تجويع  شعوبها تحول الى مادة يومية لدى الدول  الاستعمارية وفي المقدمة الولايات المتحدة ارضاء ” لاسرائيل” والا بماذا يجري تفسير محاصرة لبنان وشعبها وسبق ذلك  فرض الحظر على العراق لسنوات حتى اسقاط النظام الحاكم فيه  وهاهي سورية وشعبها تواجه حظرا احاديا الجانب خلافا للقوانين الدولية والشرائع الانسانية وكذا الحال بالنسبة لليمن التي تواجه هي الاخرى حربا كارثية للعام السادس على التوالي .

لبنان وشعبها يدفعان ثمن عدم الانحناءة للغطرسة الامريكية والسير في طرق التطبيع الذي اختاره خونة الامة ” مع ” اسرائيل”  مثلما يدفع اليمن وشعبه ذات الثمن لرفضه الانحناءة عند اقدام امراء وملوك ” البترو دولار” الذين ادمنوا الاهانات التي يوجهها لهم الرئيس الامريكي ترامب وبتنا نشعر بالخجل حين نرى ” العقال العربي” يهبط الى هذا المستوى المتدني لسادة البيت الابيض .

ان محاولة صرف الانظار عن الفاعل الحقيقي الذي يقف وراء الفاجعة في لبنان من خلال خلط الاوراق لم تعد تجدي نفعا ولابد ان تتكشف الحقيقة بصرف النظرمن  ان  بعض التصريحات التي اخذت تنطلق من بعض المسؤولين اللبنانيين  لابعاد لتهمة عن الفاعل  الحقيقي حتى تضيع الحقيقة كما ضاعت في لبنان سابقا عندما حاولوا حرف مسيرة اغتيال المرحوم   رفيق الحريري بزج جهات لاصلة لها بالعملية التي جرت بتفجير موكب المرحوم  رئيس الحكومة الاسبق.