الوعد وما بعد الوعد, قراءة عن وعد بلفور / شاكر زلوم

1٬072

 

في مثل هذا اليوم من عام 1917 صدر وعد بلفور والذي بموجبه وعدت بريطانيا اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين, جاء الوعد تنفيذا لمندرجات مؤتمر كامبل بنيرمن أو مؤتمر دول الاستعمار السبعة لعام 1907 والتي سنشير اليها من خلال رابط تعريفي في نهاية المقال.

لم تستهدف قوى الاستعمار فلسطين الآ لإستهداف العرب والمسلمين أجمعين, الهدف هو نهب ثروات بلادنا وابقاءها تابعة فقيرة وذليلة لا تنعم بالإستقرار ولا بالأمن والأمان لكي لا تتطور فتطورنا يمثل الخطر الأكبر على مصالح الغرب الاستعماري وكما لمنع شعوبنا من امتلاك أدوات العلم والمعرفة, فإمتلاكنا للعلوم يرعب الغرب الاستعماري على ضفتي الأطلسي لذلك فهم يستهدفون مراكز ابحاثنا ويغتالون علماءِنا ويعملون على تجهيل شعوبنا, ففائض رخاء الغرب ما كان ليكون لولا نهب ثروات بلادنا وجهل شعوبنا بخطورة الاستعمار على مستقبل ابناءِنا.

 

منذ ان ابتلى الله العرب بالاحتلال الانجليزي والفرنسي وتمكن الغرب الاستعماري من انشاء الكيان الوظيفي (اسرائيل) والعرب يقدمون التضحيات الجسام, لقد قدموا انفسهم وابناءِهم قرابين على مذبح القضية الفلسطينية, والقضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين وحدهم فاحتلال فلسطين كان بهدف احتلال بلاد العرب والمسلمين, قد يعتبر البعض أن هذه الكلمات هي تكرار للغة خشبية مستهلكة لكن الوقائع على أرض الواقع تُؤكد, مؤخراً تم احتلال أفغانستان لوجود معادن نادرة فيه ولموقعه الإستراتيجي لتمرير أنابيب النفط والغاز من دول الاتحاد السوفييتي الآسوية السابقة عبره للأسواق العالمية, سميت الحرب على أفغانستان ب “الحرب المُستديمة” تلتها حرب احتلال العراق ومحاولة احتلال لبنان الفاشلة في العام 2006  ومن ثم محاولة احتلال سوريا عبر الوكلاء وبعد فشل الوكلاء التكفيريين تدخل الصهاينة والأمريكان ودول الإستعمار الأوروبي القديم وتم بعد ذلك الإيحاء لأردوغان بالإعتداء على سوريا فالموقع الجيواستراتيجي لسوريا مهم لمن سيتحكم في الإقتصاد العالمي في القرن الواحد والعشرين ونذكر باحتياطات التفط الهائلة الكامنة فيها والتي يسيل لها لعاب كل كلاب الأرض وما تصريحات ترامب الأخيرة الآ تعبير وقح وفج عن ذلك.

  .

لم يكتفِ الاستعمار بصناعة الكيان الصهيوني بل أنشأ بالتوازي مع انشاءه مجموعة دول (عربية) وظيفية افتراضية لتأمين ديمومة بقاء الكيان الصهيوني في فلسطين, فبقاء الكيان يرتبط ببقاء دول خدمته ورعايته (العربية) أسماً والعبرية قلباً وقالباً.

لقد حدد الاستعمار المهام الوظيفية للدول (العربية) الوظيفية بالمهام التالية:

أولاً: حماية الكيان الصهيوني كمهمة أولى ولحمايته أنشأ الاستعمار أجهزة أمنية متشعبة لهذه الكيانات تربط مباشرة بالمشغلين المستعمرين لتحقيق هذه الغاية.

