الباحث شاكر زلوم يكتب: الحرب على سوريا وأحجية الغاز وسر نباح ترامب

845

  شاكر زلوم ( الأردن ) – الثلاثاء 21/1/2020 م … 

​​​​​​مع بدء الحرب الكونية على سوريا كتبت مقالاً عن الأسباب الحقيقية  للحرب عليها, نشرت هذا المقال بعد تحرير القصير مباشرة, المقال تحدث عن الغاز وأهميته في القرن الواحد والعشرين, اليوم تتناول مراكز الأبحاث ذات الموضوع وبتفاصيل تكشف عن الاحتياطات السورية الهائلة ومواقعها وبالمقابل يتضح سر السعار الأمريكي على الاستحواذ على الغاز السوري, ترامب يحاول التعبير بوقاحة عن ما يؤمر به, ترامب ليس الآ مرآة للدولة العميقة التي تمثل إحتكارات الطاقة, السلاح وما يُسمى بإعادة الإعمار, وهذا ما يُفسر سر منطقة أردوغان الآمنة وما خلفها من دوافع حقيقية, هذا المقال نشرته في عام 2013 وهذا نصه أدرجه بعد تعديل النص بناءً على ما تم من تطورات بعد ذلك للأهمية:

مقدمة لا بد منها: يتم نقل الغاز الطبيعي بطريقتين, الأولى عبر أنابيب خطوط الغاز والثانية عبر ناقلات الغاز المصممة خصيصاً لهذا الغرض, يتم نقل الغاز بعد تسييله في وحدات خاصة, مجمعات تسييل الغاز مكلفة وكلف تشغيلها عالية، كما أن لمجمعات تسييل الغاز محاذير أمنية عموماً  وفي المناطق الغير مستقرة أمنياً وسياسياً خصوصاً, تعتبر مجمعات تسييل الغاز هدف عسكري سهل وإذا ما استهدفت بالصواريخ فسيترتب على ذلك كوارث قد تعادل تأثير تفجير قنبلة نووية أو تكاد, اكتشف الغاز الطبيعي بكميات كبيرة في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط, تم استثماره مبكراً في الساحل الفلسطيني من قبل الإحتلال الصهيوني للأرض,بقيت مشكلة نقل الغاز مشكلة المشاكل بالنسبة للعدو فالكيان لا يجروء على إنشاء وحدات تجميع الغاز لمخاطرها ولكونها ستتحول لهدف سهل في ظل وجود منظومات صاروخية متطورة ودقيقة, أرغمت أمريكا الأردن على شراء غاز فلسطين المنهوب وضغطت على مصر لتسويقة. النقل بالأنابيب هو الوسيلة الأنجع لميزته التنافسيته عن الغاز المسال ولعنصر الأمان النسبي كذلك, بوجود الدولة الوطنية السورية لن يتحقق نقل الغاز الفلسطيني عبر أراضيها, إذًا كان لا بد من إزالة الدولة السورية القائمة وإستبدالها بدويلات دمى يكون محورها الكيان وهذا يتوافق مع أهداف أمريكا المرسومة مسيقاً.

ابتدأ الصراع على الإستحواذ على الغاز وخطوط نقله بعد اتفاقية (كيوتو) التي فرضت استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من النفط في القرن الواحد والعشرين, حصلت الإتفاقية في العام 1992 في مدينة (ريو دي جانيرو) في البرازيل, قبلتها كل أمم الأرض بإستثناء أمريكا لعدم توفر إحتياطات لديها من الغاز الطبيعي في حينه, من هنا انفتحت شهية امريكا على مكامن الغاز وعلى مسار أنابيبه, كان لا بد لأمريكا أن تتدخل بمختلف الحجج والإدعائات لتتمكن من مكامن الغاز وارض مسار نقله , سوريا لديها احتياطات غاز كبيرة وهي أرض التجميع والتوزيع لغاز قطر وما قد يستثمر من غاز في الربع الخالي وكما لغاز ايران بإحتياطاته الكبيرة وما يتيسر من غاز العراق قل أو كثر أيضاً, لفهم خلفية الصراع على الإستحواذ على خطوط نقل الغاز, لا بد من الإشارة والتأكيد على ما يلي:

1: في العام 1992 تم اقرار معاهدة كيوتو بمؤتمر قمة الأرض كمعاهدة دولية للحفاظ على البيئة, لقد تم اعتماد الغاز كوقود صديق للبيئة, قبلتها كل الدول ورفضتها الدولة المارقة أمريكا.

