هل حقاً ان عقل ترامب الباطن أكثر ذكاء مما نعتقد فاستخدم “قانون التوقع” وباح تلقائيا بتهاوي صفقة القرن وترنح قرونها!؟ / ديانا فاخوري

519

 

ديانا فاخوري ( الأردن ) الأربعاء 16/10/2019 م … 

هل نُحٓمّل بهذا تغريدة ترامب اكثر مما تحتمل:
“Anyone who wants to assist Syria in protecting the Kurds is good with me, whether it is Russia, China, or Napoleon Bonaparte. I hope they all do great, we are 7,000 miles away!” Trump wrote on Twitter.
“كل من يريد مساعدة سوريا في حماية الأكراد هو جيد لي، سواء أكانت روسيا أم الصين أم حتى نابليون بونابرت .. متمنياً النجاح لمن يريد مساعدة سوريا في حماية الأكراد، أما نحن، فإننا على بعد سبعة آلاف ميل”!
ما الذي جاء بنابليون هنا كما حصل مع النورماندي سابقا:
“They didn’t help us in the Second World War; they didn’t help us with Normandy,” Trump said of the Kurds.
“لم يساعدنا الأكراد خلال الحرب العالمية الثانية؛ لم يساعدونا في النورماندي”!
تأمّلوا المقتبس التالي:
“Over 220 years ago – on April 20, 1799, Napoleon Bonaparte issued a proclamation to Diaspora Jews to return to the Land of Israel and re-establish their state there .. In 1799 Napoleon marched on Palestine from Egypt, conquering some coastal towns, but fortified Acre stood firm and refused to surrender to the pressure of his Army!”
“منذ أكثر من 220 عامًا – في 20 أبريل 1799، أصدر نابليون بونابرت إعلانًا ليهود الشتات للعودة إلى ما اسماها أرض إسرائيل وإعادة بناء دولتهم هناك .. في 1799 سار نابليون الى فلسطين قادما من مصر، فاحتل بعض المدن الساحلية ليسقط على أسوار عكا!”
هل جاء إقحام نابليون بونابرت، والنورماندي، قبل ذلك، ليعلن العقل الباطن تهاوي صفقة القرن بقرونها سيما وان بونابرت كان قد اطلق صفقة القرن بصيغتها الاولى عام 1799 ليندحر على أسوار عكا وتسقط معه صفقته وإعلانه كما تُبٓيّن المقتبسات أعلاه؟
هنا استدعي تغريدة كنت أطلقتها منذ بضعة ايام:
“من “عمران” الى “جبران” وبينهما “بوتين”!
رغم الهُجوم الذي استهدف ناقلة النّفط الإيرانيّة “سابيتي” قُبالة سواحل مدينة جدّة السعوديّة، “عمران” في طهران، “بوتين” الى الرياض، و”جبران” الى دمشق!”
هل عبثا يستدعي ترامب نابليون اثر تخليه عن حلفائه في سوريا والخليج؟ وهل عبثا يحط “عمران” في طهران ومنها الى الزياض بعد زيارة “بوتين”؟ ثم ماذا عن خطاب وزير الخارجية اللبنانية في القاهرة سيما وانه يحزم حقائبه للتوجه الى دمشق!؟
وهذا يعيدني الى ما كنت كتبته منجذ مدة حول قلق نتنياهو و ارتياب القادة الإسرائيليين من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات الذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في تشرين الأول ٢٠١٧ خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة «هآرتس»، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”.
وجود اسرائيل = ديمومة النكبة!
ازالة اسرائيل = ازالة النكبة!
نعم يرتكز وجود اسرائيل الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. إذن وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر .. كإمب ديفيد، أوسلو، وادي عربة، تطبيع بضمير صائح او سائح او غائب او مستتر، صفقة القرن – كلها محاولات يائسة بائسة لصيانة النكبة الفلسطينية ومعها وبها صيانة اسرائيل/المستعمرة الاستيطانية .. فالتطبيع، لغةً، ينتهي بال”بيع” .. والتطبيع، سياسةً، اخره “بيع”!
لا “كامب ديفيد” باقية، ولا “أوسلو”، ولا “وادي عربة” .. لا صفقة القرن باقية .. ولا تطبيع التنابل .. لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل!
“يا دامي العينين , والكفين .. إن الليل زائلْ .. نيرون مات، ولم تمت روما .. بعينيها تقاتلْ”!
وفلسطين بعزتها، بقدسها، بغزتها وصدور ابنائها تقاتل .. وحبوبُ سنبلةٍ تموت .. ستملأُ الوادي سنابلْ..!
تمشي و امشي والليالي بيننا//
ستُريكَ من يهوي ومن سيظفرُ//
الدائم هو الله، والدائمة هي فلسطين!
ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية