قصة الأسيرة هبة اللبدي والعشق المقدس / رانيا هاشم سلطان

716

الأسيرة هبة اللبدي

رانيا هاشم سلطان ( السبت ) 2/11/2019 م …

هبة اللبدي تدفع ثمن الرافضي والقاتل والإرهابي..!!!!!
بعد ان اخذ نفسا عميقا ، لأنه بالمساء ونور الشارع معطل أثناء عودته من عند أصدقاءِه بعد منتصف الليل، قفز قط أسود أمامه فجأة ، فانتقض رعباً وصرخ، ثم تدارك نفسه انه ذكر ، فالتفت يمينا ثم يسارا ليطمئن أن أحدا لم يراه ثم دخل المنزل مسرعاً، نادى زوجته بعد ان استجمع قواه وبصوت يرتجف ومهزوز أمرها بتجهيز العشاء ، مع كم من الاهانات والعبارات الجارحة (أنا استقوي اذا انا موجود) بعد ذلك تمت عملية ملء المعدة بنجاح ..!

ولأنه الذكر الذي لا يقهر ،فلقد هرب كل أفراد البيت للنوم لكي لا يزعجوه او حتى يزعجهم بجبروته وتسلطه.
كان كوب الشاي بانتظاره ،
تناول سيجارة ورشفة من الشاي وفتح جهاز الحاسوب ، وبدأ سهرته بتصفح ما فاته من الأخبار ، أثناء تمضية الوقت مع أصدقاؤه بلعبة الورق ؟!

بدأ يقرأ :

” لا لتكميم الأفواه …

القاء القبض على زيد بسبب التعبير عن أراؤه السياسية…

المواطنون يطلقون هاشتاج لا لمعتقلي الرأي ” …الخ

غضب وثار واعتدل بجلسته وبدأ ينقر على لوحة المفاتيح ، وبقوة وبدأ يعلق ويشارك بالهاشتاج :

“القانون يحفظ لي حقي بحرية التعبير ”

” من حقي ان اعبر وانحاز لاي فكره او رأي سياسي ومش من حقكك تصادر حريتي ”

” لا لقانون الجرائم الالكترونية ”

” لا لقمع الحريات ”

” لنرتقي باختلافاتنا ونتقبل الرأي والرأي الآخر ”

” الاختلاف لا يفسد للودقضية ”

…والكثير من الشعارات الرنانة ….!!!

ثم عاد ليستلقي من جديد باسترخاء ، ليكمل تصفح باقي الاخبار :

“ذكر اعلام العدو الصهيوني إعتقال هبة اللبدي بتهمة التخابر مع حزب الله وتؤيد حسن نصر الله”
” هبة اللبدي جاسوسه تؤيد نظام الاسد ….؟؟!!
” فيديو لهبة اللبدي تغني للارهابي عماد مغنية…؟!”
“هبة اللبدي جاسوسة للمقاومة في فلسطين و لبنان “…الخ
أخذ نفسا عميقا ، وحاول ان يتحكم بغضبه ، عدل جلسته وجمع قواه ، فلقد بدأت عضلاته بالإستيقاظ !
ثم بدأ يكتب ،يعلق ، يشتم، يذم :

هبة لا تستحق الحرية،
هبة تؤيد الروافض ،
وبحسب ما نسب لهبة اللبدي تستحق السجن ، ليس كل ما يعرف يقال …هبة من شبيحة قاتل الأطفال ….هبة اللبدي تغني للارهابي عماد مغنية… الخ
ودون ان يشعر تحول لبوق صهيوني ، يكمل وظيفة اعلامهم الخبيث ، وتحول من عدنان الى كوهين… !!!

