الشحات شتا يستذكر حياة المناضل اليساري المصري الرفيق أحمد نبيل الهلالي

1٬799

في الذكرى العاشرة لرحيله.. ننشر كلمة نبيل الهلالي «قديس اليسار» عن ...

مدارات عربية – الجمعة 17/4/2020 م …

* ننشر في ” مدارات عربية ” هذا التقرير للمناضل والكاتب اليساري المصري الشحات شتا ، ةالذي يستذكر من خلاله سيرة المناضل احمد نبيل الهلالي.

يعطينا رفيقنا الشحات شتا درسا مهمّا في كيف يكون الوفاء لرموزنا الوطنية ليبقوا في تلافيف ذاكرتنا أحياء، حتى ولو رحلوا جسدا ( عاطف الكيلاني ) .

كتب الشحات شتا:

الرفيق احمد نبيل الهلالي … قديس اليسار ( 1922- 2006 م )
الرفيق احمد نبيل الهلالي هو ابن رئيس وزراء مصر في عهد الملكيه احمد نجيب الهلالي.
رفض ان يكون من اغني الاغنياء وفضل ان يكون فقيرا من الفقراء.
دافع عن الاسلاميين والشيوعيين ولم يفرق بين احد قاوم الدولة البوليسيه .
دافع عن كل احرار مصر من شيوعيين واسلاميين وماركسيين واخوان مسلمين.
انه رمز الانسانيه ورمز المحبه ورمز التعايش ورمز السلام .
انه قديس اليسار … الرفيق احمد نبيل الهلالي .
1- لماذا رفض احمد نبيل الهلالي ان يكون من الاغنياء وفضل ان يكون من الفقراء
ذات مره شاهد الرفيق احمد نبيل الهلالي اطفال يلحسون زجاج محل حلويات فنزل من سيارته واشتري لهم كل مايحتاجون من حلويات ثم اخذه واشتري لهم افضل الملابس وافضل الاحذيه واعطي كل واحد منهم مبلغ مالي يستطيع ان يعيش منه فترة طويله وهذه القصه هي سبب رئيسي في رفض احمد نجيب الهلالي ان يكون من الاغنياء ويفضل ان يكون من الفقراء بل ويتبرع بكل ثروته لفقراء مصر وللمدافعين عن حقوق الانسان ويبيع الفيلا الخاصه به ويبيع سيارته ويقول للسائق ابحث لك عن عمل ويقرر ركوب سيارات الاجره مع الفقراء انه حقا من اعظم عظماء هذا العصر انه الرفيق احمد نبيل الهلالي .
2- الرفيق احمد نبيل الهلالي يقول لماذا اخترت الاشتراكيه
اخترت الإشتراكية لأني شاهدت مطبخ المجتمع الرأسمالي وأكتشفت وجهه القبيح.. وطالما هناك رأسمالية ستظل الاشتراكية هي الحل
مع الإسلاميين أدافع عن الانسان «المجرد» لا «المصنف».. ولا يجوز التعامل مع اهدار حقوق خصومنا بمنطق «بركة يا جامع»
في طفولتي رأيت اطفال شوارع يلحسون اللوح الزجاجي لمحل حلويات.. فقفز لذهني سؤال: لماذا يعانون واسرتي غارقة في النعيم؟
الشيوعيون يخطئون ويشيخون ويموتون لكن الماركسية حية متجددة “لا باخت ولا خابت ولا شاخت ولا ماتت”
في حقوق الانسان لا مكان للانتقائية وازدواجية المكاييل.. هناك موقف مبدئي واحد وأصيل هو الدفاع عن حقوق كل إنسان أي انسان
كان الأصوب والأوجب أن يكون تكريمي مناسبة لتقييمي برصد ما يحسب لي من إيجابيات وما يؤخذ على من سلبيات
3-الرفيق احمد نبيل الهلالي يدافع عن الشاعر احمد فؤاد نجم
في عام 1974 اعتقل الشاعر احمد فؤاد نجم بعد القائه قصيدة شحاته المعسل.
واثناء دفاعه قال له القاضي ان احمد فؤاد نجم وصف رئيس الجمهوريه انور السادات بشحاته المعسل .
فقال له المحامي الهلالي ليت السادات كان معسل فالمعسل افضل من السادات وهذه جرأة كبيره من الرفيق احمد نبيل الهلالي .
4- الرفيق احمد نبيل الهلالي يرفض توريث جمال مبارك ويؤكد ان الزعيم احمد عرابي هو اول من رفض التوريث
نحن ايها الاخوة في عام النضال ضد التوريث.
ولذلك ألم يكن الاحق والأجدر بالتكريم الليلة هو الزعيم العظيم.. الرجل البطل.. صاحب براءة ابتكار شعار (لا للتوريث) أحمد عرابي الذي اطلق الشعار متحديا سلطان جائر قائلا: (لسنا عبيدا ولا متاعا ولن نورث بعد اليوم)
5- الرفيق احمد نبيل الهلالي يجيب لماذا تركت الراسماليه وذهبت الي الشيوعيه
منذ مطلع شبابي يواجهني متسائلون يتساءلون :رغم أصلك الطبقي كإبن لأسرة برجوازية كيف تفسر اعتناقك الشيوعية. وماالذي دفعك لهجر خندق الرأسمالية والانتقال بموقعك الطبقي الي الخندق المضاد. وردا علي هذا التساؤل أقول:
أولا انا لست الوحيد من أبناء الطبقات الموسرة الذي تمرد علي طبقته.. سواء في مصر او خارج الحدود بتبني الفكر الاشتراكي.
ويحضرني بهذه المناسبة موقف فيلسوف بريطاني ساخر من أسرة ارستقراطية عريقة كانت له في مطلع شبابه نزعة يسارية . التقي الفيلسوف يوما بقيادة نقابية صفراء ممن نطلق عليهم تسمية “ارستقراطية العمال”.
وعاتب النقابي الأصفر الفيلسوف علي يساريته وهو ابن الحسب والنسب.
فرد عليه الفيلسوف ساخرا بما ترجمته باللغة العربية :” لا تعاتبني يا صديقي.. فالحال من بعضه.. وكل منا خان الطبقة التي ينتمي اليها “.
وثانيا.. لعل إنتمائي لأسرة برجوازية هو الذي اتاح لي فرصة مشاهدة المطبخ الداخلي للمجتمع الرأسمالي.. وأكتشفت من هذه المشاهدة ومنذ الصغر الوجه الصحيح الكالح القبيح للرأسمالية .
6- الرفيق احمد نبيل الهلالي يقول ان والده ترك له حرية الاختيار ويؤكد ان والده كان سببا في حبه للاشتراكيه
من المفارقات الجديرة بالتسجيل أنني مدين لوالدي أحمد نجيب الهلالي رغم نفوره الشديد من الشيوعية بأنه اول من غرس في نفسي افكار وقيم كانت بمثابة نقطة الانطلاق نخو تحديد خياراتي السياسية.
وهو أول من هيّأ ذهني لتقبل وتبنى الافكار الاشتراكية، وذلك من حيث لا يدري.. ومن حيث لا يريد بالطبع.
ولقد تفتح ذهنى على العمل السياسي في مرحلة بلغ الصدام فيها ذروته بين السراي والغد.
وكان الهلالي متطرفا في عدائه للملك والسراي حتى اتهم بأنه جمهوري النزعة.. وأحيل في الاربعينيات من القرن الماضي الى محكمة الجنايات بتهمة العيب في الذات الملكية في سلسلة مقالات كتبها بتوقيع “الديك الجن”.
كما كان والدي شديد التزمت في الاستقامة الأخلاقية والعداء للفساد والرشوة والمحسوبية، وكلها قسمات بارزة في المجتمعات الرأسمالية.
وكان ايضا عميق الايمان بتكافؤ الفرص بين المواطنين وخاصة في التعليم..
وهو أول من تبنى وهو وزير معارف مجانية التعليم.. وفي مقال نشرته مجلة “الكاتب المصري” التي يرأس تحريرها الدكتور طه حسين كتب الهلالي يوما ساخرا من تكافؤ الفرص في التعليم، فقال:
” تطبيق قاعدة تكافؤ الفرص تطبيقا صحيحا يدك نظام المجتمع المصري لأن تعليم الفقراء يفقر الاغنياء.. وفقر الاغنياء داهية دهياء”.
