وداعًا تیریزا هلسة  فتاه ال 17 عاما تهز عرش إسراٸیل / محمد سعد عبد اللطیف

1٬099
محمد سعد عبد اللطيف: الطفل الحرام - رأي اليوم

محمد سعد عبد اللطیف * ( مصر ) – الأحد 29/3/2020 م …
*کاتب مصري ۔وباحث فی الجغرافیا السیاسیة

فی زمن الخنوع والکورونا وعن عُمّر یُناهز 66 عاماً ،توفیت  فی العاصمة
 الأردنية عمّان، أمس السبت 28 من مارس المناضلة ” تيريزا هلسة” من موالید  مدينة عكا شمال فلسطين  عام 1954م من أب من أصول أردنیة وأم فلسطینیة ،  بعد معاناة مع المرض ،وفي 23 من  نوفمبر/  1971م ، غادرت من مدینة عکا  من دون علم عائلتها، وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.
وانضمت  تیریزا هلسة لـ”حركة فتح”، مؤكدة أن للنساء الحق في المقاومة ۔من دون علم عاٸلتها  والوقوف في الصفوف الأمامية. وفي 8/ من مایو / 1972، كانت واحدة من بين أربع فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة “سابينا” البلجيكية إلى مطار” اللد ” في إسرائيل  “فلسطين المحتلة”، وتم تحريرها بعملية عسكرية أدت إلى استشهاد أبطال العملیة . وأثناء عملية السيطرة على الطائرة، جرحت تيريزا رئيس وزراء الاحتلال ( بنيامين نتنياهو) حيث أصابته برصاصة في يده، عندما كان من ضمن الوحدة العسكرية الاسرائيلية التي كُلّفت بتحرير الطائرة. وأصيبت هلسة برصاصات عدة، حيث ألقي القبض عليها، وحُكم عليها بالسجن 220 سنة، لكن أُفرج عنها بعدُ 12 سنة بعملية تبادل أسرى ۔
قرّرت هلسة أن تنضم إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن شهدت في عكا عام 1970، واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ”مجموعة عكا”، والتي قُتل أحد أعضائها من أبناء عكا. وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته  قبل الدفن، لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له، وروت لاحقاً ان هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها، إضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل التي ازدادت في مطلع السبعينيات.وقد شهد نفس العام عملیة أخري فی نفس المطار اللد فی
30 من مایو عام  1972م ترجل ثلاثة يابانيين من طائرة تعود لشركة الطيران الفرنسية (اير فرانس) في مطار اللد وانتظروا  جلب حقائب سفرهم ،  وكان من بينهم الاسم الياباني الشهير” كوزو أوكوموتو، القادم من باريس.
وعندما وصلت الحقائب لأيادي المسافرين اخرج الثلاثة اسلحتهم الأوتوماتيكية من حقائبهم وباشروا باطلاق النار،  في كل اتجاه وإلقاء القنابل اليدوية على أرض المطار، حيث قتل في هذه العملية 26 مواطنًا مسافراً، معظمهم من الأجانب، وجرح نحو ثمانين.
أما المهاجمين الثلاثة، فقتل واحد منهم بعدما نفذت ذخيرته فيما انتحر الثاني بتفجيره قنبلة يدوية على ما يبدو، وألقي القبض على”  كوزو كوموتو ” بعد إصابته، والذي تحول في أوساط ما سمي بالثورة اليسارية العالمية إلى أكثر المناضلين و السجناء شهرة بعد أن أمضى 13عامًا في الأسر في السجون الإسرائيلية أمضاها بالعزل الإنفرادي بعدما حكمت عليه محكمة إسرائيلية احکام ب ” ثلاث  مؤبدات.