2: في العام 1995 استبدلت أمريكا حاكم قطر بانقلاب الأبن على الأب بهدف سرعة استثمار الغاز القطري وللإستحواذ على شركة غاز قطر ولتفعيلها بما يخدم سياساتها في السيطرة على العالم ولتحجيم شركة غاز بروم الروسية التي تستحوذ على عدد مهم من العملاء في الفضاء الأوروبي الغربي, ان توقيع أوروبا على اتفاقية كيوتو ألزمها بالحد من استخدام النفط لصالح استخدام الغاز الطبيعي الصديق للبيئة.

3: مع بداية القرن الواحد العشرين إبتدأت الإمبريالية الأمريكية تنفيذ خطة القرن الأمريكي, الهدف هو السيطرة على العالم من خلال السيطرة على مقدراته وثرواته ولمحاصرة روسيا الدولة المنتجة والمسوق الأهم للغاز الطبيعي, أذكركم بما حصل في جورجيا وأوكرانيا, ما حصل جاء بسياق إعاقة تدفق الغاز الطبيعي الروسي عبر خط النقل المعروف بالسيل الشمالي لدول شمال أوروبا وغربها.

4: في 11\9\2001 تم تفجير البرجين بنيويورك وتم توظيف القاعدة لهذا الغرض لتأخذ الحرب شكلها الحالي كحرب دينية ومذهبية وفق سيناريو معد مسبقاً لهذه الغاية, أعد مخطط الحروب الدينية الصهيوني اليهودي (برنارد لويس) وأعتمده الكونغريس الأمريكي بغرفتيه النواب والشيوخ  في العام 1983 و نشر المخطط بعد ذلك على أثر انهيار الإتحاد السوفييتي في صحيفة رسمية عسكرية أمريكية في العام 1995.

5: في 7\10\2001 شنت امريكا عدوانها على افغانستان للوصول لمكامن الغاز في أذربيجان وتركمانستان, الفرق بين حادث البرجين والعدوان على أفغانستان هو أقل من شهر ,سميت حرب افغانستان بحرب “الحرية المستديمه” , كيف لحرب مستديمة متمددة أن تبدأ بعد اقل من شهر من حدث البرجين؟!.

6: في العام 2002 استحضرت أمريكا أردوغان لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية لكونها دولة وطنية لا وظيفية ولانتصارها لقضية فلسطين من خلال دعمها للمقاومات في لبنان وفلسطين, جيئ بأردوغان ليكرس الفتن المذهبية بين المسلمين بزعم محاربة المد الشيعي  ولتصبح تركيا مركزاً للسنة بينما هي مرتعاً وملعباً وميدان رماية للكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين وليكون عراباً لتنفيذ مخطط الشرق الكبير كما قال فيه الراحل نجم الدين أربكان. جيئ باردوغان ليمرر خط غاز نابوكو الأمريكي ولإفشال خط السيل الجنوبي الروسي وهذا ماتم. في العام 2002 وقع أردوغان على اتفاقية تمرير خط نقل الغاز (نابوكو), لا يختار الصهاينة الأسماء جزافاً فلكل تسمية قصة فالإسم (نابوكي) هو إسم لعمل موسيقي للموسيقار (فيردي)  إسمه (أوبرا نابوكو), يستحضر العمل حدث سبي اليهود على يد (نبوخذ نصر) الآشوري.

7: في العام 2003 تم غزو العراق اعمالاً لحرب (الحرية المستديمة) التي أعلنتها أمريكا والتي استهدفت احتلال 7 دول خلال خمس سنوات وهي افغانستان,العراق, السودان, ليبيا, سوريا, لبنان وايران ,تم اعلان الخطة قبل احتلال افغانستان وتحديداً في 20\9\2011 أي بعد عشرة ايام من حادث 11\9\2001 حسب ما ذكر الجنرال ويسلي كلارك بمحاضرة القاها ملخص الفيديو في أعلى المقال.

8: في العام 2003 التقى وزير خارجية أمريكا “كولن باول” الرئيس السوري بشار الأسد فكان الإجتماع عبارة عن تهديد ووعيد وفرض إملائات على سوريا, رفض الرئيس بشار الأسد الإملائات فازدادات وتيرة التآمر على سوريا الثروات والموقع, موقع ثروات وممر لثروات الإقليم لنقل الغاز الطبيعي الرخيص نحو المستهلكين.

