من مُقدّمات “صفقة القرن” / الطاهر المعز

393

نتيجة بحث الصور عن صفقة القرن

الطاهر المعز* ( تونس ) – الأربعاء 12/2/2020 م …

  • كاتب يساري تونسي

غاب برنامج التحرير الوطني من “أجندة” قيادات معظم المنظمات الفلسطينية، بعد غزو لبنان، وخصوصًا بعد اتفاقيات “أوسلو”، وبموازاة ذلك كثّف العَدُو (بعد 1982 وخروج فصائل المقاومة الفلسطينية من لبنان) العمل العسكري في لبنان وسوريا والأراضي المحتلة سنة 1967، وفي العديد من البلدان العربية، من العراق إلى تونس، رصدت الحكومة الصهيونية خمسين مليون دولارا، ل”وزارة الشؤون الاستراتبجية”، ووَظّفت 25 من الضباط المتقاعدين من مؤسسات المخابرات، وآلاف المُتطَوِّعِين، لنشر إعلام صهيوني، ضمن وسائل الإعلام بأنواعها، للتّأثير في الرأي العام العالمي، ولمواجهة حملات المُقاطعة، وتعاقدت الوزارة مع كتاب وصحافيين وباحثين صهاينة وأوروبيين وأمريكيين لكتابة مقالات تدعم الرواية الصهيونية في كافة المجالات، وإشهار راية “العداء للسَّامِيّة” في وجه كل مُعارض لصهيونية كعقدية (إيديولوجا) أو لبعض جوانب سياسات الحكومة الصهيونية…

دعمت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا وغيرها سياسات الكيان الصهيوني، عبر المُساواة بين مُعارضة الصهيونية، كفكر وعقيدة، والعداء للسامية، وهو من خصائص أوروبا، كما العنصرية والمَيْز، وشاركت المؤسسات الرسمية الأمريكية والأوروبية في إرهاب العديد من الصحافيين والفنانين، ومولت دَوْرات تدريب العديد من الصحافيين على ترويج الدعايات الصهيونية، المُقْتَطَفَة من الأدبِيّات الإستعمارية الفرنسية والبريطانية والألمانية، وتهدف هذه الحملة الأوروبية الأمريكية والصهيونية، تبرير كافة الجرائم الإستعمارية، وإبراز “الدّور الحضاري” للإستعمار (والصهيونية جزء من المنظومة الإستعمارية)، بدعم من “المُثَقَّفِين العُضْوِيِّين” للإمبريالية وللرجعية، بالتوازي مع تكثيف قمع النضالات ذات الصبغة الإجتماعية والمطلَبِيّة، داخل أوروبا وأمريكا الشمالية، ليسود الإرهاب الفِكْرِي، والإبتزاز والقمع وتلجيم الإعلام المختلف، ولو قليلاً، مع الإيديولوجيا السائدة…

أما الأنظمة العربية، وخصوصًا عرب النّفط، فقد أنقذوا النظام الرأسمالي من أزماته، وبدّدوا عائدات النفط في نشر الفكر الوهابي والإخواني، الذي يُبَرِّرُ الإحتلال، بل يدعَمُهُ، ضد الشعب الفلسطيني، وفي تفتيت البلدان العربية، ليتجاوز التقسيم ما خَطّطت له الإمبرياليتان البريطانية والفرنسية، في الوثيقة المُسَمّاة على إسمَيْ مُوظِّفَيْن في وزارتَي الخارجية البريطانية “مارك سايكس” (1879 – 1919) وفي وزارة الخارجية الفرنسية “فرنسوا جورج بيكو” (1870 – 1951)، وأخيرًا أعلن عرب النفط (عرب أمريكا) التحالف مع الكيان الصهيوني، ضد إيران (التي يُفْتَرَضُ أن شعبها مُسْلِم)، كما تحالفوا مع الأعداء ضد الشعب السوري والشعب العراقي وغيرهما، وبذلك مَهّد هؤلاء الاعداء الدّاخليون، لتكثيف الحرب ضدّنا والعدوان علينا، كشعوب عربية، أولا، وعلى شُعُوب أخرى كثيرة…   