7- الرفيق احمد نبيل الهلالي يشرح قساوة النظام الراسمالي الامبريالي وظلمه للاطفال
صادفتني في مطلع حياتي واقعة مفجعة لازالت محفورة في مخيلتي نبهتني مبكرا الي مدى قسوة التفاوت الطبقي في المجتمع الرأسمالي. فمنذ سبعين عاما أو يزيد وأنا طفل غرير.. دخلت محل حلواني شهير في وسط القاهرة لأتزود بما لذ وطاب من الحلوي والجاتوهات.. ولما هممت بالخروج من المحل صدمني مشهد مأسوي لم انساه ولن انساه مادمت علي قيد الحياة.. حفنة من اطفال الشوارع المشردين يتزاحمون ويتدافعون امام “فترينة” المحل.. ليلحسوا بألسنتهم اللوح الزجاجي الذي يفصلهم عن معروضات يسيل لها اللعاب. يومها قفز في الحال الى ذهني سؤال ولم يغرب ابدا عن البال.. لماذا يعاني هؤلاء الاطفال من البؤس والحرمان بينما انا وأسرتي غارقين في النعيم .. لماذا هذه الفجوة الهائلة بين فقر الفقراء وثراء الاغنياء. وظل السؤال يفتقد الي الجواب حتى قدر لي الاطلاع علي الادبيات الماركسية التي قدمت لي الرد العلمي.
ومنذ استوعبت هذا الرد تحولت النزعة الانسانية في نفسي الي موقف واعي و معادي للاستغلال الرأسمالي.
8- الرفيق نبيل الهلالي يجيب علي الشامتين في تركه للراسماليه وحبه للماركسيه
يواجهني به البعض مقرونا بنظرة إشفاق.. ويواجهني به آخرون مقرونا بنظرة شماتة..
وهو سؤال يقول: لماذا تتشبث بهويتك الشيوعية حتى الآن وقد تهاوت من حولك الانظمة التي كانت ترفع ألوية الشيوعية وتساقطت كأوراق الخريف. ومن رفاقك القدامي من سلم بأنه ضيع في الأوهام عمره وراح يتنصل من ماضيه وفكره .
وردي على هذا السؤال يتلخص في الآتي:
أولا.. الماركسية في نظري ليست نصوصا مقدسة جامدة بل نظرية حية متجددة.
وهي لا باخت ولا شاخت ولا ماتت.
الشيوعيون هم الذي يخطئون ويشيخون و يموتون.
أما الماركسية فهي نظرية قادرة علي تجديد وإثراء نفسها.. وتصويب اخطائها .
ثانيا.. طالما ظلت في دنيانا رأسمالية تمارس الاستغلال الوحشي وطالما ظلت الشعوب تكتوى بنار شرورها ستبقي الماركسية ضرورة موضوعية وستظل الاشتراكية هي البديل الموضوعي عن الرأسمالية.. وستظل الاشتراكية هي الحل.
وكما قال بحق الفيلسوف الفرنسي غير الماركسي جان بول سارتر: “الماركسية غير قابلة للتجاوز لأن الظروف التي ولدتها لم يتم تجاوزها بعد”. يخطئ من يحكم علي مستقبل الشيوعية علي ضوء حاضرها المأزوم، لأن التاريخ ليس أبدا لقطة فوتوغرافية ساكنة للحظة زمنية راهنة. وإذا كان النموذج السوفيتي بكل اخطائه وانحرافاته قد سقط في الاختبار وانهار.. وكان يجب ان يسقط وينهار. فإن هذا لايبرر ابدا الشطب بالقلم الاحمر علي الماركسية ذاتها. تماما كما ان موت المريض داخل غرفة العمليات بسبب خطأ ارتكبه جراح لا يبرر ابدا الدعوة لإلغاء علم الجراحة. سيظل الاطباء يصيبون ويخطئون.. وسيظل المرضي يشفون ويموتون.. وسيظل الطب محتفظا بمكانته كعلم يواصل اكتشاف الجديد.. وأداء رسالته في خدمة الانسانية .
9- الرفيق العظيم احمد نبيل الهلالي يجيب لماذا وقفت ضد الدوله البوليسيه ودافعت عن الاسلاميين
ما يحتاج الي تفسير مشاركتي في الدفاع في قضايا الجماعات الاسلامية.. رغم التناقضات الجذرية بين افكاري وأفكارهم.. لقد أثار موقفي هذا ايضا علامات استفهام عند البعض وامارات استهجان عند آخرين.. حتى ان بعض الزملاء اليساريين ـ سامحهم الله ـ إتهموني بأنني بذلك اقدم الدعم القانوني للارهاب الديني. والقضية في جوهرها أوضح من الاحتياج لأي توضيح.. إ
لا انني اسلم بانها في مظهرها قد تثير الحيرة والالتباس عند بعض الناس.. لذلك فانا التمس العذر لكل من تعجب وتساءل واستهجن..