9: في العام 2005 تم اغتيال رفيق الحريري لتوظيف ابنه سعد الحريري في الحرب على سوريا ولتأجيج الفتن المذهبية بهدف إستهداف المقاومة اللبنانية وسوريا, فضحت مسرحية محاكمة قتلة الحريري هذا الهدف, فالمشتبهون إما أنهم سوريين أو مقاومين لبنانيين.

10: في 15\6\2006  نشر موقع عسكري أمريكي( Armed Forces Journal)) مقال بعنوان (حدود الدم) ,كتبه الجنرال (رالف بيترز) وهو تلميذ الصهيوني اليهودي برنارد لويس, والمقال هو استكمال لتنفيذ مخططه الذي اعتمد بالكونغرس الأمريكي في العام 1983.

11: في 12\7\2006 شنت اسرائيل عدوانها على لبنان بعد أقل من شهر من نشر مقال (حدود الدم), خلاصة المقال هو تفتيت المقسم الى فتات من خلال صناعة فوضى واقتتال ترسم به دماء المتقالتلين حدود الكيانات المنشودة سواءً بسوريا أو بغيرها من البلاد العربية والإسلامية, مع بداية حرب تموز بشرت (كونداليزا رايس) بالفوضى الخلاقة لميلاد شرق أوسط جديد من رحمها, هزمت اسرائيل شر هزيمة وأسست هزيمتها لإنتصارات المقاومة في فلسطين.

12: نتيجة لفشل (اسرائيل) القيام بدورها الوظيفي كوكيل أساس في الردع في حرب لبنان في 2006 عدلت أمريكا سياساتها العملانية كما ورد بتقرير سيمور هيرش (The Redirection) الذي نشر في 5\3\2007 بنيويوركر ولا يزال منشوراً.

13: محور الخطة الأمريكية والتي شارك بها  بندر بن سلطان بوضع خطوطها الرئيسية هو الإستعانة بالسلف الوهابي وجماعة الإخوان المسلمين كوكلاء جدد عن الوكيل (اسرائيل) لتحقيق الغايات الأمريكية والصهيونية بإنشاء “الشرق الأوسط الكبير هم: ( ديك تشيني،إليوت ابرامز،زلماي خليل زاد، وبندر بن سلطان.ولقد تم إستثناء كوندليزا رايس من بينهم” ويضيف سيمور هيرش أن السعوديين لديهم القدرة على توظيف أسوأ أنواع الإرهابين بما لديهم مال ومدارس دينية متشددة, ويضيف هيرش بتقريره (The Redirection) الذي نشر في 5\3\2007 بنيويوركر أن مستشاراً في الحكومة الأميركية ذكر له بأن أهداف الخطه الأمريكيه تضمنت أربعة عناصر رئيسية هي:

أولا ـ تريد إسرائيل ضمان اعتبارأمن اسرائيل هو الأساس وأن واشنطن والسعودية العربية وباقي الدول “السنية” يشاركونها القلق من إيران.

ثانياً- سيحث السعوديون حماس التي تتلقى دعماً من إيران,على إنهاء عدائها لإسرائيل والبدء في محادثات جادة لمشاركة سلطة فتح بحكومه”معتدله”,

ثالثا ـ تعمل إدارة بوش مباشرة مع الشعوب السنية لمحاصرة هيمنة الشيعة.

رابعا ـ ستقوم الحكومة السعودية، بموافقة واشنطن، بتقديم دعم مالي ولوجستي للمعارضه لإضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد.لجعلها أكثر مرونة.

في تقرير سيمور هيرش وضع سيناريو الحرب على سوريا وتم تنفيذه مع بدء الربيع العبري بذات القوى التي وردت بمتنه, أي بعد إستخدام جماعة الإخوان المسلمين والسلف الوهابي التكفيري.

لماذا سوريا مجدداً؟ ذكرت بالتمهيد أن نقل الغاز المسال مكلف وخطر بآن معاً, وذلك للإعتبارات التالية:

اولاً : المحظور الأمني فمحطات تسييل الغاز هي هدف سهل الاستهداف في اي مواجهة عسكرية قادمة بين الكيان الصهيوني ومحور الممانعة وباستهدافها ستتسبب بكوارث أمنية وبيئية مرعبة للكيان المسمى “اسرائيل” , لذلك لجا الكيان لدول مجاورة لتسييل الغاز المنهوب من الارض الفلسطينية .

ثانياً : كلف تسييل الغاز عالية مما سيتسبب بإخراجه من المنافسة فتسييل الغاز يتم على درجة سالب 162.5 مئوية مما يتطلب استثمارات كبيرة وكلف تشغيل عاليةً تفقده ميزته التنافسية .

