سياسة نفخ الفقاعات / المهندس هاشم نايل المجالي

434

الانطواء الفكري / المهندس هاشم نايل المجالي – الأردن العربي | عربي ...

            المهندس هاشم نايل المجالي ( الأردن ) – الأحد 31 / أيار ( مايو ) / 2020 م …

تقول الحكاية  ان احد الزعماء أُهديَ اليه صقران رائعان من احد اصدقائه ، فقام بأعطائهم للشخص المعني بقصره ليدربهما وبعد اشهر جاءه هذا المدرب ليخبره ان احد الصقرين يحلق بشكل رائع في عنان السماء ، بينما الصقر الآخر لم يترك فرع الشجرة الذي يقف عليها ، فما كان من هذا الزعيم الا ان جمع الاطباء المختصين بالصقور ليحلوا المشكلة ولم يتمكنوا من حث الصقر على الطيران .

فقام الزعيم بالاستعانة بفلاح ليفهم ابعاد المشكلة ، فما كان الا ان الصقر قد قام بالطيران في  عنان السماء بشكل مميز ، فسأل الزعيم الفلاح كيف جعلت الصقر يطير ، فأجابه الفلاح بكل بساطة ( لقد كسرت فرع الشجرة الذي يقف عليها الصقر ) ، كذلك فان تقليم الاشجار تبدو اكثر بهجة وتعطيها قوة ، فليس كل نقص خطأ بل قد يكون فيه اضافة وايجابيات .

هناك كثير من المسؤولين الذين لا زلنا نتشبت بهم ، وهم متشبثين بأغصان الفكر القديم منطفئة ارواحهم وهزلت قواهم المعطاءة ، وعجز فكرهم عن تقديم الابداع والابتكار وما بقاؤهم الا دمار على مؤسساتهم وعلى الوطن ، ووجودهم فقط لحسن تقديمهم لاساليب المحاباة ، ولا زالوا يعيشون على ذكريات اجدادهم ، وليس لديهم أي مقوم من مقومات التجديد سوى قراءة التاريخ القديم والتغني به ، حتى باتت تتساقط كلماتهم كتساقط اوراق الخريف ، فلو كسرنا غصون الخمول الذي يقفون عليها لربما كان عطاؤهم افضل والا فالتغيير افضل من بقاءهم .

وهناك تكتمل دورة الحياة بالتجديد بقيادات شبابية فكرية عملية منتجة انها سنة الحياة والوجه نافذة على الروح ، وتستطيع بمهارتك ان تقرأها والتعرف عليها ان كان نضرة او مرهقة لاستيعاب السلوك الذي يصدر منه .

فهناك مسؤولي الاحباط والتوتر والازدراء الذي ساد وجوههم وكلماتهم وتعبيراتهم ، وهي تعبير عما في باطنهم وعن قدراتهم التي استنفذت ، والوطن بحاجة لقيادات شابة جديدة فيها طاقة متجددة لا تعرف الطاقة السلبية طريقاً لداخلهم ، بل يكونوا على مستوىً عالٍ من الانتاجية .

فكلما زادت عناصر النجاح قوةً وايجابية كلما قلت درجة الاحباط لدى العاملين والعكس صحيح ، وحتى نبتعد عن سياسة نفخ الفقاعات السلبية حيث نكبر اشخاصاً غير قادرين على العطاء والانتاجية يملأهم الهواء طولاً وعرضاً دون نفع او فائدة .

 

[email protected]