وأقول لهؤلاء: إن موقفي بداية ينطلق من ايماني العميق الذي لايتزعزع يوما ولن يتزعزع دوما بانه في مجال حقوق الانسان لا مكان للانتقائية في المواقف والازدواجية في المكاييل .فهناك فقط موقف مبدئي واحد وأصيل هو الدفاع عن حقوق كل انسان.. أي انسان.. أيا كانت عقيدته الدينية او اعتقاده السياسي او منطلقه الايديولوجي.. الدفاع عن الانسان المجرد، وليس الانسان المصنف الذي يشاركني الانتماء والتوجهات. وفي مجال الدفاع عن حقوق الانسان المعيار الأوحد الذي يحدد من هو الانسان هو انسانيته وليس دينه ولا لونه السياسي ولا ايديولوجيته . وأنا لم اتوصل الي هذه القناعة باختيار فكري فحسب. وإنما هذه القناعة تولدت لدي من دروس الحياة التي تؤكد أن التغاضي او السكوت عن أدني انتهاك لحريات الآخرين.. حتى لو كانوا منافسين سياسيين او خصوم سياسيين او حتى اعداء سياسيين..
مثل هذا التغاضي هو سهم لابد ان يرتد الي صدر المتغاضي لأنه يسهل علي الدولة البوليسية ارساء قاعدة سرعان ما تعمم علي الجميع، وتكريس نهج سرعان ما تصيب لعنته الجميع.. لذلك لا يجوز ايها الاخوة التعامل مع اي اهدار لحريات خصومنا السياسيين بمنطق ( بركة يا جامع) أو بمفهوم (اللي بعيد عن رأسي أهز له كتافي) .
لقد لقنت مدرسة الحياة الشيوعيين المصريين درسا لا يجب نسيانه سواء من الشيوعيين أو غير الشيوعيين. ففي اواخر الخمسينيات اصدر الحاكم العسكري أمرا عسكريا يبيح له تشغيل المعتقلين أشغال شاقة داخل المعتقلات. ولا بد أن اعترف بان الشيوعيين واليساريين والديموقراطيين تعاملوا وقتها مع هذا الامر العسكري باستخاف توهما منهم بانهم غير مخاطبين به. لا في الحال ولا في الاستقبال، وأنه صدر للتعامل مع المعتقلين من الاخوان المسلمين. ودارت دورة الزمان، فإذا بالأمر العسكري المذكور يطبق لأول مرة و لآخر مرة علي المعتقلين الشيوعيين واليساريين والديموقراطيين داخل سجن “أوردي ابو زعبل” في اواخر عام 1959.
وأرجو كل الرجاء ونحن هذه الايام علي اعتاب صدور قانون جديد لمكافحة الارهاب ألا نعيد ارتكاب الخطأ السابق.. وأن نقف صفا واحدا في وجه اصدر هذا القانون، حتى لو تعللت الدولة البوليسية بأن اصداره يمثل ضرورة لحماية الديموقراطية من شرور الارهابيين.. هذه ضجة فارغة خادعة.. وهي أشبه بما ردده تجار الحروب يوما عن (القنبلة النووية النظيفة).. وما أصدق مقولة الفقيه “تشافي” التي قال فيها: “لم تخترع حتى الآن بندقية تقتل الذئب المتنكر في ثوب حمل.. ولا تقتل الحمل نفسه “.
10- اليساريون يوكلون محاميهم المعتقل للدفاع عنهم واحمد فؤاد نجم يلقي قصيده عن اعتقال احمد نبيل الهلالي
عقب مظاهرات الطلبة والعمال فى عام ١٩٦٨، ١٩٧٢، ١٩٧٣ انضم إليهم فى مطالبهم فتم اعتقاله ومن المفارقات حينما عرض المقبوض عليهم على نيابة أمن الدولة طالبوا بأن يكون محاميهم الأستاذ أحمد نبيل الهلالى إلا أنهم فوجئوا بوجوده معهم فى الزنزانة، فكان شعار مظاهرات الحركة الطلابية (والهلالى لما قام.. خلعوه توب المحاماة ولبسوه توب الاتهام).