ثالثاً : كلف نقل الغاز المسال بسفن مصممة بتقنية خاصة لضمان تبريده اثناء النقل عالية بسبب تسريب ممنهج ومدروس من حمولة الغاز المنقول, لتفسير ذلك لا بد من الإسهاب في شرح قوانين “الديناميكا الحرارية” الخاصة بهذه العملية ونحن لسنا بصدد ذلك في مقام هذاالمقال .

رابعاً : كلفة اسطول سفن نقل الغاز عالية نظراً لخصوصية تصميم هذه السفن .

خامسا : كلفة تجهيز موانئ الوصول عالية فموانئ الوصول تحتاج لتجهيزات خاصة لاستقبال الغاز المسال.

سادساً : كلفة شبكات نقل الغاز من موانئ الوصول لجهات الاستخدام المختلفة تتطلب كلف اضافية,

أمام هذه الوقائع والحقائق التمت قوى العدوان من الكيان الصهيوني لاتباعه من كيانات محكومات الأعراب في الخليج بتخطيط مسبق فتم استهداف سوريا على أمل ان تتمكن هذه الكيانات من تمرير الغاز من مكامنه من تلك البلدان بواسطة انابيب مروراً بسوريا ومنها لتركيا ووصولاً للأسواق المستهلكة في أوروبا.

سأتناول في مقال متمم لاحق مراحل العدوان الذي تم على سوريا وعمليات التصدي لها وتبلور محور المقاومة, لا يزال العدو الإمبريالي يعمل بإستماته على قتل سوريا وتفتيتها وان اختلفت المسميات والشعارات والخطط من وقت لآخر, ما لا يعرفه هذا العدو وحلفائه الجهلة أن سوريا عصية على العصاة وأنها قلعة انكسرت على أعتابها أعتى العتاة والغزاة عبر التاريخ, سوريا التاريخ والحضارة ومعها حلفائها سينتصرون حتماً والغد الأفضل والأجمل آتٍ حتماً.

انتهى النص.

نشر حديثاً معهد فيريل مقالاً عن احتيطات الغاز تحت عنوان:

الحرب العالمية للغاز في المتوسط !!, اه ما ورد فيه:

– عندما تستقر الأوضاع ويبدأ العمل باستخراج الغاز السوري، ستصبح سوريا واحدة من أفضل دول المنطقة اقتصادياً….!!

– بدأ الصراع  على الغاز والبترول في شرقي البحر الأبيض المتوسط، خفياً  منذ عام 1966، عندما اكتشفت سفن أبحاثٍ بريطانية حقولاً للغاز في جبل إراتوسثينس، ثم جاءت الولايات المتحدة وروسيا بين أعوام 1977 و 2003، لتؤكد أنّ الغاز في شرقي المتوسط يمتدُ من شواطئ اللاذقية إلى غربي مصر، في جبل إراتوسثينس الممتد تحت مياه المتوسط، اعتباراً من جرف اللاذقية إلى شمالي دمياط بـ 180 كلم !!

ثم شاركت (إسرائيل) عام 1997 البحث، بعدما نشرت شرقي المتوسط “مجسّات إلكترونية” وكانت الحجة دائماً “إيران”: “ لإكتشاف أي هجوم صاروخي إيراني ضد (إسرائيل)”!!

– أعلن في 17 آب 2010، بعد مسح جيولوجي عبر السفينة الأميركية نوتيلس وبمساعدة تركية، أنّ: واحدة من أكبر حقول احتياطي الغاز في العالم، تقع شرقي المتوسط، وهو حقل “لفيتان” العملاق للغاز باحتياطي قدره 23 ترليون قدم مكعب!!

– رغم أنّ (إسرائيل) سطت على مياه لبنان ومصر، لكن يبقى نصيب سوريا ولبنان ومصر أكبر من نصيبها، أما تركيا فخرجت خالية اليدين، فشواطئها ومياهها خالية من قطرة بترول أو غاز واحدة، فكيف الطريق إلى هذا الكنز في ظل  “الربيع العربي”!!!

– تسابقت 9 شركات عملاقة لاستخراج الغاز والبترول من شرقي المتوسط، منها: Total الفرنسية، ExxonMobil الأميركيّة، British Petroleum البريطانيّة، Shell الهولنديّة، Nobel Energy الأميركيّة يمتلك فيها جون كيري أسهماً بقيمة 1 مليون دولار، شركة Delek (الإسرائيليّة)، ENI الإيطاليّة، وطبعاً شركة Gazprom غازبروم الروسية… كانت (إسرائيل) وقبرص السباقتان لذلك، وهذا طبيعي، فالعرب يتعاركون ويتقاتلون ويتناطحون كي يصل كلٍ  إلى حورياته في  الفردوس المنشود !!