هبة الأنثى التي قررت أن تتحدى السجان ؛ لا سلاح تملكه ، ولا شاشة تلفون او حاسوب تستعرض عضلاتها من خلاله ، هبة لا تملك شيئا ، فقط تملك كرامة وشجاعه وأمعاء حولتها لسلاح يسمى في فلسطين سلاح الأمعاء الخاوية ،
فقررت أن تقاوم وتتحدى السجان الذي نادى بغرور ذات يوم انه ( الجيش الذي لا يقهر …)
حتى جاء ذاك الرافضي (الذي تؤيده هبة) وجعله ( أوهن من بيت العنكبوت ) – بحسب تقرير فينوغراد الصهيوني بعد حرب تموز- .

هذا الرافضي الذي ساعد ودعم المقاومة الفلسطينية بالخبرات وبالسلاح ، وبشهادة فصائل المقاومة الفلسطينية ،
على اية حال موضوعنا ليس هذا ( الرافضي ) سماحة العشق …
– الذي في القلب والعين أسكناه –  والذي أجله وأحترمه ، وقلتها وسأقولها علنا وصراحة، مهما كانت نتائج هذه الصراحة ، ومهما أزعجت الكثير ،فهي ليست موضوع للنقاش الآن ؛ ولا أنا بصدد ان اناقش من يعارضني بالحب او الكره ،
فديني لنفسي ودين الناس للناس …!! (الحلاج)

هبة التي أيدت الدولة السورية شعبا وجيشا وقيادة حيث إختارت أن تنحاز للدولة السورية بكامل مقوماتها ضد حرب كونية، أدواتها الجماعات الارهابية التكفيرية المدعومة خليجيا والتي رعاها رجل الكاوبوي وخطط لها الموساد ..؟!! ( وقد شهد شاهد من أهله بكثير من التقارير واللقاءات )
الدولة السورية التي دعمت المقاومة الفلسطينية وبشهادة فصائل المقاومة التي لم تنكر الجميل ولم تتاجر وتتلون ؟!!!!

هبة لها مطلق الحرية فيمن تحب او تؤيد او لمن تنحاز …
هبة التي غنت للرضوان (عماد مغنية) الذي أوجع الصهيوني واوجع مكاتب الموساد ؛ التي حاولت إغتياله مرارا وتكرارا ، والذين من شدة الالم اطلقوا عليه القاب : ( الشبح ، الثعلب ، عزرائيل الصهاينة ).
عماد بوصلته كانت متجهة للعدو الصهيوني وكذلك بندقيته ، واي منتمي للقضية سيكون بخط متوازي مع اي بوصله اتجاهها الأوحد الصهيوني.
لكن الاهم من كل ما ذكر سابقا ، ان الجانب المؤلم بالموضوع اكبر من ان توافق وتؤيد او ترفض وتعارض…هو ان
يأتي كوهين العرب (عن سابق معرفة او جهل ) ويحاول ان يستجمع بقايا رجولة مفقودة..
ويخط بطولات من ورق تشبه دون كيشوت الهزيل الجسم عندما قاتل طواحين الهواء !!!!!!
لان للمهزوز والضعيف ردة فعل عكسية  تنعكس على شخصيته ، فهو يهاجم ويستقوي ويستعرض عضلاته حتى لو كانت سراباً ، ويرسم بطولات وهمية,  أقصى مدى لها لوحة مفاتيح (الهاتف او الحاسوب) ، ويملك عقل ببغاء اوسع إحداثياته ،أن يردد كل ما يتلقى من أخبار من هنا او هناك حتى لو كان الخبر لإعلام صهيوني أو متصهين.. ؟!!

نتجاذب بالسياسة ونختلف وبشده ،وعندما تكون المواجهة مع عدونا الوحيد والأزلي، تتوحد بوصلتنا لنضع تجاذباتنا السياسية على الهامش ، لأننا نواجه ما هو أهم وأخطر من أن تقتنع (بزيد أو عمرو)، أو تتبنى وجهة نظر حزب السلطة أو حزب المقهورين أو أي مسميات أخرى …!
هذا البطل الكرتوني ؛ أعتقد يوما ما عندما تتوسع دولة الكيان الصهيوني وتتمدد وتتسلل من خلال تفرقتنا ومذهبيتنا وطائفيتنا وحماقاتنا -وهي كذلك –  طالما نحن بهذا الضعف الفكري والوهن الديمقراطي ستلقي القبض عليه ذات القوة الغاشمة التي القت القبض على هبة اللبدي, وبحجة  أنه تنفس هواء  بكمية اكبر مما هو مخصص له ، ولربما سيلقى به بذات الزنزانة التي اعتقلت بها هبة وقاومت !