وعقب خروجه هذه المرة وجد قضاياه العمالية والمحامين الذين كانوا يعملون معه فى اتحاد عمال مصر، ويستمر كفاحه ونضاله ويعيد تأسيس مكتبه كمكتب حريات وعمال، ويرفض كل عروض التمويل الأجنبى، ويتلقى الطعنات والضربات من الرفاق إلا أنه يبقى شامخا ومتسامحا بنبل أخلاقه،
إنه بحق قديس الحركة الوطنية المصرية بالرغم من أن البعض قام بإدراج اسمه على بعض المراكز أو المكاتب مستغلين طيبته وسماحة أخلاقه،
إلا أننى أقولها شهادة للتاريخ بأنه أول من رفض تلقى تمويل أجنبى، وظل ثابتا على مبادئه حتى وافته المنية، ولم ير الثورة التى مهد لها وناضل من أجلها، وكل من أساءوا إليه حلت بهم اللعنات وشاهدناها بينهم.
من أجل هذا التراث الذكى الذى تحتاج الأجيال الحالية معرفته، ليقضوا بعيدا عن أرباب التمويل الأجنبى والمرتبات السخية- قال المبدع احمد فؤاد نجم:
الهلالى لما قام
قلعوه روب المحامى
ولبسوه توب لاتهام
والنيابة ع الغلابة
طبقت بند اللجام
يا سلاملم يا سلام
والوطن عايش آلام
وإلإذاعة مستباعة
قول يا عم الشيخ إمام
بينما الحالة نيلة
والبلد بالعة الفتيلة
والخواجة بألف حيلة
جاى يلغوص فى البرام
————-
تحية لهذا النبيل الهلالى.
11- من هوالرفيق احمد نبيل الهلالي
ولد أحمد نبيل الهلالى، المعروف بـ«قديس اليسار المصرى» فى أغسطس عام ١٩٢٢ وحصل على شهادة فى القانون عام ١٩٤٩ وعمل فى المحاماة. وهو نجل آخر رئيس للوزراء فى العهد الملكى، أحمد نجيب الهلالى.
نعم، قديس.. ترك كل الإرث الملكى وانضم إلى صفوف الناس الغلابة.. اختار بين خيارات عديدة أن يكون شيوعيا .. فكرا وروحا.
هو ابن الهلالية.. لم يركب إلا المواصلات العامة من منزله إلى مقر مكتبه.
لم يتقاض قرشا من أبناء الطبقة العاملة.. بل كان يدفع من جيبه وتحويشة منزله على قضايا عمال مصر.
لم يكن غريبا أن ينتخبه المحامون ممثلا لهم فى مجلس النقابة.
لم يكن شيوعيا ضد الإخوان بل كان السند الأقوى فى كل وقفاته أمام المحاكم .. كان إنسانا وهو يحاكم نظام السادات ومبارك.
كان القضاة يتركون أوراق التحريات تبع أمن الدولة.. بل ألقى بعضهم بها فى الزبالة.. حتى يستمعوا لهذا الرقيق، ذاك الصلب من حضن الوطن.
فى خناقات الحزب الشيوعى كنت فى موسكو أدرس بفضله.. وكان غريبا أن يقوم حزبه الشيوعى بفصله.. والأغرب أن يقوم هذا التاريخ بتكوين حزب هش تحت اسمه.
تحية من جوه قلبى.. للقديس.. أحمد نبيل الهلالى، كان أحمد، ونبيلا .. وهلالا.. لم تعرفه مصر من قبل ومن بعد. إليكم شهادة مش تبعى.
