ابتعدوا عن  مسمى ” المكرمة  ”  انها حقوق مشروعة   للعراقيين / كاظم نوري

673

يو بي اي: مسؤول اردني ينتقد مكارم الديوان الملكي .. | شرق وغرب ...

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 10 / أيار ( مايو ) / 2020 م …

لاضير ان يستفيد الحاكم اي حاكم من تجربة سياسية  وطنية انسانية اجتماعية ثقافية  واخلاقية  تخدم الشعب كان يمارسها من سبقه  والحديث هنا عن العراق الذي تناوب  على الحكم فيه زعماء عدة وعلينا ان نمر على تجربة حكم فريدة  كانت  في عهد الزعيم الراحل المرحوم عبدالكريم قاسم رغم ما شابها من ازمات  واحتقانات وصراعات  سياسية كانت تقف وراءها قوى معروفة لكن بقى قاسم رافعا شعار ” خادم الشعب”.

تذكرت ذلك عندما دعا الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم الملا مصطفى البارزاني الذي كان يعيش في المنفى للعودة الى العراق وعند عودته ولقائه قاسم قال بالحرف الواحد” انا في خدمة الزعيم” فرد قاسم على بارزاني الاب الذي حمل السلاح لاحقا ضد حكومة الزعيم  نحن في خدمة الشعب .

التفاتة المرحوم قاسم  لم تكن مكرمة بل اعتبرها جزءا من الوفاء لشعب العراق.

 لكن وبمرور الزمن وتعاقب الحكام اعتاد الشعب العراقي على ما يبدوا على ” المكرمات” منذ عهد الرئيس  صدام حسين وتواصل هذا المسلسل ” مسلسل المكرمات” حتى بعد رحيل صدام عام 2003  عندما سمعنا ان رئيس الحكومة الجديدة طمان الموظفين والمتقاعدين بان رواتبهم لن تمس بسوء بعد ان حاول البعض رمي تبعة مسؤولية استقطاعات قد تترتب على هذه الرواتب جراء انخفاض اسعار النفط على رئيس الحكومة المستقيل عبدالمهدى الذي نفى ذلك .

  وللتذكير  بمكرمات  صدام كانت في بعض الاوقات  مثلا ” دجاجة” لكل عائلة  عراقية  يدفع ثمنها المواطن اي مكرمة مدفوعة الثمن ووصل الحال بالعراقيين في ظل حكومات مابعد الغزو والاحتلال يتمنون ” مكرمة ” هي الاخرى مدفوعة الثمن  كانت ولاتزال اشبه بالحلم  في حياتهم لكنها لم تتحقق  هي”توفير الماءالنقي والكهرباء” رغم الوعود وسرقة مليارات الدولارات .

 وبات العراقي يطلب باعلى صوته قائلا ” كلشي ما انريد غير الكهرباء والماء” خاصة في موسم الصيف لكن هذه الامنيات ذهبت ادراج الرياح ولن تتحقق وبتنا نشتري  الكهرباء من ايران وغيرها من دول الجوار وان الولايات المتحدة الامريكية التي تفرض حظرا احادي الجانب على ايران شعرت بالراحة والفرح بمجيئ حكومة الكاظمي و باتت تقدم المكرمات” وكان اولها  اعلان  صدر عن بومبيو وزيرالخارجية تمديد السماح للعراق بالحصول على الكهرباء من ايران لمدة 120 يوما بعد ان كانت 30 يوما ” شمر ابخير”.

الحكومة الجديدة تعهدت كما نرى ونسمع بوسائل الاعلام بدفع رواتب المتقاعدين والموظفين لهذا الشهر ”  نتمنى ان لا يكون  ذلك مكرمة ايضا” انه حق مشروع وواجب على الحكومة  مواصلة تنفيذه لانه يتعلق بحياة المواطن ؟؟.

 كان الاولى بالوزير الامريكي بومبيو طالما  نحن  لازلنا نعيش في عصر ” المكرمات” وان الحديث يدور عن ” الكهرباء” ان يتحفنا  بمعلومة عن مصير وزير الكهرباء الاسبق ايهم السامرائي المتهم بسرقة اموال عقود الكهرباء وهي ب” الملايين او ربما بالمليارات  لان المليون اصبح لايعني شيئا بالنسبة للصوص السلطة ” واعتقل السامرائي  اثر ذلك  وتم تهريبه من  احد السجون في العراق ونقله الى الولايات المتحدة كونه يحمل الجنسية الامريكية.

 وبقيت قصة ” تهريب ايهم السامرائي والفليسات  ” اشبه بروايات  ” الكاوبويز” .

يعني لم يحصل العراقيون على شيئ ” لا ابو علي ولامسحاته”.

مصطلح المكرمة يعني انك تحصل على شيئ مجانا  تكريما لك مقابل عمل اديته لا ان تدفع ثمن تلك ” المكرمة نقدا ” مثلما كان قد حصل  مع  مكرمة ” دجاجة ” صدام لكل عائلة عراقية  .

 ان رواتب المتقاعدين والموظفين حق من حقوقهم المشروعة لايمكن المساس بها ابدا الا في الحالات الحرجة جدا التي تمس الوطن و من قبل حكومة منتخبة تمثل الشعب بصدق لا” حكومات لزكي” مثلما يحصل بالعراق منذ الغزو والاحتلال حيث يجري التزوير في ظل مفوضية كانت تشرف على التزوير وليس على الانتخابات نظرا للتركيبة المؤلفة منها المفوضية” في اطار المحاصصة المقيته .

 حكومات بددت ثروات العراق ونهبت وسرقت المليارات دون ان تحقق منجزا واحدا يلبي مطالب المتظاهرين  العراقيين الذين قدموا مئات الشهداء من اجلها.

يتحدثون عن ” برلمان” ويتحدثون عن اطراف  بعينها لكن كل هذه الاطراف  مجتمعة على شيئ واحد هو” تقاسم المكاسب” وبلا خجل ” شيعة وسنة وكرد” ولا اعني بذلك طوائف الشعب العراقي لان الموجودين في السلطة تحت هذه المسميات لايمثلونها اطلاقا بل يستغلون تلك المسميات للانتفاع والاثراء وهو ما اكدته سنوات مضت دون ان يحققوا مطلبا عراقيا واحدا هو توفيرالكهرباء رغم مضي 17 عاما.

العراقي لازال يحلم حتى الان بالتخلص من ” مصطلحات ” سحب ووطنية” ما يخص الكهرباء  بل تحولت تلك المصطلحات الى ” اشبه ب” لصقة جونسن” اما مشاهد الوايرات المتدلية التي تملا الشوارع فاصبحت ”  المنظر المقزز ” لتضاف الى مناظر الخراب والدمار التي شوهت وجه بغداد العزيزة وشوارعها خاصة شارع الرشيد هذا المعلم التاريخي الذي تحولت ارصفته  الى اشبه مراكز للباعة المتجولين  فضلا عن  فوضى عربات النقل والحمل  التي يجرها البشر من العاطلين عن العمل والباحثين عن مصدر رزق شريف معظمهم من اصحاب الشهادات الدراسية كما اسرني احد الاصدقاء  بعد ان اوصدت السلطة الحاكمة الابواب في وجوههم طيلة عقد ونصف من السنين .