وستعمل الذاكرة عند هذا البطل الوهمي اوتوماتيكيا ، بربط الواقع مع ملفات الذاكرة المخزنه في عقله، وسيجد أن الزنزانة الانفرادية التي يراها ويتلمس ظلمتها ويشعر يبرودتها وعزلتها وقسوتها ، ووحشية السجان ،هي ذاتها التي قرأها يوما (ببوست) او تغريدة او خبر ، مر سريعا امام عينيه ، وردده دون تفكر بأكثر من موقع من مواقع التواصل، وتحت عنوان ( معاناة واخبار الاسيرة هبة اللبدي) ،

وستعاتبه نفسه وستقول له :
يا غبي ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) وها أنت تمر بالذي مرت به هبه بغض النظر عن توجهك السياسي او رأيك أو انحيازك لموقف ما ، سواء كنت تؤيد زيد او عمرو ،

اليمين او اليسار .
و سنقف نحن المختلفين معك بالرأي والتوجه ؛ نهتف ونطالب لك بالحرية، ونتصدى لكل (عدنان تحول الى كوهين) من خلال ذات لوحة المفاتيح التي استخدمتها يوما  بالطعن في نضال هبة ووطنيتها – يوم ملأت الغرفة ضجيجا بنقرات المفاتيح – وانت تجيش ضد نضالها وتخون بنواياها ، وتخدم كوهين وداوود واسحق !!

وستكتشف انه اذا دعونا لمسيرة تضامنية ، ستكون هبة في الصفوف الأولى تنادي وتهتف لك بالحرية ،
أتعلم لماذا ..لا لشيء ، فقط لمعادلة بسيطة جدا ، لأنها تعلم ماذا يعني ان تنحاز للحق وللمقاومة وللضعفاء عندما يكون العدو الصهيوني المحتل هو البوصلة، و بغض النظر عن اي اختلاف .

فلتسقط كل الجغرافيا/المذهب/الطائفة/اللون/العرق عندما يكون عدونا دويلة الكيان الغاصب ، تسقط كل التجاذبات والاختلافات والمسميات عندنا يكون عدونا الكيان الصهيوني الدموي ،
تسقط كل الحسابات عندما تكون هذه الخلية السرطانية “اسرائيل” لها أطماع توسعية ، وتعمل ليلا نهارا لتحقيق أهدافها، بينما نحن منشغلون بقتل بعضنا البعض ،وتكفير بعضنا ، والتآمر ، وننساق كعبيد لرجل الكابوي .
الى هبة ورفاقها وكل من سبقوها بالنضال والمقاومة والأسر والشهادة، من أختلف معهم او أتفق ….طالما بوصلتكم باتجاه الكيان الغاصب المحتل …لكم مني كامل حبي واحترامي ودعمي ،
لكم مني كامل إنتمائي ، أعلم سيهاجموني وسيتنمرون ويطعنون  ، وسيجيشون بحملات عشوائية تجر الاف العقول الفارغة – كالعادة –
منهم من سيكون عن جهل ومنهم من سيكون عن قصد ،
ومنهم من سيكون موجه ومسيس ومدفوع الثمن له ،
والأهم منهن من سيكون الصهيوني والمتصهين…. !!!!

طوبى لجميع المقاومين مهما كانت خلفيتهم السياسية او الحزبية،
طوبى لكل الاسرى طالما ان قضبان السجن صهيونية الصنع،
طوبى لكل الشهداء ، و طوبى لمن بقي ثابت على موقفه ، في ظل هذا الجنون الفوضوي الأحمق بالإنحياز للحق أو ضده…..!!!