يقول محامى نقابة الصحفيين.. الأستاذ سيد أبوزيد:
بسبب دفاعه عن العمال تم القبض عليه واعتقاله فى الحملة الواسعة عام ١٩٥٨، وتمت إحالته لمحكمة أمن الدولة العليا على ذمة القضية رقم ٣ حصر أمن دولة عليا لسنة ١٩٥٩ عابدين مع لفيف من المناضلين على رأسهم الراحل الدكتور فؤاد مرسى، والراحل الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله وآخرون، حيث تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، وتنقلوا بين أغلبية سجون مصر بدءا من سجن أوردى أبوزعبل حتى سجن الواحات ولم يفرج عنهم إلا عقب قرارات يوليو الاشتراكية ولم يتاجروا بتعذيبهم أو استقووا بالخارج كما يفعل الإخوان الآن، إنما تناسوا كل هذا، ووضعوا أيديهم فى يد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر متناسين كل ما تعرضوا له من أجل مصلحة الشعب المصرى، ولم يسافروا للعمل بالخارج لتكوين ثروات طائلة إنما ظلوا فى الداخل يكافحون ويناضلون من أجل نظام اقتصادى يعتمد على التنمية الشاملة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وحينما بدأت الثورة المضادة عقب نجاح انقلاب ١٥ مايو ١٩٧١ رفضوا أن يضعوا أيديهم فى يد أعداء الشعب والوطن، وحينما أيقن الأستاذ أحمد نبيل الهلالى أن نظام السادات يسعى لإظهار أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ديكتاتور ويشجع قيادات الإخوان على إقامة دعاوى تعويض عن التعذيب والاعتقال رفض أن يقيم دعوى تعويض عن اعتقاله وتعذيبه
وعقب الإفراج عن الاستاذ نبيل الهلالى قام بإعادة فتح مكتبه بالرغم من ضياع نصفه حيث قام شريكه ببيع نصف المكتب وقام بتأسيسه ورفيقه أحمد عبدالعال ليصبح أفضل مكتب عمالى على مستوى الجمهورية .
12-الرفيق احمد نبيل الهلالي يكرم كل الرفاق الذين دافعوا عن حقوق الانسان
أؤكد لحضراتكم ان أحمد نبيل الهلالي ليس بحال من الاحوال ظاهرة فريدة وغير مسبوقة في مجال حقوق الانسان.. وأحمد نبيل الهلالي لم يكن يوما من الايام “السوبرمان” الذي يدافع بمفرده عن حقوق الإنسان.. فلقد كنت دائما نفرا من كتيبة سبقتها كتائب عديدة وستلحق بها كتائب عديدة . وقائمة انصار حقوق الانسان الطويلة تضم فرسانا من كل ألوان الطيف السياسي.. من محامين وصحفيين وكتاب وقضاة صالوا وجالوا في ساحات الدفاع عن حقوق الانسان.. قلة منهم نالت حظها من التكريم قبل ان ترحل وكثرة منهم قدمت سخي العطاء بعيدا عن الاضواء .
ولكي لا ننسى استأذنكم في التذكير ببعض الاسماء علي سبيل المثال لا الحصر: الدكتور عزيز فهمي.. الاستاذ فتحي رضوان.. الدكتور عصمت سيف الدولة.. الاستاذ ابراهيم طلعت.. الأستاذ عادل أمين.. الاستاذ زكي مراد.. الاستاذ عبد الله الزغبي.. وأخيرا وليس آخرا فقيدنا العزيز الذي رحل منذ ايام الدكتور جلال رجب. وأضيف من بين اسماء رجال القضاء المستشار حكيم منير صليب والمستشار صلاح عبد المجيد والمستشار محمد أمين الرافعي والمستشار سعيد عشماوي .
13- اخر كلام الرفيق احمد نبيل الهلالي
الآن و”أتوبيس” الحياة يقترب من الموقف الأخير.. أسمحوا لي ان اقول لكم: انني اخترت لنفسي طرقا في الحياة اعتز به كل الاعتزاز.. أقول لكم: انني حاولت وبذلت قدر ما استطيع ..أخطأت احيانا.. وأصبت احيانا.. ووفقت احيانا.. وإذا كنت واحدا ممن ينتمون الي جيل حزم حقائبه استعدادا للرحيل، فإنني علي ثقة كل الثقة بأن اجيالا لاحقة من شباب هذا الوطن سوف تواصل المسيرة و تصحح المسار وتتجاوز الاخفاقات، مستخلصة الدروس والعبر من خبرات أجيال سبقت. ولحسن حظي ايها الاخوة انني لن اعيش حتى يشهد العالم استنساخ الإنسان للإنسان.. لكن لو قدر لي يوما أن استنسخ و ان تكتب لي حياة جديدة.. يومها سوف اردد بملئ الفم أبيات شاعر فرنسي من ابطال المقاومة ضد النازي رددها وهو يسير نحو ساحة الإعدام. أبيات تقول:” لو قدر لي ان أعاود الكرة.. فسوف أختار ذات الطريق من جديد”.
تقرير الشحات شتا