تمكن ثالوث الأعداء (الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية) من توجيه ضرباته المتتالية، ومن تكثيف الإستغلال والقمع والإضطهاد، لأن الصف المُقابل ضعيف، ومُشتّت ويفتقد إلى “البَوْصَلَة” التي تُشير إلى الوِجْهَة “الصحيحة”، فالعدو الصهيوني يمتلك خطة استراتيجية، يراجِعُها باستمرار، في حين تجمعت قيادات التنظيمات الفلسطينية، في معظمها، تحت مظلّة “أوسلو”، وأصبحت قيادات الراحلة “منظمة التحرير” تُؤدِّي دور شرطي الإحتلال، فأصبح طرف فلسطيني، من داخل المُدُن والقُرى الفلسطينية، يتكفل بعمليات القمع واعتقال من تُسَوّل له نفسه التفكير في مقاومة العَدُو الجاثم على أرضه ووطنِه، سواء بقلمه أو بفمه أو بلسانه، أما من يحاول المقاومة بيده أو بسلاحه، فينعتُهُ محمود عباس بالإرهابي، قبل أن تغتاله فِرَق “دايتون”، أو جيش الإحتلال، ما يؤكّد ضرورة العودة إلى الأساسيات، وفي مقدّمتها التأكيد على هدف تحرير فلسطين، كل فلسطين، فكما إن كل استغلال أو اضطهاد يستوجب مقاومة، يستوجب كل احتلال (بالضرورة) رَفْضًا ومقاومةً من قِبَل المُحتلِّين، بهدف استرجاع الوطن المُحتل، وترويج ثقافة المقاومة، هكذا بكل “بساطة”، وبكل بَدَاهَة، بدل ثقافة الخُنوع التي تُروّجها المنظمات “غير الحكومية”، وأصبحت هذه الثقافة سائدة، داخل العديد من الأحزاب التقدّمية، التي يَعْسُر وَصْمُها بالإشتراكية، أو الشيوعية، حتى لا نُشَوِّه إسم ماركس أو لينين…

*****

 

خبر وتعليق قصير

صهاينة العرب، عرب النفط – نموذج الإمارات

الطاهر المعز 11/02/2020

 

أوردت تقارير بعض مراكز البحث الأمريكية خبر تحليق طائرات آلية استطلاعية، في سماء الإمارات، فوق “أبو ظبي” و “دبي”، في مهامّ استطلاعية، في ظل صراع الكواليس بين السعودية والإمارات (وُكلاء الإمبريالية الأمريكية والصهاينة في الخليج) بشأن إدارة العدوان على اليمن (وليس بشأن جوهر العدوان، المُتّفق عليه بينهما)، وبشأن تقاسم مواقع وثروات جنوب اليمن،

أعلن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، خلال صيف 2019، الصيف الماضي، تخفيض عدد القوات الإماراتية في اليمن، والإنسحاب من مدينة عدن، ولكن القوات اليمينة (ومرتزقتها) بقيت في حضرموت وشبوة وجزيرة سُقَطْرَى، وهي مناطق تقع شرقي اليمن، وأثارت هذه التصريحات، وإعادة انتشار القوات الإماراتية، جدلاً صاخبًا أحيانًا، وصامتًا أحيانًا أخرى، بين الإمارات والسعودية، في ظل صمود المقاومة للغزو وللإحتلال، وأنشأت الإمارات مجموعات من المُرتزقة، من مختلف الجنسيات، قدّر ضابط إماراتي عدد جنودها (المرتزقة) بأكثر من مائتَيْ ألف، وتقدّرها التقارير الأمريكية بنحو تسعين ألف
ما يمكن ذكره بعد خمس سنوات من العدوان الرسمي المُعلن على شعب اليمن الصامد، اعتمادًا على ما أوردته وسائل إعلام الإمارات، التي لا تتمتع بأي هامش من حرية التعبير، أن الإمارات شنت “أكثر من مئة وثلاثين ألف غارة جوية” على شعب اليمن، ولم يذكر الإعلام الإماراتي عدد القتلى والجرحى والمباني والطرقات والجسور التي هدّمتها قنابل وصواريخ هذه الطائرات

تستخدم الإمارات (كما السعودية وقَطَر) إيرادات النفط في تخريب البلدان العربية حصريًّا، بالتزامن مع التحالف (وليس “الإكتفاء” بالتّودّد) إلى أو الكيان الصهيوني ضد الشعوب العربية من سوريا، مرورًا بشعوب فلسطين واليمن والعراق، إلى ليبيا