وتم تحرير “كوزو” في صفقة تبادل”النورس” التي أبرمت في العام 1985م بين الإسرائيليين والجبهة الشعبية ۔بعد تحرره من الأسر انتقل كوزو إلى ليبيا  وخضع للعلاجات، وأقر معالجوه إنه فقد ذاكرته وقدرته على التواصل مع محيطه ويردد فقط كلمات ذات صلة بالعملية، وبعد فترة قصيرة في ليبيا انتقل إلى سوريا وبواسطة بطاقات مزيفة انتقل مع رفاق من منظمة الجيش الأحمر إلى لبنان، وفي 15من فبرایر لی عام 1997 اعتقل مع أربعة نشطاء من التنظيم في لبنان بتهمة استخدام بطاقات مزورة، وبعد فترة قصيرة صدر حكم عليهم بالسجن مدة ثلاث سنوات. بعد انتهاء محكومياتهم تم طرد رفاقه إلى اليابان حيث خضعوا للمحاكمة هناك بتهمة الإرهاب الدولي باستثناء “كوزو”، الذي حظي باللجوء السياسي في لبنان بسبب مشاركته بالمقاومة ضد إسرائيل وتعذيبه على أيادي الإسرائيليين.
بعد تحرره من الأسر انتقل كوزو إلى ليبيا  وخضع للعلاجات، وأقر معالجوه إنه فقد ذاكرته وقدرته على التواصل مع محيطه ويردد فقط كلمات ذات صلة بالعملية، وبعد مكوثه فترة قصيرة في ليبيا انتقل إلى سوريا وبواسطة بطاقات مزيفة انتقل مع رفاق من منظمة الجيش الأحمر إلى لبنان، وفي 15 شباط عام 1997 اعتقل مع أربعة نشطاء من التنظيم في لبنان بتهمة استخدام بطاقات مزورة، وبعد فترة قصيرة صدر حكم عليهم بالسجن مدة ثلاث سنوات. بعد انتهاء محكومياتهم تم طرد رفاقه إلى اليابان حيث خضعوا للمحاكمة هناك بتهمة الإرهاب الدولي باستثناء “كوزو”، الذي حظي باللجوء السياسي في لبنان بسبب مشاركته بالمقاومة ضد إسرائيل وتعذيبه على أيادي الإسرائيليين.بالفعل انه لا يصدق.. انه الغليان الوجداني للشباب العربي بدأ يلقي ويقذف حممه دون إنذار سابق  بعد نکسه عام 1967م  لقد وقف حکام العار والخیانه ضد اللجوء الی خیار الکفاح  المسلح المشروع الذي استطاع شل حركة طیران العالم فی الشرق الأوسط  لصالح القضیة الفلسطینیة ، لكن شتان ما بين الرماد واللهيب، وما ابعد الفرق بين شل حركة الطيران لأيام معدودة وشل حركة جبابرة حكموا منذ عقود وما زالوا يخططون للتخريف والتوريث. طبعا لا احد يصدق ان الشباب العربي الذي ظلت هذه الأنظمة تحاربه في كل شيء حتى في لقمة عيشه، وفی مطاردته خارج حدود وطنه ، هو من يفعل فعلته اليوم في وطننا العربي. لقد سخرت هذه الأنظمة وبكل سخاء مليارات الدولارات للشباب العربي من الماء إلى الماء، لتنفيذ سياسات رسمت ‘بخبرات خارجية!’ لتمييع الشباب العربي وإبعاده عن مواطن الإحساس بالهم الوطني والاستشعار الروحي، وتدمير المنظومة الأخلاقية والقيمية في المجتمع حيث تلهث الشعوب العربية خلف شهواتها وغرائزها تماما كالأنعام والدواب. فتم العمل على إنتاج أجيال عربية لسان حالها، لا نرى لا نسمع لا نتكلم بل لا نفهم ولا تهتم، إنها أجيال من أنصاف الرجال وأرجوزات ،  والبيبسي كولا والسراويل الساقطة وقصات الشعر الغريبة، أجيال غريبة في أشكالها وأطوارها واهتماماتها ومظاهرها وظواهرها كانت بالفعل قرة أعين لأمرائنا، في أوطان لا يريدونها للأجيال المشاغبة التي ‘تفهم’ و’تعي’ ما لها من حقوق وما عليها من واجبات. كم من الفضائيات الهابطة تبث سمومها عبر السموات العربية في الغرف والبيوت والمجالس والنوادي العربية؟ الله وحده يعلم حجم الإنفاق عليها وعلى مسلسلاتها الرخيصة والهابطة وبرامجها الخليعة والتافهة، التي لا تتناغم مع ما لهذه الأمة من قيم ومعتقدات روحية وأخلاقية.كم من الفضائيات والنوادي الرياضية المبالغ فيها وفي الإنفاق عليها لتخدير هذا الشباب بالهم الرياضي فقط لا غير وإبعاده عن كل اهتمامات وانشغالات أخرى خاصة الهم الوطني والقومي لعلنا نتذكر هذه الأیام ‘فیروس الكورونا’ لیعید لنا طریقنا الی الصواب بعد سنوات الخنوع ۔۔۔
ا