– في 3 تشرين الأول 2012، وقعت الشركة الأسترالية وود سايد عقداً بقيمة 696 مليون دولار مع تل أبيب، لاستثمار 30% من الغاز السائل في حقل ليفياثان، وطورت (إسرائيل) درعاً صاروخياً أسمته “مقلاع داوود الصاروخي”، لصد أي هجوم من حزب الله تحديداً، لأنها تقوم في الحقيقة بسرقة غاز لبنان وغزة !!
يتركـز الاحتياطي السّـوري مـن الغــاز والبتــرول في الباديــة الســورية والسـاحل بواقـع 83%، بينمــا يوجــد في الجزيــرة الســورية فقــط 12%، خلافـاً لمـا هــو معــروف ومتــداول !!

– حسب الدراسات الحديثة؛ تبـدأ آبــار الجزيــرة السورية بالنضــوب اعتباراً مـن عــام 2022، بينمـا بـاقي الحقــول في الباديــة والساحل، إن بــدأ اسـتغلالها عام 2018، ستبقى حتى عام 2051 على الأقل !!

– ترتيب سوريا لعام 2008 في احتياطي الغاز كان في المرتبة 43 عالمياً، بواقع 240,700,000,000 متر مكعب، حسب List of countries by natural gas proven reserves. بينما كانت بالمرتبة 31 باحتياطي البترول !!

أما في عام 2017: الاحتياطي السوري من الغاز في منطقة تدمر ، وقارة ، وساحل طرطوس ، وبانياس، هو الأكبر بين الدول الست، وهذا يجعل سوريا، إن تمّ استخراج هذا الغاز “ثالث بلد مصدّر للغاز في العالم” !!

– سوف تحتل سورية مركز قطر، بعد روسيا وإيران، ويقدر مركز فيريل للدراسات احتياطي الغاز السوري بـ 28,500,000,000,000 متر مكعب !!
إنّ ثلاثة حقول غاز متوسطة الحجم شمال تدمر، تكفي لتزويد سوريا كاملة بالطاقة الكهربائية، 24 ساعة يومياً، لمدة 19 سنة !!

– إن إصرار موسكو على الدفاع عن سوريا، ليس فقط لتأمين منفذ لها على المتوسط، بل الأهم هو الغاز والبترول ….. !!

فإنشاء قاعدة بحرية دائمة في طرطوس سببه بحر الغاز هناك، ونؤكد هنا؛ أنّ روسيا مستعدة لخوض حرب عالمية من أجل ذلك، فالمعارضة السورية لا تؤتمن حتى لو تعهدت لموسكو، فلن تعمل إلا وفق أوامر أمريكية، وسوف تُسلّم الامتيازات للشركات الغربية !!

– فهل تستطيع إيران أن تجد لها مقاماً على الساحل السوري يناظر القاعدة العسكرية الروسية ؟؟.

–  الجزيرة السورية ؛ وديرالزور  ومناطق سيطرة داعش ، سوف تنضب من البترول خلال السنوات القليلة القادمية !!

لهذا  فإنّ دعم واشنطن لهم مرهون بهذه الثروة، ولهذا تدعم الولايات المتحدة الانفصاليين للوصول إلى دير الزور وجنوبي الرقة، عسى أن يستطيعوا ضمها إلى فيدرالية “طموحة جداً”، وهذا مستحيل !!

– إن قيام فيدرالية في محافظة الحسكة هو انتحار اقتصادي، خاصة بعد عام 2022، عندما تكون سوريا من أوائل الدول المصدرة للغاز، بينما يكون غاز الجزيرة السورية شارف على النضوب إن لم يكون قد نضب !!

– أما خط غاز قطر  فيكون قد انتهى، ولا أمل للدوحة بعد اليوم بمرور هذا الخط عبر الأراضي السورية  ويكون حلمها قد مات !!

– والنتيجة مما سبق فأي هدوء أو انتهاء للحرب في سوريا، يعني أنّ موازين القوى انقلبت فجأة لصالح دمشق عسكرياً واقتصادياً، لهذا سيتم تأجيج الوضع واختلاق معارك هنا وهناك، وبما أنّ الوكلاء فشلوا في فرض شروط واشنطن ، جاء الدخول الأميركي المباشر، ولسان حال ترامب يقول؛

 “أريد حصتي من الغاز السوري”.