ثانياً: صناعة (نخب) حاكمة فاسدة, الحرامي فيها يعتبر (زغورت) أي جدع وشاطر والقليل الصالح منهم يعتير أهبلاً وعبيطاً بشرط أن  يعتبر جميع من ذُكرأن كياناتهم الوظيفية كبانات نهائية للحفاظ على مُندرجات مؤتمر كامبل بنيرمن في 1907, نُخب هذه الدول تدعو للإقليمية, للجهوية, للعشائرية الجاهلية المتخلفة وللإقطاع السياسي بمسمى زعماء الطوائف بهدف إعادة المجتمعات فيها لما قبل مفهوم الدولة الحديثة.

ثالثاً: منع التنمية السياسية والإقتصادية فلا حياة حزبية صحيحة ولا استثمار للموارد الطبيعية فيها سواءً كانت في البر أوالبحر .

رابعاً: محاربة أي مد وطني وأي توجه وحدوي في أي بلد عربيّ قد يهدد أمن الكيان الوظيفي الأهم في المنطقة ولنا في محاربة عبد الناصر سابقاً وسوريا لاحقاً نموذجٌ ومثال.

خامساً: المشاركة بالأحلاف العسكرية التي صنعت أو تلك التي ستصنع لخدمة الاستعمار وديمومة بقاء احتلال فلسطين, ولنا في حلف بغداد سابقاً والناتو السني لاحقاً امثلة ومؤتمر وارسو الأخير خيرُ دليل.

سادساً: صناعة الجهل والتجهيل ونشر الأمية بنوعيها (أمية الحرف وأمية الفكر) من خلال إفساد المنظومة التعليمية في الكيانات الوظيفية  الافتراضية.

سابعاً: فساد المنظومة التشريعية والقضائية في الدول الوظيفية فلا نهضة ولا نمو في ظل المنظومات التشريعية (البرلمانات وقوانين الانتخابات) و في ظل منظومة القضاء المسيس والتابع للجهات التنفيذية  والأمنية.

هذه على عجالة اهم عناوين المهام الوظيفية للدول الوظيفية (العربية), قد تختلف ببعض تفاصيلها بين كيان وظيفي وآخر.

قد يتساءل سائل والسؤال والتساؤل حق وواجب, ما ذنبنا نحن العرب الانخراط في صراع لا ناقة لنا به ولا جمل؟ لم لا يكون الأردن, سوريا, لبنان,مصر الخ.. أولاً؟ للإجابة على هذا السؤال سأحيل السائل لقراءة مقررات مؤتمر دول الاستعمار السبعة الذي انعقد  في لندن ما بين الأعوام 1905-1907 والذي سمي بمؤتمر (كامبل بنيرمن),  لمعرفة أبعاده أتمنى عليكم مشاهدة هذا الرابط المرئي والمسموع لأهميته لما فيه من إجابات شافية ووافية للساءل.

 أخيراً أن كل أوجاعنا وهمومنا في منطقتنا تكمن بوجود (اسرائيل) ومنظومة حمايتها العربية إسماً والعبرية قلباً وممارسةً, فما بقي الكيان الصهيوني سيبقى الفقر, اللا أمن واللا نمو والبؤس قاءماً ومن يُشكك فما عليه الآ أن يشاهد واقع بلادنا. 

المظاهرات في الساحات والميادين في لبنان والعراق وفي كل بلاد العرب,  ما هي إلآ لإرتداد مفاعيل وجود الكيان الصهيوني في فلسطين وبسببه, ما لم نعرف أعداءنا وهم الاستعمار والكيان (اسرائيل) والدول الرجعية المتخلفة التابعة له فلن ننمو ونتطور سنبقى نعاني من النهب والفقر والبؤس.

رابط موقع المعرفةعن مؤتمر كامبل بنيرمن

https://www.marefa.org/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1_%D9%83%D8%A7%D9%85%D8%A8%D9%84_%D8%A8%D9%86%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86

قد تبدو كلفة ازالة الكيان عالية لكن كلفة بقاءه أعلى ولا خلاص لشعوبنا الآ بالتخلص من الكيان “إسرائيل” في فلسطيين.